الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

المواطن بين نارين.. حرارة الجو وأسعار الفواتير.. "كمال": 700 جنيه شهريًا لـ"الكهرباء" بسبب تشغيل التكييف 3 ساعات يوميًا.. خبير اقتصادي: ترشيد الاستهلاك ضروري.. وعلى الدولة نشر الوعي بين المواطنين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى الوقت الذى يُعانى فيه المواطن ارتفاع درجات الحرارة، يُعانى أيضًا تضاعف قيمة فواتير الكهرباء والمياه، التى تأتى تباعًا لتستنزف دخله، نتيجة لزيادة استهلاك الكهرباء بسبب الثلاجات والتكييفات.
ومع بدايات فصل الصيف هذا العام، والذى جاء مصحوبًا بموجة شديدة الحرارة، بدأت معاناة المواطنين بين شدة الحرارة وارتفاع أسعار فواتير الكهرباء نتيجة الاستخدام المستمر لكافة الأجهزة المنزلية المستخدمة فى الإضاءة والتهوية، وأبرزها أجهزة التكييف، التى تتسبب دائمًا بزيادة نسبة الاستهلاك وتتسبب فى غلو فواتير الكهرباء.


ويقول كمال حسن، موظف بإدارة التربية والتعليم بالعمرانية، إن راتبه لا يتخطى ٢٢٠٠ جنيه شهريًا، وفى الوقت نفسه ترتفع فاتورة الكهرباء لديه من ٣٠٠ جنيه فى الشهر إلى ما يزيد على ٧٠٠ جنيه فى فصل الصيف، بسبب اعتماده على تشغيل التكييف لمواجهة درجة الحرارة المُرتفعة.
وأوضح «حسن»، أنه يضطر كثيرًا إلى تشغيل ٢ تكييف، واحد بغرفته والآخر بغرفة الأطفال، ثلاث أو أربع ساعات على الأكثر فى اليوم الواحد، فترة الظهيرة، حتى لا تأتى فاتورة بما لا تتحمله طاقته المادية، مُشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار شرائح الكهرباء خلال الفترة الماضية أدى إلى تضاعف المبلغ الذى يدفعه شهريًا فى فواتير الكهرباء، منوهًا إلى أن المياه تقطع بين حين وآخر فى المنطقة التى يقطن بها، رغم أن فواتيرها فى الصيف تكون مضاعفة.


على الجانب الآخر؛ يرى خبراء الاقتصاد، أن ارتفاع أرقام الفواتير فى الصيف لا تتوقف عند زيادة الاستهلاك، بل إن هناك صلة رئيسية بين ارتفاع فواتير المياه والكهرباء، وإسراف المواطنين فى استخدامها خلال فصل الصيف والتعرض للموجات الحارة.
ويقول الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن أسباب ارتفاع فواتير المياه والكهرباء خلال فترة الصيف يعود فى الأساس إلى سوء استخدام المواطنين، دون أدنى حرص منهم على أن ذلك سيؤثر سلبًا فيهم، فى ظل عدم زيادة الأجور.
وأضاف «النحاس» أنه على المواطنين الحد من الاستخدام المُفرط للأجهزة الكهربائية خلال فصل الصيف كالتكييفات والمراوح، بالإضافة إلى الحد فى الإسراف فى المياه.
وأوضح أن الاستهلاك يختلف من منطقة لأخرى، فمنطقة مثل مصر الجديدة أو جاردن سيتى، يستخدم سكانها التكييفات ليل نهار، مما يتسبب فى زيادة الاستهلاك، وبالتالى رفع قيمة الفواتير إلى أرقام كبيرة، أما منطقة مثل المرج أو فيصل، فإنهما تستهلكان كميات أقل وبالتالى تكون الفواتير أقل.
وعن طرق ترشيد استهلاك المياه والكهرباء خلال فترة الصيف، قال «النحاس» إن أبرزها الاقتصار على تشغيل التكييفات واللمبات، مُشيرًا إلى ضرورة ترشيد استهلاك المياه أيضًا من خلال تجنُب استخدام خرطوم المياه فى غسيل السيارة، أو رش الشوارع بالمياه الصالحة للشُرب أثناء ارتفاع درجات الحرارة.
وتابع «النحاس»: «يمكن استخدام ما يسمى بالآبار الارتوازية فى غير أغراض الأكل والشرب، وبالتالى الحفاظ على المياه من جانب، وتقليل أسعار الفواتير من الجانب الآخر، وعلى الدولة أيضًا أن تقوم بنشر الوعى بين المواطنين بكيفية الاستخدام الصحيح للمياه، علاوة على وضع قوانين لحماية المياه من التلوث، وتغريم كل من يتسبب فى ذلك، كما أنه عند حدوث أى عطل أو تسريب فى شبكة المياه لا بد من التدخل على الفور لصيانة ذلك العطل وتصليحه، حتى يتم ترشيد الاستهلاك، وبالتالى تقليل الفواتير التى لا تعود عواقبها سوى على الموطن البسيط».


من جانبه، حَمّلَ الدكتور زكريا الحداد، خبير البيئة والري، الحكومة مسئولية ارتفاع فواتير المياه والكهرباء، حيث إنها تفتقد القدرة على مخاطبة الأغنياء فتقوم برفع الفواتير على الفقراء، فى الوقت الذى تزداد فيه نسب الاحتباس الحرارى والتى تتسبب فى ارتفاع درجات الحرارة، ما يصاحبها ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه بشكل كبير يجعلها عبئًا مُضاعفًا على المواطنين.
وأوضح «الحداد» أن طرق ترشيد الاستهلاك فى المياه والكهرباء عديدة، من بينها استخدام اللمبات الموفرة للإضاءة، لأنها توفر أكثر من الضعف فى الكهرباء عن اللمبات العادية، وأنه على الرغم من ارتفاع سعرها إلا أنها توفر فى الاستهلاك، وبالتالى تعتبر أحسن بديل لتوفير الاستهلاك.
وتابع «الحداد»، أن متوسط استهلاك الفرد فى مصر من المياه ٣٠٠ لتر فى اليوم الواحد، حيث يُعتبر هذا الرقم كبيرا جدا بالمقارنة مع دول أخرى مثل ألمانيا وإنجلترا التى لا يصل استهلاك المياه للفرد فى تلك الدول إلى نصف ما يتم استخدامه فى مصر، خاصةً فى ظل وجود مواطنين فى مصر لديهم ملاعب جولف وحدائق يأخذون كميات كبيرة وشاسعة من المياه.
وأكد أنه من المفترض ألا يزيد الاستهلاك اليومى للفرد من المياه أكثر من ١٠٠ لتر، بل لا بد أن يقل عن ذلك، حيث إنه يصل فى دول أخرى مثل الأردن إلى ٥٠ لترا فقط، وفلسطين إلى ٣٥ لترا.