أسقف شبرا الخيمة في حواره لـ"البوابة القبطية": رمضان شهر المحبة والأخوة.. والكنيسة لا تعترف بالزواج المدني.. و41 طلبًا بتقنين أوضاع لكنائس أرثوذكسية بمحافظة القليوبية

- العلاقة بين المسيحيين والمسلمين جيدة جدا، فهناك الكثير والكثير من المناسبات التى تجمعنا مع بعضنا البعض طوال العام، مثل التهنئة ببدء أحد الصيامات فى المسيحية أو البدء بصيام شهر رمضان، وهناك الأعياد، حيث ننتهزها كفرصة لتقديم التهاني، وأرفض بعض التجاوزات التى تنشر على وسائل التواصل الاجتماعى حول الفتاوى التى قيلت فى بعض من الأوقات بأنه لا يجوز تهنئة المسيحى بعيده، فتلك تعتبر إهانة للعقول؛ فنحن حينما نقدم التهنئة أو المشاركة فى أى مناسبة لا تعنى أنى أؤمن بدينك أو أنت تؤمن بديني، ولكن يحدث ذلك لما تحث عليه الأديان من المحبة والتعاون، خاصة أننا نعيش فى وطن واحد.

فكل شخص يعبر بطريقته التى تعجبه بتقديم التهنئة أو المشاركة فى الإفطار الرمضانى، وهناك بعض الطوائف التى تحرص على إطعام المحتاجين خلال شهر رمضان، وإن دل ذلك على شىء فهو يدل على الحب الذى يوصينا به الدين المسيحي.

- خلال الفترة التى عاشها البابا شنودة الثالث فى خدمته، نجده أعطى اهتماما كبيرا بتطوير مدارس الأحد حتى أنها كانت يوم الأحد، وذلك لأن الأحد كان الإجازة الرسمية منذ سنوات عديدة، وكان لمدارس الأحد تأثير واضح فى المجتمع، لأنها تخاطب كل الفئات والأعمار بطريقة كنسية من الكتاب المقدس، هذا الأمر الذى ساعد على إنجازها وجعلنا هذا العام نحتفل بمرور ١٠٠ عام على تأسيسها.

ومن المميز أن مدارس الأحد استطاعت أن تواكب التقدم والتطور التكنولوجى يظهر ذلك بوضوح فى الفنون والكشافة، التى تستخدم تلك الوسائل فى التواصل فيما بينها، وهناك الكثير من اللقاءات بين الكشافة على مستوى الإبارشيات، حتى أن هناك تواصلا بينها فى الداخل وبين أبنائنا فى الخارج.

كما أن مدارس الأحد بثت فى نفوس الناس كيف يجب أن يتعامل الإنسان مع أخيه الإنسان ولا ينظر لدينه أو جنسه أو حتى هويته، كما أنها تعلم الإنسان كيف يعيش إنسانا كاملا فى المجتمع والبيت والشارع، ولولا مدارس الأحد لكنا افتقدنا للنشاط الملحوظ الذى يقوم به الشباب فى خدمة المجتمع والبلد، حتى أن أهداف مدارس الأحد دائما ما تتطرق لخدمة البلد وتقديم الواحبات الواجبة علينا تجاه بلدنا.

وقد أكمل هذا المشوار، فقد سار البابا تواضرس الثانى على نهج البابا شنودة الثالث فى الاهتمام بمدارس الأحد، ومن أهم تلك الاهتمامات أيضا تاسيس «قناة كوجي» التى تقوم على ثلاث مبادىء أساسية هى الدين والتربية والوطن.

وهناك تطور هائل فى مدارس الأحد فى السنوات الأخيرة عن الماضي، ويظهر هذا التطور فى إقامة القداسات فى الكنيسة الخاصة بأطفال مدارس الأحد، وزيادات المراحل المختلفة فى مدارس الأحد منها الحضانة والمرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، بالإضافة للاهتمام بالشباب الجامعي، كما أن هناك الخدمات الخاصة بالسيدات من خلال اجتماعات السيدات والفئات الخاصة والعديد من الخدمات التى استحدثت فى السنوات الأخيرة، والتى تتطور بتطور المجتمع.

وتعتبر مدارس الأحد هى قلب الكنيسة النابض، لأن تلك الخدمة تساعد على تقديم الخدمات التى تجعل منه شابا ناجحا يخدم نفسه ووطنه ومجتمعه.

- يعتبر سر الزواج من الأسرار السبعة المقدسة فى الكنيسة الأرثوذكسية، وهو من أول الأسرار التى أسسها الله منذ بدء الخليقة، وهو الذى قام بنفسه بإتمام هذا السر عندما رأى أنه «ليس جيدًا أن يكون آدم وحده فأصنع له معينا نظيره». والكنيسة القبطية الأرثوذكسية قامت على شريعة الزوجة الواحدة وترفض الطلاق حسبما جاء بالكتاب المقدس، ولا طلاق فى المسيحية، فالمسيحيون جميعا على اختلاف مذاهبهم مجمعون على أنه ليس فى المسيحية طلاق من هذا النوع.

