ضرب الشاعر الأمريكي والت وايتمان بكل القوالب الشعرية القديمة عرض الحائط، التى كان يصب فيها الشعر الأمريكي، وأعلى من شأن قيم الديمقراطية.
تحل ذكرى ميلاد وايتمان في مثل هذا اليوم، حيث ولد في 31 مايو عام 1819م، وتأثر كثيرا بادب شكبير وشعراء الهند والمانيا القدماء هوميروس وأوسيان وسكوت وظهر تأثرها على شعره من حيث المضمون والإيقاع.
اشتغل وايتمان بالصحافة فكتب كثيرا من المقالات السياسية وكان من أوائل من أسسوا دعائم الديمقراطية بأمريكا، واستطاع من خلال عمله بالصحافة أن يوسع نشاطه الأدبي فكتب كثيرا من الأشعار والقصص القصيرة في أكثر من مجلة.
يعد وايتمان رائدا للشعر الأمريكي كما يعد مارك توين رائدا للرواية الأمريكية فعبر عن الديمقراطية الأمريكية وهاجم كل أنواع التعصب والفاشية والديكتاتورية مؤكدا أنه لا إزدهار إلا بترسيخ قيم الديمقراطية.
اعتبر علماء النفس أشعاره دراسة خصبة لمكونات النفس البشرية، كما أن النقاد الأمريكيين اعتبروه فيلسوفا لأنه يملك النظرة الشاملة لمتكاملة إلى الكون والأحياء، وهي النظرة التي احتوت الإنسان والمجتمع والعلاقة بينهما من حب وديمقراطية وغموض وصراع.
أثر والت وايتمان في الأدب العربي حيث جمع الاديب أمين الريحاني نصوصه التى كتبها في كتابه "هتاف الاودية" الذي يعده النقاد أول ديوان في الشعر المنثور في الأدب العربي، وتبع جبران خليل جبران الريحاني في التأثر بوايتمان وسار على نهجه.
كان وايتمان يرى أن الشاعر هو ضمير أمته، ومن ثم لا يمكنه النظر خارج حدودها لاستلهام الوحي، وأن الطريق إلى العالمية الإنسانية لابد أن يمر بالإقليمية المحلية.
اصيب وايتمان بالشلل الذي غير من أسلوب كتابته وغير من فكره إلى حد ما، فتحول أسلوبه الواقعي المباشر إلى صور التلميح والتجسيد الفني المركب.
أصدر وايتمان العديد من الأعمال الشعرية منها قصيدة "أغنية الفأس العريض"، "ديوان دقات الطبل" الذي يرثي فيه "ابراهام لينكولن الرئيس الأمريكي الأسبق، "ديوان أوراق العشب"، ومن كتبه مذكرات الحرب الذي سجل فيه ذكرياته عن الحرب الأهلية الأمريكية، وكتاب الطريق إلى الهند جسد فيه فلسفته عن الفكر الإنساني.
