الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

وثائق جديدة تكشف المساعي الأمريكية لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي

مفاوضات كامب ديفيد
مفاوضات كامب ديفيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رسالة تكشف عن لقاء بين «سايروس فانس» و«السادات ومبارك» لتحديد مسار المفاوضات
خطاب من «كارتر» لـ«الرئيس الراحل» يطمئنه على استمرار الدعم الأمريكى لإنجاح عملية السلام

بمرور أربعين عامًا على مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل، كشفت الخارجية الأمريكية عن عدد من الوثائق المتعلقة بعلاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالصراع العربى الإسرائيلى خلال الفترة الممتدة من أغسطس ١٩٧٧ إلى ديسمبر ١٩٨٠؛ حيث نشرت الجزء الأول منها فى ٢٠١٤، متضمنةً بعض المعلومات عن مفاوضات «كامب ديفيد».
تتألف الوثائق الجديدة بشكل كبير من ملاحظات شخصية مكتوبة بخط اليد فى الفترة من ٥ إلى ١٧ سبتمبر ١٩٧٨ علاوة على عدد من الخطابات والوثائق.
وجدت هذه الملاحظات والخطابات فى وزارة الخارجية أثناء البحث فى مجلدات إدارة الرئيس «رونالد ريجان» الخاصة بالمراسلات المتبادلة بين الإدارة الأمريكية والرؤساء العرب، وإسرائيل، تطرقت الوثائق إلى العوائق التى واجهتها القيادة السياسية لكل من الولايات المتحدة، وإسرائيل، ومصر، قبل وبعد انتهاء مفاوضات «كامب ديفيد» وصولًا لإبرام اتفاقية السلام مع القاهرة.

التحضيرات الأمريكية لـ«كامب ديفيد»
ساهمت واشنطن بشكل كبير فى الترتيبات المسبقة للقمة «كامب ديفيد»، بالتنسيق مع الجانب المصرى ما تمثل فى المذكرة التى أرسلها «سايروس فانس» وزير الخارجية الأمريكى إلى «كارتر» متضمنة لقاء «فانس» مع الرئيس المصرى «أنور السادات» ونائبه «محمد حسنى مبارك»، وبحضور «هيرمان آيلتس» السفير الأمريكى فى القاهرة فى ٢٦ أغسطس ١٩٧٨.
أوضح «فانس» فى هذه المذكرة الحوار الذى دار مع السادات حول سيناريوهات محادثات السلام، التى تتضمن عدد من اللقاءات الثنائية بين الرئيس «كارتر» و«السادات» من ناحية و«بيجن» من ناحية أخرى، وبناءً على نتيجة هذه اللقاءات سيبنى عليها المسار المستقبلى للمحادثات، وفى هذا السياق أبلغ «السادات» «فانس» بأنه موافق على هذه الترتيبات معربًا عن حرصه فى مقابلة «كارتر» قبل الاجتماع الثلاثى الأول.

«كارتر» ودعم عملية السلام
أشارت الوثائق المفرج عنها إلى التحركات التى قامت الإدارة الأمريكية برئاسة «جيمى كارتر» لدعم عملية السلام بين الجانب الإسرائيلى والمصرى إبان مفاوضات «كامب ديفيد»؛ تجلت أبرزها فى الخطابات الخاصة بالقادة العرب ففى ٢٥ سبتمبر ١٩٧٨ أرسل «كارتر» خطابًا للرئيس السادات يطمئنه فيه على استمرار الدعم الأمريكى لإنجاح عملية السلام بين مصر وإسرائيل، مطالبًا منه ضرورة الإسراع فى ترجمة الوثائق الإطارية، التى تم التوصل إليها. وذلك تمهيدًا لحل القضايا العالقة الخاصة بسيناء؛ حيث سيناقش «هرمان آيلتس» السفير الأمريكى وجهات النظر معه لحلها لما لها من أهمية حيوية، ولتكون القيادة السياسية فى «تل أبيب» و«القاهرة» على استعداد لاستئناف المحادثات حول سيناء بعد موافقة الكنيست على اتفاقية «كامب ديفيد».

