السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

صفحات من تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية.. الدينوري العشّاب

احمد بن داود، ابو
احمد بن داود، ابو حنبفة الدينوري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد احمد بن داود، ابو حنبفة الدينوري المتوفي 281 هجرية مؤسس علم النبات على التجربة والاستنتاج، قضى حياته في التأليف ففرض احترامه على معاصريه ومن تلاهم من العلماء، واعترف بفضله الجميع.
قال عنه أبو حيان التوحيدي: "انه من نوادر الرجال، جمع بين حكمة الفلاسفة وبيان العرب، له في كل فن ساق وقدم، ورواء وحكم"، وقد اتقن الدينوري الرياضيات والفلك وله في ذلك مؤلفات، أما في علم النبات فقد لقب بالعشّاب، لاتقانه هذا العلم، ومعرفته خصائص الأعشاب الطبية، وهو قبل هذا عالم واسع الثقافة له في تفسير القرآن وكتب في الفقه وجمع بين العلوم الشرعية والعلمية التطبيقية.
للدينوري "كتاب النبات" والذي يعد المرجع الكبير لعلم النبات عبر العصور الإسلامية وبعد ان ترجم اصبح مرجعا مهما لعلم النبات في أوروبا، فقد جمع فيه معظم خبرات من سبقه، وجعله موسوعيا يتضمن تاريخ النبات بشكل تفصيلي، ليس هذا فقط بل انه لم يترك نبتة لا يعرف بها، فقد استقصى وبحث وجرب وقارن واستنتج.. فسجل اسماء النبات عند العرب وفند بشكل علمي ما توصل إليه عن كل نبتة، فجمع في كتابه بين الثروة اللغوية والتاريخية والعلمية والوثائقية.
واعتمد الباحثون في علم النبات، على كتاب الدينوري وقد أجمع معظمهم عربا وأجانب بأن الدينوري هو أول من ألف من العرب والمسلمين في هذا العلم.
يقع كتابه في ستة مجلدات، لكنه مفقود ولا توجد منه سوى متفرقات في كتب كثيرة، علمية ولغوية وتاريخية، وقد ورد في دائرة المعارف الإسلامية أن "لوين" قد نشر في ليدن عام 1953، قطعة من الجزء الخامس من كتاب النبات للدينوري.
ويشير الباحثون إلى ان الهدف من كتاب الدينوري كما رغب واضعه، هو الاهتمام بما ورد في التراث الأدبي واللغوي عن النباتات في بلاد العرب، لذا اقتصر الكتاب على النباتات التي تنبت في البلاد العربية، من أصيلة أو هجينة، وهو لعصره، كان دائرة معارف كبيرة وواضحة.
واضاف الدينوري إلى أسماء النباتات وتاريخها ولغتها، ما توصل إليه من معلومات عن غذاء النبتة ومناخها وتربتها وتركيبها وتحدث عن نموها، وتصنيفها، "فهناك نباتات تزرع ليقتات الناس بها، ونباتات برية، ونباتات تثمر ما يؤكل"، ثم هناك كلام عن أقسام النبات حسب أماكن وجودها، وطبيعتها وخواصها، وقيمتها الاقتصادية.
ويرجع اهتمام العرب بعلم النبات إلى:
1- الاهتمام بالنبات من منطلق لغوي، وقد اهتم معظم الكتاب ومنهم الدينوري بذلك، وأشاروا في مباحثهم إلى أسماء النبات، وأصولها ورتبوها في فصول تتناسب مع دراساتهم.
2- دراسة النبات من وجهة الفلاحة، في معرفة الأراضي، والنبات والخصوبة والسماد
3- دراسة النبات الداخلة في صناعة العقاقير، وقد اهتم الأطباء والكيميائيون والصيادلة المسلمون بنباتات الجزيرة حيث عاشوا، أو بلاد المغرب، والأندلس، ومصر، أو الشام، وقارنوا ووصفوا النبات وأزهاره وثماره وأوراقه.. ليركبوا العقاقير المناسبة للامراض الشائعة
4- دراسات نباتية عارضة مثلت فصولا في كتب الرحالة المسلمين، تتضمن ما اتبروه وما سمعوه حول النباتات.