أما الزواج المدنى فهو يتم بين اثنين بدون أى تدخل من الكنيسة، ولا تعترف به الكنيسة طالما لم يتم اتباع الإجراءات المتعارف عليها لإتمام الزواج، لأن الزواج داخل الكنيسة يقوم على الإشهار مثلما يحدث فى الدين الإسلامى، فخلال صلوات الإكليل يكون هناك حضور من أقارب العروس والعريس، ويقوم الأب الكاهن بإتمام إجراءات الزفاف التى يتم تسجيلها فى الكنيسة بطريقة رسمية، وفى الصلوات يحل الروح القدس على العروسين ويصبحان شخصا واحدا، بعد أن كانا اثنين، لذلك ترفض الكنيسة الطلاق.

فهناك الآية التى تقول «الذى جمعه الله لا يفرقه الإنسان» وأما ما يحدث فى الخارج فتلك إجراءات قانونية مثلما يحدث هنا فى مصر، ولكن يجب أن تكون عن طريق الكنيسة وتحدث تلك الإجراءات أو ما يعرف بالزواج المدنى، وذلك لحفظ حقوق الزوجين الشرعية والقانونية لهم ولأبنائهم فيما بعد.

وألاحظ انتشار الحالات التى تذهب للكنيسة أو المحكمة لطلب الفصل بين الزوجين بسبب انتشار المشاكل الأسرية، وأود أن أوضح أن التطور التكنولوجى فى بعض الأحيان بسبب إساءة استخدامه يؤدى لظهور العديد من المشاكل، وهو أكثر الأمور التى تسبب تلك المشاكل بسبب الجفاء والبعد وانشغال كل طرف عن الآخر، فظهرت تلك المشاكل كما أن ضغوط الحياة لها دور رئيسى، فالكثير من الأحيان يقوم الزوج بالعمل خارج المنزل لأكثر من ١٨ ساعة فى اليوم الواحد، مما يجعله يهمل زوجته ويهمل التواصل معها ومع أبنائه، وقد قامت الكنيسة فى الآونة الأخيرة بالاهتمام بكورس ما قبل الزواج والمخطوبين، ولكن تلاحظ أن الشباب الملتزم فى حضور الكنيسة أو الاجتماعات هو الشخص الذى يهتم بحضور تلك الكورسات لتحسين حياته ومعرفته بالطرق السليمة بالتعامل مع الشخص الآخر الذى سيصبح بعد الزواج جزءا منه، لذلك نجد أن أغلب الأسر التى تتعرض للمشاكل وتطالب بالطلاق هى بعيده بشكل كبير عن الكنيسة أو الكتاب المقدس.

- هناك طلب بتقنين أوضاع لـ٤١ كنيسة أرثوذكسية على مستوى محافظة القليوبية، ويتم ذلك على عدة مراحل، وقد تم بالفعل بالموافقة على ٤ مبان، كما أننا قدمنا طلبا منذ أكثر من ٤ أشهر ببناء ٥ كنائس جديدة، وقدمنا كافة الأوراق المطلوبة مع ملكية الأرض التى ستقام عليها تلك الكنائس، ورغم علاقتنا الجيدة بالمحافظ غبر أنه بعد ٤ أشهر لم يصلنا أى رد حول هذا الطلب، وبذلك فإن القانون يسمح لنا بالبدء بعد أن اجتزنا المدة القانونية للرد وأخذ التصاريح لنا.

- لا يوجد ما يمنع من تدريس التربية الجنسية فى المدارس، وبالفعل طالبت بأن تدرس التربية الجنسية فى المدارس، وأن تصبح مادة مهمة مثل أى مادة أخرى، نظرا لأهميتها وتأثيرها على المجتمع، ولابد أن يتم اتخاذ مثل هذا القرار، مع التركيز على ٣ أشياء، وهى طريقة التدريس والمدرس والمنهج، فلابد أن يقوم بتدريسها متخصص يستطيع توصيل المعلومة بشكل محترم، فمن المعروف أنها مادة تدرس فى الخارج ولم نقرأ فى الإعلام أنه كان لتدريسها أى آثار سلبية طالما قدمت بالشكل الصحيح. 

- لم ألتق مع النائب عبد الرحيم على سوى مرة واحدة فى إحدى الرحلات إلى أمريكا، ولكنى تابعت له العديد من الحلقات الخاصة ببرنامجه «الصندوق الأسود»، وخلال تلك المقابلة الوحيدة وجدت فيه شخصا صادقا جدا، والرجل المصرى الغيور على وطنه، ولم أشعر تجاهه سوى بمحبته لكل المواطنين من مسيحيين ومسلمين، كما أنه من الشخصيات القليلة الثابتة على مبدأها، كذلك شعرت بمدى الصدق الذى يتميز به عبدالرحيم على، وأنه إنسان مثقف جدا يحترم كل من يتحدث له وجميع معلوماته موثقة لا يخشى من شىء أو من أحد، ويجب عليه ألا يتوقف عند ردود الفعل المضادة أو الكلمات التى تأتى له من الإرهابيين أمثال إسرائيل أو قطر، بل عليه أن يستمر فى مسيرته كما هو عليه، والله سيكون بجانبه طالما يسعى لرد حقوق الناس ويحافظ على بلده بكل الأشكال.