الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الرئيس السيسي وبناء دولة وأُمة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوم السبت الماضى الثانى من يونيو عام ٢٠١٨ كان المصريون جميعًا يرنون بأبصارهم نحو القاعة الرئيسة التاريخية بمجلس النواب انتظارًا لوصول موكب الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى مقر المجلس ليقوم بحلف اليمين الدستورية لتولى رئاسة الدولة المصرية لفترةٍ جديدة، وهو المشهدُ الذى لم نره منذ سنواتٍ بعيدة تعودُ إلى العام ٢٠٠٥، حيث شهدت مصر بعد ذلك أجواءً استثنائية لم يتمكن فيها أى رئيس أن يذهب إلى المجلس فى هذا الموكب المهيب الذى يعبر عن استعادة هيبة الدولة المصرية لكى يحلف اليمين فى ظل ظروفٍ طبيعية غير استثنائية.
إن مشهدَ السبت الماضى هو أحدُ الإنجازاتِ الكُبرى للرئيس السيسى الذى شهدت فترتُه الرئاسية الأولى أمريْن مهميْن؛ أولهما استعادة الدولة المصرية بعد أن كادت تجرفُها الرمالُ الناعمة المتحركة والانفلاتُ الأمنى إلى المجهول، وثانيهما إعادة بناء مؤسسات الدولة المصرية؛ فالآن أصبحَ لدينا دستورٌ ومجلسُ نوابٍ ووزاراتٌ تُباشِرَ عملَها فى ظلِ رقابةٍ شعبية وتشريعية ورقابةٍ من أجهزةِ الدولة الرقابية وعلى رأسِها هيئة الرقابة الإدارية، منعًا لأيةِ شُبْهَةِ فسادٍ تعترى أيةَ مؤسسةٍ من مؤسساتِ الدولة، كما تم تحديثُ القوات المسلحة المصرية لتكون درعَ الوطنِ وسيفَه أمامَ أيةِ أنواءٍ قد تتعرض لها الدولة المصرية فى ظل الاضطراب العالمى واضطراب إقليم الشرق الأوسط، وتم تدعيمُ الشرطةِ المصرية وأصبحت حصنَ الأمانِ للمصريين بعد الانفلات الأمنى الذى شهدته مصر فى ظلِ حكمِ جماعةِ «الإخوان» ومحاولتهم تفكيك الشرطة المصرية لمصلحة جماعتهم واستبدالها بالعناصر المسلحة للجماعة الإرهابية.
وعلاوةً على ذلك كله، فإن «المشير» السيسى باعتباره مقاتلًا فى المقامِ الأول، فإنه إذا أراد الوصولَ إلى هدفٍ وضعه على «لوحةِ التنشين» ولا يمكن أن يخطئه، لذا فإنه وضع نُصْبَ عينيْه أن يكون مقاتلًا من طرازٍ خاص يحملُ السلاحَ فى يدٍ يحارب بها الإرهابَ والفساد، ويحملُ فى اليدِ الأخرى كلَ أدواتِ البناء باعتباره رئيسًا لمِصْرَ الكبيرة التى يجب أن تعودَ لها إرادةُ الحياة والبناء بعد أن أرادَ أعداؤها أن يُوردوها مواردَ الموتِ والخراب. ولعل ما ذكره د. على عبدالعال رئيس مجلس النواب فى جلسةِ حَلِفِ اليمين من إنجازاتِ الرئيس فى فترته الأولى لخيرُ شاهد على ما أصابته مصر من خيرٍ ونماءٍ فى أربعِ سنواتٍ فقط هى كلُ عمرِ الفترة الرئاسية الأولى للرئيس، ورغم قِصَرِ مدةِ الفترة الرئاسية فإن إنجازاتِ الرئيسِ حاضرةٌ بقوة فى مجالات الاقتصاد والزراعة والثروة السمكية والحيوانية والنقل والمواصلات والسياسة الخارجية.
لقد خاضَ المقاتلُ عبدالفتاح السيسى فى فترته الرئاسية السابقة معركةَ بناءِ الدولة من خلال كل ماتم إنجازُه من مشروعاتٍ تنمويةٍ كُبرى غيرت وجهَ الحياةِ فى مصر، وكان خطابُ الولايةِ الجديدة للرئيس يُؤَشِرُ إلى المعركةِ الجديدة التى سيخوضُها الرئيس - وكلنا معه - وهى معركةُ بناءِ الأمةِ المصرية لكى تسترجعَ هُويَتُهَا ومكانتَهَا الطبيعية كأمةٍ فاعلة ذات تنوعٍ ثقافى وسياسي، وذات مستوى لائق فى مجالات التعليم والصحة، أمةٍ لها ثِقَلُهَا ووزنُهَا على المستوى الدولى وعلى مستوى الإقليم.
إن الولايةَ الجديدةَ للرئيس تستكملُ مشروعَ البناءِ العملاق الذى سنباهى به العالمين.. دولةٌ حديثة وأمةٌ فاعلة.