الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

تشارلز ديكنز.. أوقات عصيبة

تشارلز ديكنز
تشارلز ديكنز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر الروائي الإنجليزي تشارلز ديكنز واحدًا من أهم الأدباء عبر التاريخ، فلا تزال أعماله تحظى بشعبية كبيرة، تميز بالنقد اللاذع والسخرية من جميع الأوضاع السياسية والاجتماعية التي لا تروق له، فهو الإنجليزي الذي خرج من العصر الفيكتوري لينشر أدبه خارج بلاده، ولتتعدى أعماله حدود الزمن وتصل إلى ملايين المُتابعين منذ القرن التاسع عشر وحتى الآن.
ديكنز، والذي تحل ذكرى وفاته اليوم السبت، كان قد ولد في مدينة لاندبورت بورتسي بجنوب إنجلترا عام 1812، وكان ثاني إخوته الثمانية، وعاش طفولة بائسة؛ لأن أباه كان يعمل في وظيفة متواضعة ويعول أسرته كبيرة العدد، وعانى الطفل الصغير من الديون التي وقع فيها والتي دخل السجن بسببها، فترك الطفل المدرسة وراح يعمل للمشاركة في نفقات الأسرة.
كتب تشارلز عن الانطباعات والتجارب المريرة التي مر بها أثناء طفولته في العديد من أعماله، والتي كان أبطالها من الأطفال الصغار الذين عانوا كثيرًا، وعاشوا في ضياع بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة التي كانت سائدة في عصره، وكان في طفولته يستغل أوقات فراغه من العمل الشاق، فينكب على القراءة والاطلاع على الكتب، كما كان يحرص على التجول وحيدًا في الأحياء الفقيرة في مدينة لندن؛ فوصف بيوت العمل التي نشأت وفق قانون الفقراء في روايته الشهيرة "أوليفر توست"، فوصف هذه الأحياء الفقيرة بكل تفاصيلها وبكل المآسي التي تدور فيها؛ وعندما وصل إلى سن العشرين تمكنت الأسرة من إلحاقه بأحد المدارس ليكمل تعليمه، وفي نفس الوقت كان يعمل مراسلًا لإحدى الصحف المحلية الصغيرة لقاء أجر متواضع، ما أتاح له التأمل في أحوال الناس على مختلف مستوياتهم، فخرج بالعديد من التجارب الإنسانية والأخلاقية.
نشر ديكنز ما يزيد على اثنتي عشرة رواية، وعددًا كبيرًا من القصص القصيرة، بعض الأعمال نُشرت مسلسلة في البداية في مجلات أسبوعية أو شهرية، ثم أعيدت طباعتها في هيئة كتب.
وفي سن الرابعة والعشرين أصدر ديكنز أولى رواياته "مذكرات بيكويك"، والتي لاقت نجاحًا ساحقًا، وجعلته من أكثر الأدباء الإنجليز شهرة، ثم ازدادت شهرته في إنجلترا وخارجها عندما توالت أعماله في العالم بلغات مختلفة؛ ومن أشهرها "الآمال العظيمة" التي صارت محط أنظار السينمائيين ليصنعوا منها أكثر من 250 عملا مسرحيا وتلفزيونيا؛ وأعماله الأخرى منها "متجر الفضول القديم، بارنابي رودج، حياة ومغامرات مارتن تشزلويت، ديفيد كوبرفيلد، البيت الموحش، أوقات عصيبة، حكاية مدينتين".
وكانت روايته "أوقات عصيبة" مثالا رائعا على البناء الفني وقدرته الأدبية على كتابة القصص المنتظمة والمسلسلة بطريقة رائعة.
قضى ديكنز معظم حياته في كتابة المقالات وتأليف الروايات والقصص القصيرة وإلقاء المحاضرات، وكان يدعو باستمرار في أغلب أعماله إلى ضرورة الإصلاح الاجتماعي، وتدعيم المؤسسات الخيرية والصحية التي ترعى الفقراء؛ حتى وافته المنية في 9 يونيو عام 1870 عن عمر ناهز الثامنة والخمسين عامًا، وتم دفنه في مدافن وست مينستر آبي.