الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

فضيحة.. إيران تخدع العالم بأبو بكر البغدادي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في محاولة فيما يبدو للالتفاف على الضغوط الأمريكية، ولفت الأنظار بعيدًا عن مخططاتها الهدامة في الشرق الأوسط، زعمت إيران أنها تعرف مكان اختباء زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي. 
وقالت صحيفة "ذا إكسبريس تريبيون" الباكستانية، الإثنين الموافق 28 مايو، إن مسئولا إيرانيا كبيرا أبلغ وفدا باكستانيا زار طهران برئاسة المدعي العام عشتار أوساف، أن طهران تمتلك تقارير مخابراتية موثوقة، حول قيام الولايات المتحدة بنقل أبو بكر البغدادي إلى أفغانستان.


وأضافت الصحيفة أن "وفدا بقيادة عشتار كان زار طهران بدعوة من النائب العام الإيراني محمد جعفر منتظري، منتصف مايو، وذلك لمناقشة عدة قضايا تتعلق بالقضاء في كلا البلدين".
وأشارت إلى أن مسئولا إيرانيا كبيرا حذر عشتار خلال الزيارة من أن البغدادي يتواجد في منطقة الحدود بين أفغانستان وباكستان، وأن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتزمان تحويل باكستان وإيران إلى سوريا والعراق وليبيا وأفغانستان، حسب تعبيره.
وبالنظر إلى أن تقارير كثيرة رجحت وجود البغدادي في سوريا أو العراق، فإن الرواية الإيرانية تبدو محاولة يائسة لخداع العالم، بأنها تتصدى لإرهاب داعش، وبالتالي صرف الأنظار عن جرائم ميليشياتها في العراق وسوريا واليمن.
ولعل ما يثير الشكوك في صحة الرواية الإيرانية، أيضا، أن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نشرت تقريرا في 21 مايو، قالت فيه، نقلا عن مصادر استخبارية أمريكية، إن البغدادي موجود في سوريا، في إحدى المناطق المتبقية، التي ما زالت بحوزة داعش.

وحسب المصادر الاستخبارية ذاتها، فإن تحقيقات أجريت مع معتقلين من داعش، أظهرت أن البغدادي يدبر مخططا إرهابيا جهنميا جديدا، حيث أنه في ذروة خسائره بالعراق وسوريا، كان منشغلا بمسألة "استقطاب الجيل الجديد وبث الأفكار المتشددة في عقولهم".
وتابعت"واشنطن بوست"، أن البغدادي وكبار معاونيه قرروا أيضا إعطاء الأولوية لغسيل دماغ الأطفال، سواء في العراق وسوريا أو في الخارج عن طريق الإنترنت، والتركيز على غرس الأفكار المتطرفة في عقول الجيل الجديد.
وأوضحت الصحيفة أن البغدادي وجه دعوة بشكل شخصي لعقد اجتماع بالقرب من مدينة دير الزور شرقي سوريا، لمناقشة إعادة كتابة المنهج التعليمي للتنظيم، مضيفة أن "قيادة داعش مقتنعة بأنه طالما في الإمكان التأثير على الجيل القادم من خلال التعليم، ستستمر فكرة الخلافة حتى لو اختفت دولة الخلافة".
وبالإضافة إلى ما سبق، نفذ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابي عملية إنزال في ريف الحسكة في شمال شرقي سوريا، في 17 مايو، ونقلت قناة "الحرة" الأمريكية حينها عن مصادر في ريف الحسكة، قولها، إن العملية كانت تستهدف اعتقال قيادات في تنظيم داعش، من دون أن تستبعد أن يكون زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي هو المستهدف. 
وفي 9 مايو، رجح ضابط برتبة لواء، في جهاز الاستخبارات العراقية، أيضا، استهداف زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، قريبا، بعد تحديد مكان اختبائه.

