الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

على باب الله... عم دياب "ده" ولا "حراجي القط".. اقرأ وشوف

عم دياب
عم دياب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحبهم وكنت أتمنى أن أعيش هناك فى الجنوب حيث الأصالة والشهامة والجدعنة والكرم حيث الرجال كالجبال والنساء كالشجر طيب طرحهن.. لكن عزائى فى عدم تحقيق أمنيتى هو صداقتى للكثير منهم هنا فى الحضر
«تقول الأسطورة إن كل البشر سواسية، لكن هناك فراعنة سينحتون من الجبال بيوتًا، وسيبنون معجزات يقف عندها العالم حائرًا، ثم يندثروا وينتهى عصرهم ويبقى أثرهم، وستخرج ذريتهم ضعافًا إلا حفنة منهم تسكن الجنوب يقال عليهم «الصعايدة»، هؤلاء يضربون الحجر فيتشرذم.. يحفرون الأرض أسرع من «المعدات»، لا يهابون حتى اللمات.. عرقهم زاد وعدوهم مباد لا محالة، زرعهم أخضر وأصلهم ندى وعنوانهم الرجولة فى كل مكان»، فى الواقع لا أعرف الأسطورة ولا قائلها لكنى أعرف الصعايدة جدًا.. أحبهم وكنت أتمنى أن أعيش هناك فى الجنوب حيث الأصالة والشهامة والجدعنة والكرم حيث الرجال كالجبال والنساء كالشجر طيب طرحهن.. لكن عزائى فى عدم تحقيق أمنيتى هو صداقتى للكثير منهم هنا فى الحضر، وسماعى لحكاويهم وأساطيرهم وأساطينهم، فذاك يحكى عن مروءة جده، وآخر يحكى عن قوة والده ورباطة جأشه، وليس هناك أبلغ تعبير عن الحال أكثر من العمال الذين يبنون المدن والكبارى ويحفرون الأنفاق.
واحد من هؤلاء فقط إن قابلته ستعشق تكرار التحدث معه، ستسأله كثيرًا وتُلح عليه بأن يكرر لك حكاياته عن هناك حيث السحر والصحراء والطبيعة الغراء.
عم دياب زغبى عبدالغفار صعيدى على حق يقول: «أنا عندى ٦٥ سنة وشغلتى نحات، عندى ٥ بنات أتجوز منهم ٣ وباقى ٢، بسافر كل اسبوعين أطمن عليهم، والحمد لله على كل حال، مش عايل غير هم البتين نفسى استرهم قبل ما أموت». 
حتى هنا انتهى كلام عم دياب وأتحدى الشباب على مواقع التواصل أن يحمل أحد فيهم تلك المرزبة ويعمل يومًا واحدًا مع عم دياب، ويكون بعدها بهذا الهدوء وتلك السكينة والرضا، أو أن يفعل ذلك ولو من باب أن يقال له «واو» ولا يعود ويده كلها «واوات»، لكن دعنا فهؤلاء الرجالات يسحبون زمانهم وينصرفوا رويدًا رويدًا. 
«المدهش فى عم دياب لما بنقوله تشكر مين يقول الرجل الشهم «مراتى».. خلانا فى لحظة افتكرنا حراجى القط.. فاكرينه: أنا من غيرك يا فطنة بقيت عامل زى السمكة اللى طلعت بره الميه وعمالة تخبط ترقع زى المدبوحة.. أنا وضعى بقى زى السمكة وإنت الميه براك أنا بدبل وأنشف لحد ما أموت.. أنا مشتاق ليكي شوق الأرض لبل الريق.. شوق الزعلان للنسمة لما الصدر يضيق.. أنا ربنا جابنى الدنيا من غير ورث.. وإدانى منابى فيكى.. ومش طالب منه غير بس يبارك فيكى.. ويديى الجهد فى دراعينى عشان أجدف بيكى».