تمتاز دول العالم بعادات وتقاليد تختلف عن بعضها البعض، تبرز فى شهر رمضان، سواء بمظاهر الاحتفال أو الاستعدادات لهذا الشهر الكريم، ويربط الشعوب أصالة وعراقة عربية بين أبنائها والوافدين إليها. فى تلك الأيام، يُفرش البساط لإحياء ليالى رمضان، واستعادة ذكرياتها فى الدول كافة، وترسيخ تقاليدها، لبث السعادة والبهجة على ملامح الشعوب.
تتزين البيوت والمساجد فى الأردن؛ لاستقبال شهر رمضان، ويسهر الجميع لمتابعة رؤية الهلال؛ ويتسارع الأطفال على شراء الفوانيس، ولصق الزينة على البيوت، مرددين أغاني رمضان، وللأردنيين طابع إنساني فى الشهر الكريم، يتمثل فى مساعدة الفقراء والمحتاجين.
وقال محمد جميل، من مواطني الأردن: "إن «الخيم الرمضانية» تمثل أبرز عادات المؤسسات الخيرية والإسلامية المعنية بتقديم الإفطار للمحتاجين، كما أن أبرز ما يميز الأردنيين هو الشعور بالمحتاجين، حيث يدعوا أصحاب المحلات التجارية المواطنين غير القادرين على شراء احتياجاتهم من عناصر وجبة الإفطار، كالخضراوات واللحوم للحصول عليها بالمجان".
وأضاف جميل "هناك بعض المطاعم الكبيرة والصغيرة التي تعرض لافتات على مداخل محالها لدعوة الفقراء وغير القادرين على الشراء للحصول على وجبات طعامهم بالمجان، كما يساهم أصحاب المخابز بعرض ما لديهم من خبز للمواطنين غير القادرين على الشراء وبالمجان، فى لفتة تبين مدى إنسانية هذا الشعب".
وتابع "معظم الشركات والمؤسسات الكبرى تبدأ بالتجهيز لمبادرات «موائد الرحمن» فى مختلف المحافظات؛ لمساعدة المحتاج والفقير، وكل من تأخر على الإفطار فى منزله، قبيل الشهر الفضيل".
وأعرب عن حزنه من اختفاء عادة «المسحراتي»، حيث إنه لم يبق له وجود فى الأردن بعد الاعتماد على الوسائل الإلكترونية فى الإيقاظ كالمنبه وغيره، ولكن تبقى ظاهرة فوانيس رمضان التي يقبل على شرائها الأطفال ملمحًا ثقافيًا حتى الآن.
ويشير إلى أن الشعب الأردني لا يزال يحافظ على سنة السحور، بتناول الوجبة المكونة من «الحمص والفول والشعبية».
وعن أشهر الأكلات، يقول: "لا تخلو موائد الأردنيين فى رمضان من طبق المنسف والفتوش والمسخن كأطباق رئيسية، أما الحلوى فهناك القطايف وهي حلويات تكون عجينة تُحشى بجوز الهند والجبنة والقشطة وعادة تشوى أو تقلى.. تنشط الحركة العلمية والدعوية خلال هذا الشهر، وتعقد دروس العلم والوعظ، وحلقات تلاوة القرآن فى كثير من المساجد".