المساعدات الأمريكية
فى إطار الجهود الأمريكية لدعم مسار السلام فى الشرق الأوسط، كشفت الوثائق عن مذكرة صادرة من «جيمس ماكنتاير» مدير مكتب الإدارة والميزانية إلى الرئيس «كارتر» فى ٣٠ أغسطس ١٩٧٨، تتضمن تفاصيل المساعدات الأمريكية لدول المنطقة، يُؤكد خلالها «ماكنتاير» إنه أشار لـ«كارتر» إلى أن المساعدات الاقتصادية والعسكرية لمصر وإسرائيل لن تنخفض ولن يتم استخدامها كورقة ضغط إبان المفاوضات، ولكنه أوضح أنه من الصعب الاستمرار فى زيادة المساعدات وعليه لا بد من تهيئة لمناخ لخفض المساعدات بشكل مقبول لكل من مصر وإسرائيل. وكنتيجة لذلك فقد تزايدت المساعدات الأمريكية لمصر لما يقرب من ١.٣ مليار دولار، ولـ«تل أبيب» ٣.٣ مليار دولار.

قضية المستوطنات
حاول الرئيس الأمريكى تجنب الخلافات الشائكة بين القادة العرب و«تل أبيب» خاصة فيما يتعلق بالمستوطنات؛ حيث أعرب «كارتر» عن قلقه إزاء سوء الفهم الذى حدث تجاه موضوع تجميد المستوطنات، فأثناء المفاوضات الخاصة بسيناء تم الربط بينها وبين فترة تجميد المستوطنات، رغم أنها مرتبطة بالمفاوضات الخاصة بالضفة وغزة.
وعليه؛ فقد كشفت البرقية المرسلة من وزارة الخارجية الأمريكية إلى رئيس وزراء إسرائيل «بيجن» بتاريخ ١٤ أغسطس ١٩٧٨، عن غضب «سايروس فانس» وزير الخارجية الأمريكى منه، وكانت موجهة إلى «صامويل لويس» السفير الأمريكى فى إسرائيل، و«هرمان آيلتس» السفير الأمريكى فى مصر.
أعرب «فانس» خلالها عن قلقه عما تم تداوله بشأن أن هناك خطة إنشاء خمس مستوطنات فى الضفة، وقد حثه على عدم اتخاذ أى خطوة من شأنها تقويض مفاوضات السلام، كما يرجى إبلاغ الإدارة الأمريكية مباشرة عن خطط المستقبلية بشأن الاستيطان حتى تتمكن من مساعدتها فى تخفيف القلق المثار، وعليه تم إبلاغ السفير الأمريكى فى القاهرة حتى يكون على علم بما يحدث بين الخارجية الأمريكية وإسرائيلية.
سبقت هذه البرقية خطاب من الخارجية الأمريكية إلى سفارتها فى «تل أبيب» فى ٢٧ سبتمبر، يتضمن رسالة شفهية من الرئيس «كارتر» إلى السفير الأمريكى ليبلغها إلى «بيجن» لوضع حل لمسألة تجميد المستوطنات فى الضفة الغربية وغزة. معبرًا عن وجهة نظر الإدارة الأمريكية عن قلقها البالغ عن مسار المفاوضات، خاصةً فى حالة بناء مستوطنات جديدة.

وضع الولايات المتحدة الآن كوسيط فى عملية السلام
كشف الوثائق عن الوسيط النزيه فى سياق عملية التفاوض على السلام بين إسرائيل والدول العربية، وكيف استطاع تمهيد الأوضاع للجانبين لإتمام عملية السلام بدون عوائق، ولكن بالنظر إلى الأوضاع الآن نجد أن هذا الوسيط تخلى عن رسالته الأخلاقية مقابل الحفاظ على حلفائه.
بعد بدأت تنتهج سياسات غير عادلة فى هذه المسألة، فعلى سبيل المثال تتمثل المساعدات الأمريكية لمصر فى شكل منتجات سواء عسكرية أو اقتصادية، كما أنها موجهه إلى بعض القطاعات بعينها، علاوة على تقلصها من حين إلى آخر. فالبرغم من أن الوثائق أثبتت أنها لا تستخدم كورقة ضغط على الدولتين، فإن الإدارة الأمريكية فيما بعد استخداماتها للضغط على القرار المصرى فى العديد من الأزمات تجلت فى أعقاب ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣؛ حيث جمدت واشنطن مساعدتها العسكرية البالغة ١.٣ مليار دولار، وأوقفت المناورات المشتركة «النجم الساطع»، ثم أوقفت تسليم مشتريات الأسلحة إلى مصر والصيانة والتدريب، فضلًا عن استمرار إدانة النظام المصرى بانتهاكات حقوق الإنسان وقمع الإسلاميين. وذلك لأنها أدركت أن القرار المصرى مستقل دائمًا.