الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

واحة الخميس واكتملت منظومة الدولة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سنوات استثنائية طويلة عشناها، توقف خلالها العمل بالدستور وصارت تحكمنا إعلانات دستورية مؤقتة رغم أن دستور 1970 كان اسمه الدستور الدائم لجمهورية مصر العربية، وقد تم الاستفتاء الشعبى عليه بهذا الاسم حينها ورضى الجميع أن يبقى دستورًا دائمًا، ولما كانت مجريات العصر تقتضى إدخال بعض التعديلات عليه فقد تم ذلك، وأبرز التعديلات التى أجريت عليه كانت فى 2005 حين طالب الرئيس الأسبق مبارك مجلس الشعب بتعديل المواد الخاصة برئيس الجمهورية ليصبح بالانتخاب الحر المباشر بدلًا من الاستفتاء الذى كان سائدًا منذ ثورة 52، وأثناء أحداث يناير 2011 علت بعض الأصوات المطالبة بتغيير الدستور كلية رغم أن بعض الأصوات الأخرى كانت ترى تعديله فقط، لأن المواد الأساسية به لا يختلف عليها أحد، أما بعض مواد الحريات والانتخابات هى التى كانت تتطلب التعديل، وانتهى الأمر إلى وقف العمل به إلى غير رجعة، وأجريت الانتخابات الرئاسية فى 2012 وفق إعلان دستورى ودون وجود برلمان، وبناء على هذا الإعلان قام الرئيس حينها بأداء اليمين الدستورى أمام المحكمة الدستورية، وتكرر الأمر فى انتخابات 2014 والتى أجريت أيضًا دون وجود برلمان، فأدى الرئيس عبدالفتاح السيسى اليمين أمام المحكمة الدستورية، وها هى انتخابات 2018 تنتهى فى ظل وجود الدستور والبرلمان ليؤدى الرئيس السيسى اليمين أمام مجلس النواب، وهو ما لم يحدث فى مصر منذ 2005، وهكذا اكتملت منظومة الدولة المصرية التى هى أقدم دول العالم شاء من شاء وأبى من أبى والتى أراد البعض هدم أركانها خلال السنوات السبع الماضية ولكن جيش مصر العظيم ظل صامدًا أمام كل هذه المحاولات ليحافظ لنا على دولة الفراعنة والتى لم يدخل على نسق دواوينها ومؤسساتها وأنظمة حكمها أى تغيير يذكر إلا فى عهد محمد على حين طور عمل هذه المؤسسات وفق منظومة الدولة الحديثة، وقد يدهش البعض حين نخبرهم بأن معظم الدول العربية والأفريقية قد استمدت بناء مؤسساتها من مصر، وأن الخبرات المصرية هى من أسست أجهزة الأمن فى كثير من الدول العربية والأفريقية بل والآسيوية، وأما الخبرات القانونية فهى من وضعت دساتير وقوانين معظم البلاد العربية والأفريقية، هذه البلاد التى أرادت أن تحتذى بمصر وتبنى دولة ذات مؤسسات قوية، والذين يهاجمون الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب لا يعرفون قيمة وتاريخ الرجل والذى شارك فى وضع العديد من الدساتير والقوانين فى بلاد عربية كثيرة، ويجب على الإعلام أن يبرز دور القامات المصرية التى تدرك الشعوب الأخرى قيمتها، وهنيئًا لكل مصرى يغار على وطنه وتاريخه العظيم، فقد اكتملت منظومة الدولة المصرية بأداء الرئيس عبدالفتاح السيسى اليمين الدستورى أمام مجلس النواب، وبإذن الله لن نعيش فترات استثنائية أخرى.