ونقل موقع "السومرية نيوز" عن الضابط، الذي طلب عدم كشف هويته، قوله حينها، إن "البغدادي موجود في منطقة الشريط الحدودي العراقي - السوري، حيث تقع مناطق نفوذ التنظيم، وهي مناطق الهجين الشدادي والصور ومركدة".
وتابع "البغدادي يتنقل بالخفاء في هذه المناطق في الجانب السوري من الحدود، وليس بموكب". واستطرد "البغدادي يتنقل برفقة أربعة إلى خمسة أشخاص بينهم ابنه وصهره"، ورجح هذا الضابط العراقي اعتقال أو قتل البغدادي قريبا، بعدما تمكن جهاز الاستخبارات العراقي من اعتقال خمسة من أبرز قادة داعش، وقتل "حوالى 39 آخرين" بغارة جوية داخل سوريا في 19 إبريل الماضي.
وفيما اتفقت تصريحات الضابط العراقي مع تقرير "واشنطن بوست" حول اختباء البغدادي في سوريا، قال عمر بدر الدين، الخبير السوري في شئون الجماعات المتطرفة، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، إن البغدادي على الأرجح لا يزال في العراق، لأن لديه أطماع كبيرة في هذه الدولة، لأنها وطنه الأم.

وفي السياق ذاته، قال حسن الجنابي، المحلل السياسي العراقي، إن البغدادي من المرجح أن يكون ذهب هو وعناصره إلي منطقة "تلال حمرين"، التي تمتد بين محافظتي ديالي في شرق العراق وكركوك شمالا، والتي لها حدود مع سوريا، لأن تلك المنطقة بعيدة عن أعين الأجهزة الأمنية وبها مناطق جغرافية وعرة.
وأضاف الجنابي في تصريحات لـ" البوابة"، أن البغدادي يتلقى دعما من إيران التي تدعم بقاء العناصر التابعة للتنظيم الإرهابي في العراق وسوريا، لتوسيع نفوذها في البلدين.
ويبقى الأمر الذي يفضح دعم إيران للإرهابيين، وأنها غير معنية بمحاربة داعش، فقد أظهرت الوثائق، التي حصلت عليها القوات الأمريكية، من الحاسوب الشخصي لزعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن، المقتول في مدينة أبوت آباد الباكستانية، في مايو 2011، والتي أكدت وجود علاقة وطيدة بين تنظيم القاعدة، ودولة إيران، وتعاون الأخيرة مع القاعدة وإمدادها بالمال والسلاح، وأماكن التدريب بالإضافة إلى اتخاذ "طهران "ملاذًا آمنا لقيادات وعناصر القاعدة.

وحسب الوثائق، فإن عددا من قيادات القاعدة ذهبوا إلى إيران بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان، وعاشوا فيها بأسماء مستعارة، وسهلت سفرهم إلى أراضيها، كما استضافت طهران عائلة بن لادن مدة تتجاوز 8 سنوات.
وجاء في الوثائق أيضا أن إيران اشترطت على القاعدة حماية المراقد الشيعية فى العراق، مقابل منح التنظيم ممرا آمنا لمراسلاته وأنشطته المالية، بالإضافة إلى تأمين الملجأ الآمن في إيران لقادة القاعدة وعائلاتهم.
وتلاقت أهداف إيران والقاعدة وربما توحدت في ملفات كثيرة - حسب الوثائق - فقد ساهمت القاعدة مع إيران، في أكثر من مناسبة في مساعدة عناصر إيرانية فاعلة على التغلغل في عدة دول عربية أبرزها اليمن.
كما قامت إيران بإطلاق سراح خمسة قياديين من التنظيم، مقابل إخلاء القاعدة سبيل دبلوماسى إيرانى هو "حشمت الله زادة"، الذى اختطف فى اليمن.كما سعت إيران إلى استغلال القاعدة في القيام بعمليات ضد بعض الدول التي تناصب طهران العداء.
ومنح وجود عناصر تنظيم القاعدة، أيضا، إيران قوة تفاوضية في علاقتها مع الولايات المتحدة، فإيران قامت باستخدامهم ككارت يمكن التفاوض به لابتزاز أمريكا في ملفها النووي، وكذلك استخدامهم في زيادة الخناق على الولايات المتحدة في حالة تشديد العقوبات الأمريكية عليها.
كما أدت العلاقة الخاصة بين القاعدة وطهران وتوفير الدعم اللوجيستي للقاعدة إلى تأمين إيران وحماية نفسها من أي هجمات محتملة يقوم بها التنظيم داخل الأراضي الإيرانية.
وبصفة عامة، أظهرت الوثائق أن إيران قامت برعاية ودعم تنظيم القاعدة لنشر الفوضى في الشرق الأوسط من جهة، وتوسيع نفوذها على حساب الدول العربية من جهة أخرى.