الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إياك أن تصدق زوجتك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للبدانة مساوئها، وحسناتها أيضًا، قليل من يعرف فوائدها، ونادر مَنْ يعجبه شكله وهو «سمين»، أو ناصح كما يقول اللبنانيون، أنا شخصيًا أحاول جاهدًا تقليل وزني.. أنجح مرة.. وأفشل مرات!
ومع ذلك دخلت خمسة أعوام قائمة محبّى البدانة لأسباب شخصية أو بالأحرى زوجية! ذهبنا إلى فرح ابنة أحد أقاربنا، نادرًا ما أذهب لأعراس لأننى لا أحب الضجيج، لكن تحت ضغط الحكومة (زوجتي) وافقت.
دلفنا إلى القاعة الفخمة بأحد الفنادق الكبرى، لاحظت أن الأفراح تطورت خصوصًا بالنسبة إلى الفتيات، رأيت قنابل ذرية وهيدروجينية، الصغيرات يردن لفت نظر العرسان، والكبيرات يحاولن التأكيد على أنهن مازلن جميلات ورشيقات.
كان الصراع على أشده بين براعم الجمال والزهور المتفتحة، والحقيقة أننى قاومت النظر إلى مفاتن الشابات والنسوة الناضجات قدر استطاعتي، لكن مقاومتى انهارت تماما عندما بدأ الرقص وتسابق الجميع إلى الحلبة، ليخرجن طاقات محبوسة أو ليستعرضن مفاتن بارزة وتضاريس تم اكتشافها أو مازالت بكرًا.
لاحظت زوجتى أننى أتنقل ببصرى بين هذه وتلك، فتهكمت عليّ قائلة «لم تكن تريد المجيء.. ادعى لي». أجبتها «ربنا يخليكى ليّا، أنتى قمري». وأضفت «أنا باتفرج مثلما يطالع أى قائد سيارة للسيارات المارة حوله، ولكنه لا يحب إلاّ سيارته.. يرتاح فيها ومعها».
انفرجت أساريرها من المجاملة التى علمتنى السنون أنها خير تعويض عن فقدان أشياء أخرى بمرور الزمن، المجاملات هى «فياجرا» العواجيز.. المهم أن إحدى قريباتها فى الأربعينيات جاءت إلى منضدتنا، سألتنا «لماذا لا ترقصان؟!». أجبتها «ما ينفعش خلاص كبرنا»، ألحت.. رفضت زوجتى بإصرار، ثم فاجأتنى قائلة «انهض راقصها»!
تعجبت، سألتها «إنتى متأكدة»، أجابت «على الأقل ترحم نفسك قليلا من التركيز على الأجساد الممشوقة والممتلئة»، قلت فى سرى ربنا يستر.
المهم قادتنى قريبتنا إلى الرقص، وهى بالمناسبة بها مسحة من جمال ورغم اقترابها من الخمسين فمازالت فاتنة، دقائق لهثت وتقطعت أنفاسى وأنفاسها.. عدت إلى زوجتى وهى إلى صحبتها.
شاهدت لواحظ اللهب تخرج من عينى زوجتي، صرخت فىّ قبل أن أجلس «أنا قلت أرقص.. وليس تلصق فيها بهذه الطريقة؟!». وأضافت كمان «برفانها» على بدلتك!!.
سألتها «إنتى متأكدة أننى لصقت فيها»، ردت «طبعًا». ألهمنى الله بالإجابة «ألصق فيها إزاى وكرشى متر، لدرجة أننى لم أستطع أن أضع ذراعى حولها».
ضحكت مراتى قائلة «المصيبة إن دمك خفيف.. ومقنع»، ولأول مرة أحمد الله على نعمة «الكرش» والبدانة!