الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جحا يبحث عن الطيبين في شوارع المصريين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استيقظ جحا قبيل صلاة الفجر على صرخة قتلت الصمت الذى أنام عقول الخاملين، (لقد مات أبويوسف) وُفتحت عشرات نوافذ شبيبة الساكنين، فى البيوت المحيطة بالمكان الذى انطلقت منه الصرخة وارتفع منه صوت الأنين، تتساءل مَنْ أبويوسف؟ فتعجب جحا قائلًا: هل أصبح جل المصريين يجهلون جيرانهم مثل المهاجرين والمغتربين؟
فرد عليه أحدهم كل ساكن هنا فى حاله، بيجرى على رزقه وقافل على بيته وعياله، أصل عينين الناس بقت وحشة، فيها غل وحسد، وضمايرهم مش خالصة، لا بتراعى حرمة جيرة والمعروف ما بينهم بابه إنسد.
نزل جحا ومعاه ابنه الطبيب، كشف على الراجل وقال ده شيء غريب، الراجل مامتش لكنه حاول الانتحار، من قرفه ويأسه وفى لحظة شيطان خد القرار.
جحا: حد يروح لأقرب جامع وينادى الشباب المعتكفين، اللى بيقضوا ليلهم راكعين وساجدين.
رد واحد منهم: قال محدش هييجى أصل أبويوسف علماني، ومعظم اللى هناك سلفيين و6 منهم تبع التيار الإخواني.
وقف جحا يضرب كفًا على كف، والعقل منه هرب وخف، والله دى مصيبة وحوسة، هو ده سلوك سكان المحروسة! وبعد شوية جم صحاب جحا ونجدوه، وشالوا الراجل فى الإسعاف وعلى المستشفى ودوه.
وفى الاستقبال قالوا لجحا اسمع يا عم، الراجل ده بسرعة عاوزين له نقل دم، دى مصيبة إيه دى بص جحا للشباب اللى واقفين، قالهم مين هيتبرع له يا مصريين، بصوا لبعض وقالوله مش هينفع يابا، معظمنا بيشرب حشيش وبرشام وترامادول وكبر وشوف غيرنا داحنا غلابة. 
جرى جحا على بنك الدم واشتراه بالفلوس، وزوجة المريض قالت أدى الجدعنة والرجولة ووطت على إيد جحا علشان تبوس، قالها جحا دا أمر واجب، بس إحنا اتغيرت طبايعنا، ونسينا إن الشهامة من عوايدنا، ودمنا الحامى بقى معكر وسالب.
وقرر جحا إن جلسة اليوم تتخصص عن سلوك الشباب، اللى بقت حالته أسود من الهباب. وفى الميعاد اتلمت الشلة، وكل واحد بعد ما سمع الحكاية بقى مشحون بالغل وفى صدره ميت علة.
هيثم القهوجي: معظم شبابنا بقى متطرف، اللى مربى دقنه واللى بالمزاج يتكيف، والباقى ضاربها صارمة وكل يوم ياخدوا المصروف ويجوا على القهوة قاعدين أهلاوية وزمالك، وسياسة وخباثة وغتاتة وتحرش وربك ينجى من المهالك.
منصور صاحب المدبغة: يا ناس دى قلة أدب دول عايزين حد يلمهم، لسانهم طول كدا ولا بيحترموا خالهم ولا عمهم، بيقولوا بطالة ومش لاقيين، والله ظلمة وكدابين، الشغل موجود، بس مش على الهوى ولا فى دى جى ولا رقص ولا عود، كل واحد عاوز توكتوك ويلعب بيه، أو على ناصية يفرش فرشة ويقعد يعاكس والرايح والجاى يناكف فيه. 
جحا: وفوق ده وده الأذواق انحطت، والمطالب شطت وفطت، وبقى الكل مستنى ضربة حظ محبوكة، هبشة أو غبة أو غنا على سيكا ودوكا، فوقوا يا خلق فى بيوتكم ربوهم، ولأصولهم رجعوهم، عشان الذوق يفضل فى مصر ومتبقاش منكونسة، وشوارعه تفضل أمنة ومحروسة. 
وميعادنا الجلسة الجاية