يعتبر الكثير من المتابعين أن الكاتب الروسي "الكسندر بوشكين" هو مؤسس الأدب الروسي الحديث، فقد كان "بوشكين" شاعرا وكاتبا مسرحيا وروائيا لا يشق له غبار، حيث تعددت مواهبه وأبدع الكثير من الأعمال الخالدة.
ولد بوشكين في مثل هذا اليوم بموسكو عاصمة روسيا من عام 1799 لعائلة ارستقراطية، وتعلم اللغة الفرنسية على يد والديه وكانت جدته تروي له القصص والحكايات الروسية، ويقضي كثيرا من وقته في القراءة من مكتبة والده وذلك لأن والده كان شاعرًا بارزًا ساهم على إنماء موهبته الشعرية.
كان بوشكين في بداية كتابته للشعر يكتب بطريقة السرد المستوحاة من شعراء والذين استلهم عنهم الشعر أمثال فاسيلي جوكوفسكي، حتى خرج بعمله الأول بقصيدة "روسلان ولودميلا" التى كانت تتحدث عن البطل رسلان الذي يخوض المغامرات لينقذ حبيبته لودميلا التى أٌختطفت من قبل ساحر شرير.
وهُوجم بوشكين بعد أن نشر أول قصيدة له من المدرستين الكلاسيكية والرومانسية، الا أن هذا الهجوم أفاده لانه ساعده على الشهرة وانتصر على من هاجموه لدرجة أن الشاعر المشهور جوكوفسكي قدم له صورة موقعة كتب عليها " إلى الطالب المنتصر من الأستاذ المهزوم "
ساهمت قصائد بوشكين جعلته الأهم في مجال الشعر، في إثبات نفسه ووضع مكانة رفيعة في الأدب الروسي حتى تربع على عرشة وأصبح الأب الروحي للادب الروسي، ومن أهم أعماله الذي استمر في كتابته ما يقرب من 8 سنوات " يفغيني اوغين" قدم من خلاله بطلا نموذجيا من عمره ولكن بتوسع أكبر وأساليب أدبية جديدة.
وصور بوشكين من خلال هذا العمل الحياة الروسية من خلال شخصياته الرئيسية اونجين المشكك اليائس، لانسكس المحب للحرية، تيتانا التى تمثل دراسة معمقة للمجتمع الأنثوي الروسي.
نُفى بوشكين بعد إنضمامه لجمعية كانت تهدف لمناقشة الأعمال الادبية والتاريخية بعد تحولها جناح لمجتمع سري فكان بوشكين يوزع آرائه السياسية ويتحدث بإسم الثوار حتى قادوا ثورة عام 1825 ولكنها باءت بالفشل.
كتب بوشكين الكثير من القصائد والروايات والأعمال المسرحية خلا فترة حياته منها " أسير القفاس "، "ملكة البستوني"، "الفارس النحاسي"، "التراجيديات الصغيرة "، "الغجر" وغيرها من الأعمال الكثيرة
مرض بوشكين عقب نفيه ورغم أن الفترة التى قضاها في منفاه الجدية كانت حزينة إلا أنه استغلها في دراسة التريخ الروسي لحياة الفلاحين والفلكلور الخاص بهم، وتزوج بوشكين من الكاتبة ناتاليا نيكولايفنا غونشاروفا واستقر سان بطرسبرغ إحدى المدن بروسيا.
حاول بوشكين ترك العمل الحكومي والتفرغ للأدب إلا أن كل طلبات استقالته قوبلت بالرفض والتضييق عليه، وفي النهاية تم إجباره على دخول مبارزة دفاعًا عن شرف زوجته ليصاب بجروح ويموت عام 1837.
