السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

بعد 40 يومًا على الحادث.. "البوابة نيوز" تكشف الوجه الآخر لمذبحة الرحاب

البوابة نيوز في مكان
"البوابة نيوز" في مكان الواقعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد مرور أكثر من 40 يومًا على مذبحة الرحاب، تلك المذبحة التي عثر فيها على 5 جثث داخل إحدى الفيلات، بمدينة الرحاب بمحافظة القاهرة، لرجل أعماله وزوجته وأبنائه الثلاثة، مصابين بطلقات نارية في منطقة الرأس وفي مناطق متفرقة، ولم تتوصل النيابة إلى أدلة قوية تحسم أمر تلك القضية التي لا تزال تشغل الرأي العام.
الجميع يتكهن لها ويفرض فروضه الخاصة، هل هي انتحار أم أنها جريمة قتل، والجميع ينتظر خبر كشف غموض تلك القضية، ولكن مما لاشك فيه أن الجريمة مفزعة ومحزنة للجميع، خاصة أن تلك الجريمة قد محت أسرة كاملة من على قيد الحياة، لم يتبق للأسرة شيء، رحلت جميعا وبقت ممتلكاتهم الفيلا والسيارات حتي الكلب، فتركت الأبنة التعليم الرفيع وجامعتها الخاصة وكذلك أخيها الذي ترك الجيم والبطولة التي كان يجهز لها، وتركت الأم مجوهراتها والأب ترك أعماله الحرة، الجميع يسأل ما هو السبب وراء محو تلك العائلة من الوجود، لا يوجد شاهد حتى الآن لديه دليل قاطع بشيء، فالغريب في الجريمة أنها لم تكن في حي شعبي شاغر بالسكان أو منطقة يكثر فيها الأعمال الإجرامية، بل كانت في مدينة الرحاب أرقي أحياء القاهرة، والمجني عليهم من الطبقة الاجتماعية العالية، حتى هذه اللحظة مازالت نيابة القاهرة الجديدة، تنتظر تقرير الطب الشرعي الذي سيحكم في الأمر ويقطع الشك باليقين، فقد استعجلت النيابة تقرير الطب الشرعي حول الواقعة.
فبعد أن كانت "البوابة نيوز"، لها الأسبقية في تواجدها لمكان الواقعة وتغطيتها لأحداثها، ذهبنا مرة اخري بعد مرور 40 يوما لمعرفة الصورة العامة التي أصبحت عليها مدينة الرحاب، فكانت أولى الملاحظات بالمنطقة التكثيفيات الأمنية المشددة على جميع بوابات مدينة الرحاب، فلا يدخل إلى المنطقة إلا قاطنوها إضافة إلى التفتيشات الذاتية لكل ما هو غريب ومعرفة سبب دخوله، إضافة إلى أكشاك الحراسة الداخلية فالجميع بها في حالة استيقاظ تام، مع زيادة عدد الأكشاك، المنطقة لم يتغير بها الكثير فما زالت طبيعتها الهادئة تسيطر عليها، إلا أن بعض قاطنيها زاد حرصهم، فقاموا بوضع كاميرات مراقبة على أسوار فيلاتهم، وعند الوصول إلى مقر تلك الفيلا محل الواقعة رقم 307/9 تجد الهدوء التام يسود المكان، وهناك كردون أمني مفروض حول سياجها يحول دون دخول قدم أي شخص إلي مقر الفيلا، التي أغلقت بمعرفة النيابة العامة. 
التقينا بعدد من الأهالي والجيران وبعض أفراد الأمن وأصدقاء المجني عليهم، الذين وضحوا المشهد العام التي أصبحت عليه المنطقة، إضافة إلى بعض آرائهم في القضية.
في البداية قالت " أمل.ع" 40 سنة، أحد الجيران، بأنها تسكن في المنطقة منذ أكثر من 18 عاما، وهذه هي الحادثة الأولي من نوعها في تلك المدينة منذ انشائها، فهي حالة شاذة بمنطقة الرحاب كونها لم تحدث من قبل، فالرحاب مازالت ولا تزال من أرقى المدمن بالعاصمة، وأضافت بأن "عماد" رب أسرة المذبحة، كان على خلق، قليل الكلام لا يتحدث بكثرة مع الآخرين، فلا تشعر بوجودهم إلى جوارك، فهم جاءوا إلى المنطقة منذ قرابة الثلاث سنوات ولم يكن لهم أصدقاء كثيرين.
وفي نفس السياق، قال "شادي. و" 18 سنة، طالب واحد الجيران، إنه يستاءل من المرور من أمام تلك الفيلا التي أصبحت مصدر رعب للأطفال في المنطقة، فيتخيل لهم تواجد أشباح بداخلها، مؤكدًا أن من أسباب وقوع تلك الجريمة، هي هدوء الشارع التام وانعزال السكان عند بعض، فكل أسرة مختصة بشأنها قد لا تكون على دراية كاملة بمن يجاورها فالجميع في حالة.
ومن ناحية أخرى، ذكر "إبراهيم. ف" مشرف أمن بالمنطقة، إن بعد تلك المذبحة، أصبح الجميع في حالة وعي تام وحذر شديد، حيث بدأ العمل على وضع كاميرات في الشوارع الرئيسية، وتوزيع أفراد الأمن على كل الأكشاك، والتأكد أن كل كشك كاشف للكشك الآخر ويوجد وسيلة اتصال سريعة بين الأفراد فى حالة وقوع مشكلة، إضافة إلى تكثيف وانتشار الدوريات التي تمشط الشوارع على مدار اليوم، مع التأكد أن جميع أفراد الأمن في أماكن خدمتهم، لا يتركوها خالية تحت أي ضغط من الضغوط.
وأوضح "إبراهيم"، أن اكتشاف الواقعة كان بتلقي أفراد الأمن شكوى من عدد من الأهالي يفيد بانبعاث رائحة كريهة من الفيلا محل الواقعة، فقام مشرف الأمن بدوره بإبلاغ الأجهزة الأمنية بالمدينة، التي جاءت ودخلت الفيلا وتبينت الجريمة، التي نفت بشكل قاطع شبهة الانتحار، وأوضحت أن المجني عليه كان ميسور الحال.
وذكرت "ندي.م"، أحد أقارب الضحايا، بأن الرصيد البنكي لرب الأسرة، يتعدى الـ13 مليون جنيه، وكان قد اشترى قطعة أرض منذ عام في الزقازيق بمبلغ مليون و400 ألف جنيه، بجانب عقارات بالإسماعيلية والإسكندرية، فشبهة الانتحار بعيدة كل البعد عن الواقعة، مشيرًا إلى أن المجني عليه كان ملتزما دينيا.