الثلاثاء 04 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

مواقف صوفية.. إبراهيم بن أدهم والحلاق.. صرة دنانير

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان إبراهيم بن أدهم ابنًا لأميرٍ من الأمراء وكان يعيشُ حياة المترفين إذ سمع صوتًا فى داخله وهو فى رحلة الصيد يقول له بألا يغترَّ بالدنيا وفجأة انقلب الشاب من شاب مرفه إلى شابٍ زاهد وورع مجاهد يدافع عن الإسلام وأهله ولايخاف إلا الله.
وكان ابن أدهم يومًا ما يمشى مع أصحابه عائدين من العملِ، فقال أحدُهُم: الحمدُ لله كان عملُنا اليوم وفيرًا وحصلنا على مالٍ من تعبِ يدِنا وكما أننا نستمتع بالإقامة معك يا إبراهيم فى منزلٍ واحد. فكان لم يحلق شعره هو وأصحابه منذ أن رجعوا من إحدى المعارك، فذهبوا إلى حلاقٍ فى المدينة ورآهما فقيرين فلم يرض أن يحلق لهما وقال لهما: هذا ما كان ينقصنى فقيران يُريدان أن يحلقا ويُفاصِلانِ فى الأجرِ؛ فبينما كانا يتكلمان إذ أتى شخصٌ غنيٌ وقال: أريد الحلاقة، فرحبَ الحلاق به أشدَّ ترحيب وقال له تفضل.
وقال له صديقه أما أنا فسأذهب لأحلق عند غيره، وقال إبراهيمُ أما أنا فسأبقى وأنتظرُ حتى ينتهي.
قال صديقه: ماذا ستفعل ريثما ينتهي.
قال: سأذكر الله وأقرأ وردى اليومى من القرآن وهى فرصة لن أضيعها. وكان الحلاق يتكلم معهما بلهجة تكبرٍ؛ وما إن انتهى من ورده وأذكاره إذ أتى إليه الحلاق وقال له: أما زلت هُنا؟!
قال له إبراهيم: نعم يا أخى وأريد الحلاقة.
فقال: أريد دينارًا كاملًا منك إن أردت الحلاقة.
فقال: سأعطيك كما تطلب.
فبدأ بالحلاقة وقُبيل أن ينتهى الحلاق من حلاقته أتى صديقُه وقال له: أما انتهيت فإننى قد حلقت وذهبت للبيت واستحممتُ وعُدتُ.
قال إبراهيم: دقائق وننتهى إن شاء الله. وانتهى من الحلاقة وأعطاه صُرَّةً فيها مال قيمته عشرون دينارًا.
فقال صديقه: هو طلب دينارًا وأنت أعطيته مالك كل الذى عملت به فى المزرعة !!
فقال: حتى يكونَ درسًا له ولا يتكبر على الناس أو يحتقرهم فقيرهم قبل غنيِّهم وهذا غنى خيرٌ من مال الدُنيا كُلِه.
فاعتذر الحلاق إلى إبراهيم وصاحبه فقال له إبراهيم: أتمنى أن تحسن معاملتك مع الناس أيًا كان مظهرهم ولا فرق بين فقير ولا غنى يا أخي جميعنا عبيدٌ لله.
فقال الحلاق: صدقت صدقت.