الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

إبداع الأدباء.. أحمد بهجت المسحراتي وأيامه

المسحراتى
المسحراتى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يسخر من كلماته التى يرددها يوميا دون أن يستيقظ.. والتكنولوجيا أنهت دوره

لم يعد المجتمع حاليا بحاجه لظاهرة المسحراتى، التى كانت سببا فى إيقاظ الناس للسحور والاستعداد لصلاة الفجر، فالكهرباء والتليفزيون والتكنولوجيا جعلت المجتمع ككل ساهرا حتى الصباح، ولكننا رغم كل ذلك نحرص على استماع المسحراتى، الذى يشدو بصوته العذب تلك الحكم والمقولات والنصائح والقصص الوعظية الرائعة وينسجها بشكل رائع فى مقطوعة موسيقية ممتعة، ولم ينس الكتاب الكبار والروائيين أن يصفوا ذلك المسحراتى بطبلته وصوته والذى يظل ذكراه يتجدد مع كل رمضان يأتى. 

ومن هؤلاء الكتاب الذين يمكن القول بأنهم برعوا فى التصوير، لدرجة أننا أحببنا تصويرهم للأشياء، أكثر مما هو موجود فى الواقع والذى تظل راسخة فى القلوب والذاكرة أكثر من ذاكرتنا الحقيقية. 
فيصف الكاتب أحمد بهجت فى مجموعته القصصية «صائمون والله أعلم» المسحراتى، وهو يمسك بقطعة جلد ليضرب بها على الطبلة فى الثانية والنصف كل ليلة فى رمضان والناس نيام فيقول «لا أوحش الله منك يا شهر الصيام»، «اصحى يا نايم وحد ربك» التى تفزع القطط النائمة، بل تفزع المسحراتى نفسه وبترديد الكلمات يوميا خلال الشهر تبهت حتى تبقى مثل الثوب القديم الذى لم يعد يستطع أن يصد عنه برد الشتاء، الذى بدأ يفقد لطفه، فالمسحراتى يسخر من كلماته التى يرددها يوميا دون أن يستيقظ أحد، فهذه الكلمات لم توقظ الآن إلا الكلاب القطط، فمع تطور الزمان أصبح اخترع ابن آدم الساعات والمنبهات والتليفزيون على عكس قديما فكانت الشمس هى ساعة النهار والقمر هو ساعة الليل. 

ويوضح «بهجت» أن شهر رمضان فى الأيام القديمة الطيبة كان الناس يجتمعون، كانت المساجد تمتلئ بالناس ثم تخلو لتمتلئ المقاهى ثم تخلو لتمتلئ البيوت، وكان القراء والمنشدون والذاكرون يقضون الليل كله فى القيام والعبادة والذكر والإنشاد وقراءة قصة المولد. 
ويتابع «بهجت»: ما أعظم أيام المسحراتى فلم يكن زمان يعمل غيره كمسحراتى، أما اليوم فقد اضطرته الظروف إلى العمل فى اكثر من مهنة، فهو يعمل مكوجيا ويعمل غيرها من المهن، ولكنه لم يسلم من الزبائن ونهايته كانت جمع أحباله الصوتية وزعق.