تنحدر الملكة نازلى من عائلة عريقة، لها علامات فارقة فى تاريخ «المحروسة» فهى ابنه عبدالرحيم باشا صبرى، الذى كان مديرًا لمديرية المنوفية، وتولى فيما بعد وزارة الزراعة، وكانت أمها توفيقة هانم، ابنة محمد شريف باشا، رئيس وزراء مصر، الملقب بـ«أبوالدستور المصري» فقد وضع دستور ١٨٧٩ ودستور ١٨٨٢.
وكان سليمان باشا الفرنساوى جدها لأمها، وجاء إلى مصر بصحبة الحملة الفرنسية، ورفض الرحيل عن «أم الدنيا» وأشهر إسلامه وكان أول قائد للجيش المصرى، الذى أسسه محمد على باشا.
ولدت «نازلي» فى الخامس والعشرين من يونيو ١٨٩٤ وتزوجت فى ١٩١٩ من السلطان فؤاد، وأنجبت منه خمسة أبناء، فاروق وفوزية وفايزة وفائقة وفتحية، وفى ١٩٤٦ تزوجت عرفيًا من أحمد حسنين باشا، وانتهى الزواج بمقتله على كوبرى قصر النيل بنفس العام، فهاجرت خارج مصر.
انقلبت حياتها رأسًا على عقب، حيث ساعدها الملك فاروق فى الخروج من مصر، وقصدت فرنسا لتلقى العلاج، وكان بصحبتها ابنتاها فائقة وفتحية التى تزوجت من موظف علاقات عامة كان مصاحبًا لهما فى تلك الرحلة، واعتنقت المسيحية هى ووالدتها نازلى.
كان رد فعل الملك فاروق آنذاك بحرمانها من لقب «الملكة الأم»، وكانت فى هذه الآونة قد عزمت على الاستقرار فى الولايات المتحدة، فاشترت بيتين ومنحت «غالي» توكيلًا لإدارة أعمالها، ولكنه خسر كل شىء، واضطرت إلى العيش فى أحد الأحياء الفقيرة بولاية لوس أنجلوس.
واستمرت المآسى تلاحقها بعد قتل رياض غالى لابنتها فتحية رميًا بالرصاص، ثم حاول الانتحار فى ١٩٧٦ وبعد عامين من تلك الحادثة توفت الملكة نازلى فى مثل هذا اليوم التاسع والعشرين من مايو ١٩٧٨ عن عمر ناهز الرابعة والثمانين.
