الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أنا حرة عوالم "هلال".. المعارضة والصحافة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انطلق «الزعيم» عادل إمام باطلالة جديدة مع شباب كتاب الدراما، أمين جمال - محمد محرز - محمود حمدان، ليكشف الستار عن «عوالم خفية» فى سياق درامى يرتقى عن المباشرة والفجاجة. عناصر التجديد فى المسلسل لا تقتصر فقط على طاقم العمل الذى نجحت لمساته الإبداعية فى إضافة المزيد إلى البريق الذى أحاط الزعيم عبر عقود. على الصعيد الشخصي، طالما تردد عادل إمام عند تغيير مجموعة العمل التى يرتبط بها إنسانيًا وفنيًا.. فى المقابل، ارتباطه بنبض جماهيره الكبيرة الذى يدخل ضمن العناصر الرئيسية وراء رسوخ واستمرار «حالة» عادل إمام الفنية الفريدة، هو ما دفعه إلى تجاوز التردد والانحياز إلى القاعدة الشعبية التى ارتبطت به.
خطوط العمل الدرامية تتفرع من عنوانين أساسيين المعارضة والصحافة. «عوالم خفية» يرسم بعمق - دون استعلاء أو مراهقة - معالم المعارضة التى تفرض حقها فى الوجود ولا تُخفى فشلها خلف ذرائع تسول دورها أو العجز نتيجة قمع يُمارس عليها. معارضة «هلال كامل» ضمن إطار دوره فى المجتمع تكاد تكون نموذجًا مصغرًا لنهج أعرق الديمقراطيات فى العالم. أحداث المشهد السياسى فى مصر كشفت عن غياب مقومات ممارسة المعارضة بين شريحة لا يستهان بها من الشباب.. أما نتيجة عقود من الترهل السياسى وإفساد المعارضة بالصفقات المشبوهة.. تلاها مع المطالبة الشعبية بالتغيير حملة مكثفة ومنظمة من ميليشيات «عصابة البنا» تُبشِر بمعارضة وفق أطماعها قائمة على الفوضى والخراب. تكرار طرح المعارضة «الشريكة» فى المسئولية رغم ما قد يعترضها من مصاعب، فهو الثمن الذى ارتضته مقابل دورها، فى أعمال تحظى بنسب مشاهدة عالية بالتأكيد سيفوق تأثيره الكلمات المباشرة فى إزالة «الغبار» السياسى، والتذكير بالمعارضة الوطنية التى تمتعت بها مصر منذ خمسة عقود.
«عوالم خفية» يفتح ملف شَغَل الإعلام والصحافة.. مكانة «الكلمة» التى تصل إلى القدسية كما أبدع وصفها عبدالرحمن الشرقاوى (الكلمة فرقان بين نبى وبغي). «هلال كامل» يمارس توازناته بكل تلقائية أثناء الكشف عن مفاتيح كنز معلومات عثر عليه صدفة واستفز داخله كل ملكات الفضول الصحفي، الأمر الطبيعى بين أصحاب هذه المهنة. بعيدًا عن صيغ الاستعراض والمبالغة، على خلفية هذا الخط الدرامي، تستحضر ذاكرة المهنة كبارها مثل محمد التابعى أو إحسان عبدالقدوس وغيرهم، مقابل الشوائب التى القت ظلالها على قواعد المهنة.
رامى إمام الذى يعى حجم التحدى عند العمل مع عادل إمام مقارنة بالأعمال الأخرى، عكست رؤيته كمخرج الإطلالة الجديدة، تحديدًا مع أسلوب القطع والتنقل فى إيقاع متسق بين الماضى أثناء استعراض وقائع الكتاب، والحاضر مع الكشف عن مواضع الفساد، رامى إمام كان موفقًا فى توظيف عنصرى الإضاءة والظلال عند الربط بينهما.