الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الأردن والطريق الصعب "1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما أسرده فى هذا المقال ليس دفاعًا عن النظام الأردنى بقدر ما هو دفاع عن دولة عربية نأمل ألا تنزلق إلى نفس المستنقع الذى سبقها إليه العديد من الدول العربية، خاصة أن الأردن من دول الطوق والمواجهة، و"بالتالى" فهى داخل نطاق الأمن القومى المصرى المباشر.
فالأردن من البلاد التى كان مخططًا لها الدخول فى الموجة الأولى مما عُرف بالربيع العربى التى ضربت المنطقة عام 2011 ولكن لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها الآن تم استبعادها فى آخِر لحظة بعدما عقد النظام هناك نوعًا من المواءمات بينه وبين تيار الإخوان الإرهابيين، حيث تم السماح لهم بمساحة كبيرة من العمل السياسى والتمثيل البرلمانى، وهو ما جعل الحكومة تتعامل مع الإخوان على أنهم فصيل مهم بخلاف صلات القرابة بينهم.
منذ حوالى أسبوع أعلنت الأردن وبشكل رسمى إنهاء العمل باتفاقية التجارة الحرة بينها وبين تركيا، تلك الاتفاقية كانت تضمن تدفق المنتجات التركية دون فرض جمارك (أو بجمارك مخفضة جدا)، وهو ما كان يجعل سعرها أرخص كثيرًا من أى سلعة منافسة، سواء عربية أو أجنبية، وبعد إلغاء العمل بتلك الاتفاقية كان من المنطقى توقع أى عمل انتقامى من النظام التركى الإخوانى.
منذ حوالى شهر ظهر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى لشخص أردنى يدعى "مضر زهران"، وهو مقيم فى لندن منذ عدة سنوات ودائم الظهور على شاشة قناة الجزيرة باعتباره يترأس "الائتلاف الأردنى المعارض"، وهو كيان غير معترف به من الدولة الأردنية، ويذكّرنا بائتلافات ميدان التحرير التى ظهرت فى مصر عام 2011 عندما كان كل ثلاثة أو أربعة أشخاص يؤسسون ائتلافًا للقوى الثورية.
الناظر لهذا الشخص «مضر زهران» يجده خليطًا غريبًا وشاذا من البرادعى وأيمن نور وآيات العرابى وتوكل كرمان.
المهم أن هذا الشخص عندما ظهر منذ قرابة الشهر كان يبشر أتباعه بقرب إسقاط النظام الهاشمى والملكية الأردنية كلها والإعلان عن ميلاد الجمهورية الأردنية مرددًا نفس الاسطوانة البالية التى سمعناها منذ ثماني سنوات من أول أن الأردن بلد كله خيرات وأموال لكنه منهوب من عصابة الهاشميين، وصولًا إلى أنه فى الدولة الجديدة سيتم صرف معاش بطالة لكل عاطل وسيتم الحفاظ على حقوق البشر بل الحيوانات أيضًا، قائلًا بالنص (حتى القطة اللى ماشية فى الشارع لازم نبحث عن حقوقها ونجيبها ونحافظ عليها).
الغالب فى كلام مضر أنه موجّه دائمًا إلى الشباب مثلما فعل كل مندوبى الخراب العبرى فى كل البلاد العربية ومثلما سبق وقيل عندنا (مش مهم تشتغلوا هتاخدوا إعانة بطالة محترمة).
نستكمل حديثنا الأسبوع المقبل بمشيئة الله.