الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العفريت بلغ فرار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أعلم ما الذى جرى لنا كمصريين. لم يعد يعجبنا شيء. لا حكومة ولا صحافة ولا إعلام ولا أفلام. وأيضا لا ثقافة أو تعليم أو صحة. 
لذلك دعونا نفترض بغرض المناقشة أن سيادتك يا «كابتن» أو حضرتك يا «حاجة» أو جنابك يا «آنسة»، قد وجدتم بمحض الصدفة مصباح علاء الدين السحرى وطلع لكم العفريت. 
وقال لكم «شبيك لبيكم.. يا حضرات ماذا تريدون؟!». 
فى البداية أقول لكم إننا نلعب لعبة خيالية ليس فيها على بابا أو مرجانة أو جوالات الذهب والياقوت، ولكن لنبدو منطقيين دعونا نقول إننا سنفكر بطريقة عملية، ونطلب من العفريت تحقيق أولوية حاكمة نطلبها من العفريت، أو ربما نطلب منه قائمة أولويات بسيطة فماذا سنطلب؟ فكروا! أتوقع أن نطالب بنظافة الشوارع، وتوفير صناديق قمامة، وسهولة المواصلات، واحترام آدميتنا فى قسم الشرطة بدلا من الضرب والإهانة.
والحفاظ على كرامتنا فى المستشفيات العامة، ومنع الدروس الخصوصية، وعودة المدرس النموذجى الذى قال الشاعر إنه يكاد يكون رسولا، ولا ننسى مواصلات مريحة مكيفة ورخيصة وألا يتوقف المترو فى أعطال متكررة.. طبعا لن نغفل أن نخبر العفريت بضرورة القضاء على الإرهاب، واحترام حقوق الإنسان، والحفاظ على الأمن القومى والإبقاء على الدعم. 
وعلينا أن نسأله هل دورى كرة القدم يصلح بمجموعة واحدة أو اثنتين؟ وهل نستخدم الفحم فى توليد الكهرباء، أم نلجأ للتكنولوجيا النووية على أساس أن الفحم أسهل؟ هل نجرى انتخابات المحليات فى موعدها هذا العام أم نؤجلها عاما آخر؟ هل نحاكم الألتراس بتهمة الإرهاب أم نعتبرهم مشجعين غلابة؟ وهل ستبقى الصحافة على حالها أم ستتطور وتخدم الشعب وآماله وطموحاته قبل أى شيء! وطبعا «بالمنظر» هذا، وإلى أن نكون قد عرفنا فعلا ما يمكن أن نتفق عليه كشعب من قائمة أولويات ولو قصيرة جدا، سيكون «العفريت» المسكين قد قدم استقالته، بعد أن أصابه انهيار عصبى حاد من كمّ الخناقات والاختلافات بيننا.
وبالتالى سيقرر من فوره أن يرجع بكرامته إلى داخل المصباح، على الأقل سيضمن الجلوس فى ضوء زيت القنديل، بدل ما تقطع عنه الكهرباء معنا!