قال ماجد كامل كبير الباحثين بدار الكتب المصرية والخادم باسقفية الشباب، إن هناك احتفالات شعبية كثيرة وثقت رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.
- الاحتفالات الشعبية المصاحبة لعيد دخول العائلة لمصر
حظيت الأماكن المقدسة التي مرت بها العائلة المقدسة خلال رحلتها إلى أرض مصر باهتمام العديد من أفراد الشعب المصري – مسلمين وأقباطا- حيث تأخذ الاحتفالات طابعا شعبيا جميلا يعبر عن روح المحبة والتضامن التي تربط بين شعبي مصر كذلك عن المكانة العالية والمقدسة التي تحتلها السيدة العذراء في قلوب المصريين جميعا.
أما أشهر الأماكن المتعلقة بزيارة العائلة المقدسة والتي تشاهد فيها أمثال هذه الاحتفالات الشعبية فهي:
1- دير الجرنوس بالبهنسا وموعده 24 بشنس الموافق 1 يونيو (وهو الموعد الرسمي لعيد دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر)؛ وأيضا 16 مسري الموافق 22 أغسطس (عيد العدرا بعد صوم 15 يوما)
2- دير العذراء بجبل الطير بسمالوط
3- دير المحرق بالقوصية
4- دير العذراء بالدرنكة بجبل أسيوط
5- كنيسة السيدة العذراء بمسطرد
6- كنسية السيدة العذراء بالمعادي
7- كنيسة السيدة العذراء بدقادوس (الدقهلية )
8- كنيسة أبو سرجة بمصر القديمة
9- شجرة مريم بالمطرية
10- كنيسة السيدة العذراء بالزيتون
* ومن أشهر المدائح الخاصة بالعذراء؛ والتي تتردد في كثير من الأماكن المقدسة؛ مديحة "على دير العدرا وديني" وهي منظومة على نفس لحن أغنية أم كلثوم الشهيرة "على بلد المحجوب وديني" تقول كلماتها:
على دير العدرا وديني أوفي ندري والرب راعيني
يامراكبي وديني للعدرا وأعطيك من ندري شمعة
توضعها في بيتك بركة علي دير العدرا وديني
امدح فيك يا أم يسوع يا شفيعة لكل الجموع
ومكانك علي جبل مرفوع علي دير العدرا وديني
ياشفيعة فوق الشهدا يا منيعة من زارك يصفي
من يزورك ربك اعطاه علي دير العدر وديني
في صيامك يحلو الطعامات تزيد النعمة مع بركات
طلبتي أعلي الدرجات علي دير العدرا وديني
يافضيلة على نسا العالمين في كل كتب الأديان
ذكر في الدير آثار ذكر الطفل يسوع البار
نزورك بناي قوي وقيثار علي دير العدرا وديني
ونظرا لأن الطرق المؤدية لهذه الأماكن المقدسة ليست دائمة سهلة أو ممهدة؛ فلقد خلد المنشد الشعبي في مدائحه المتاعب والمشاق التي عاناها في رحلته؛ فأنشد قائلا:
طريق العدرا ملفة وإن أعطاني ربي لاروحله بزفة
طريق العدرا ملفات ملفات وإن أعطاني ربي لاروحله بزفات
قبتك يا عدرا من البعد بانت لما شافتها الجمال هامت وزامت
ياعتبة العدرا يا محلا عتبها افتحوا للزايرة تنصر ولدها
يا عتبة العدرا يامحلا هواها افتحوا للزايرة تنصر ضناها
ومن أشهر المدائح الشعبية عن السيدة العذراء مديحة معروفة بإسم "رشوا الورد" تقول كلماتها:
رشوا الورد يا صبايا رشوا الورد مع الياسمين
رشوا الورد وصلوا معايا العذراء زمانها جاية
ياموالي ساعدوني في مديح مريم دعوني
وأنشد الأوزان مغرم في البتول نور العيون
أسمعوا يا أهل فني وأعزلوا العزال عني
حب مريم قد فتني دع يقولوا ده جنون
مدحك كالشهد وأحلي للعلا قد صار أعلي
قيل جوهر قلت أغلي مايعادله بنون
ومن الهتافات الشعبية الجميلة التي يسمعها الزوار؛ ويرددها الجمهور ( نورك بان.... علي الصلبان ) ؛ (رايح فين يا مليح..... رايح أزور أم المسيح ) ( رايح فين يا بوعمة خضرا...... رايح أزور أم العدرا ) (ونعيش ونزورك يا عدرا...... ونوفي نذورك يا عدرا ).
ومن أشهر المنشدين في الصعيد، فنان شعبي يدعى "مكرم المنياوي" وفي ختام إحدى مدائحه يذكر هذه العبارة ؛ ويختتمها بذكر اسمه؛ فيقول:
أن عشنا وبقي لينا عمر يا عدرا يا أم المسيح
سمالوط – القوصية- درنكة – ريفا جميع زوارك
زوار أم المسيح يسمعونا تاني
أنا برضه مكرم...... ماتغيرش....أبو ماهر
والورد لو دبل...... ريحته فيه.
ومن أشهر الترانيم التي يتغنى بها الأطفال في عيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر؛ ترنيمة "يا مصر يا بختك يا هناكى" تقول بعض كلماتها:
يامصر بابختك ياهناك بالطفل يسوع لما جاك
اداك البركة السماوية يامصر يابختك ياهناك
أصنامك صبحت مرعوبة علي وشها راحت مقلوبة
وانتهت الدولة الوثنية يامصر يابختك ياهناك
وأيضا من الترانيم المشهورة التي يترنم بها الشعب ترنيمة "مين زينا ؟" يقول المرد الخاص بها:
مين زينا....... يابختنا
العدرا زارت أرضنا
شايلة المسيح
قولوا المديح
العدرا فخر جنسنا
وترتبط زيارات الأقباط لمثل هذه المزارات المقدسة بالوفاء بالنذور؛ والنذور هي أحد الأشكال التي تعبر عن فضيلة العطاء في العقيدة المسيحية؛ وهذه الفضيلة تتم بواسطة ثلاث طرق هي:
1- الوفاء بالعشور: وهي الحرص علي إعطاء العشر من كل دخل يتحصل عليه المؤمن
2- الوفاء بالبكور: وهي الحرص علي إعطاء بكور كل دخل (أول مرتب – أول مكافأة.... الخ )
3- الوفاء بالنذور: والنذور هي وعد يقطعه الفرد علي نفسه للقيام بعمل ما لخدمة القديس صاحب النذر؛ والنذور تأخذ ثلاثة أشكال هي:
1- العمل التطوعي من خلال خدمة الدير عن طريق القيام بأعمال نظافة المكان والعناية بكل مافيه من أثاث وأدوات ومنشأت ؛ أو خدمة أفراد المجتمع المحلي.
2- النذور العينية التي يقدمها المؤمن للدير مثل الستائر وكتب القراءة والأجهزة الكهربائية ومواد البناء؛ ومنها أيضا الذبائح المختلفة التي توزع على الفقراء والمحتاجين..... الخ.
3- النذور النقدية التي تتفاوت في قيمتها حسب مستوى الفرد الاقتصادي؛ وهي تجمع في صندوق النذور الخاص بها.
