الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"الفقر" يضع حياة أسرة عم غريب على "كف عفريت"

عم غريب
عم غريب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يظل الفقير دائمًا خارج الحسبان، لا يشعر به أحد وسط صخب الحياة، كأنه رجل أبكم، يصرخ دون صوت، تراه، فتستعطف حالته، وكل ما تقوم به هو الشعور بالأسف تجاه أولئك المعذبين فى الأرض، لكن ربما لا يخطر ببالك أن يصل حال أحد الفقراء إلى درجة التفكير فى قتل زوجته وأبنائه، لعدم قدرته على توفير المال الكافى، وعدم رضاه فى رؤية أهل بيته محتاجين دون مجيب، بعد أن أنهكه الفقر.
أو عندما تطلب زوجة شخص فقير معدم، منه الطلاق، كى تحصل على معاش الشئون الاجتماعية للمطلقات، فإنها ليست امرأة مادية تشتهى المال، فهى «ست أصيلة» تريد أن تنفض الحمل من فوق كاهل زوجها، لتخفف عنك ضغوط الحياة، من ٧ أبناء ومصاريف إيجار السكن والغاز والنور والمياه ومدارس.
يقول عم غريب: «عندما يكون دخلك ٣٠٠ جنيه، بتصرف بيهم على ٧ أبناء وأمهم، وحين تذهب للشئون الاجتماعية، لمحاولة أخذ أى مبلغ يعينك على هذا البلاء، تجد الرد «لازم يكون عندك عاهة، وفى ظل كل هذا تحاول الحفاظ على بناتك الخمس وسترهن فتأبى أن يذلهن العمل و«لقمة العيش» فتجعلهن معززيت فى بيتهن، أين الطاقة التى تتحمل كل هذه الأعباء؟».
بالإضافة لزوجتك المريضة التى تحتاج لعملية لتركيب شرائح ومسامير فى قدمها، وابنتك المخطوبة منذ ثلاث سنوات لعدم قدرتك على تجهيزها، يؤلمك حالها، وحال أبنائك، وقد زاد كل يوم يمر عمر على عمرهن دون عيش شبابهن، وبعد كل ما تمر به من تحمل وصبر تسمع من يقول عنك حاقد ولا ترضى بقضاء الله، هل يرضى الله بالظلم؟ فالرضا ليس الرضوخ بل مواجهة أعباء الحياة بالحق والعدل.
بركان من التساؤلات تنفجر على لسان عم غريب من قلب المأساة التى يعيشها، فلم يعد خائفًا من شىء فهو سيموت فى كل الأحوال وقبل أن يموت يريد إرسال رسالته لكل من منَّ الله عليهم بنعمة المال، بقوله: «فى ناس دورها فى الحياة رعاية الفقير؛ الفقير ميروحلهاش، المفروض هى اللى تجيله».