رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"دموع في عيون وقحة".. الصراع مع إسرائيل مستمر

مسلسل دموع فى عيون
مسلسل دموع فى عيون وقحة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ينتظر الجمهور كل عام مسلسلات الزعيم عادل إمام، التى يشارك من خلالها فى الماراثون الرمضانى كل عام، ويرى البعض أن ظهور الفنان عادل إمام فى الدراما الرمضانية كان خلال الأعوام القليلة الماضية فقط، والتى قدم خلالها مجموعة من الأعمال الناجحة مثل «فرقة ناجى عطا الله، صاحب السعادة، العراف، عفاريت عدلى علام» وغيرها من الأعمال الناجحة حتى مسلسله «عوالم خفية» الذى يشارك من خلاله فى السباق الرمضانى الحالى.
البداية الحقيقية للزعيم عادل إمام مع الدراما الرمضانية جاءت من خلال مسلسل «أحلام الفتى الطائر» الذى تم إنتاجه عام ١٩٧٨ وكتبه المؤلف الكبير وحيد حامد، ومن إخراج محمد فاضل.
ثم خاض بعد ذلك تجربته الرائعة «دموع فى عيون وقحة» عام ١٩٨٠ والتى كتبها صالح مرسى، الصحفى والروائى المعروف، الذى تخصص فى كتابة روايات مستوحاة من ملفات المخابرات، وتحولت إلى أعمال سينمائية وتليفزيونية ناجحة، كان أولها فيلم «الصعود إلى الهاوية» إخراج كمال الشيخ، ١٩٧٨، ثم مسلسل «دموع فى عيون وقحة»، ١٩٨٠، ثم مسلسل «رأفت الهجان» الذى قدم فى ثلاثة أجزاء من ١٩٨٧ إلى ١٩٩١.. وكلها أعمال مجدت وتغنت ببطولات المخابرات المصرية فى حربها ضد الكيان الصهيونى، خاصة فيما يعرف بحرب الجواسيس.
«دموع فى عيون وقحة» يروى قصة شاب مصرى اسمه «جمعة الشوان»، حاول جهاز المخابرات الإسرائيلية -الموساد- تجنيده، ولكنه يلجأ للمخابرات المصرية لإخبارهم بما حدث، فيطلبون منه الاستجابة للعدو، للحصول على معلومات وتسريب معلومات خاطئة لهم.
ويتناول المسلسل القصة الحقيقية لأحمد الهوان، ويقال إن شخصية الضابط المصرى المسئول عنه، الذى حمل اسم «الريس زكريا» فى المسلسل ولعب دوره صلاح قابيل، هو اللواء عبدالسلام المحجوب محافظ، الإسكندرية الأسبق، وأن الضابط الإسرائيلى المخدوع «أبوداود»، الذى لعب دوره مصطفى فهمى، هو شيمون بيريز، رئيس إسرائيل الحالى.
يلعب دور جمعة الشوان نجم الكوميديا الأول عادل إمام، وهو اختيار مدهش أن يقوم ممثل لم يكن يُعرف حتى ذلك الوقت سوى فى أدوار الكوميديا بدور جاد يحتاج إلى مهارات تمثيلية وبدنية خاصة، ومع ذلك فقد نجح عادل إمام نجاحًا مبهرًا فى هذا الدور، واستطاع أن يثبت لأول مرة تقريبًا أنه ممثل كبير قادر على أداء أنماط وأنواع مختلفة من الشخصيات والأجناس الفنية، إضافة إلى قدرته على تلوين أى شخصية، مهما كانت جادة، بخفة دمه وقبوله الاستثنائى، وهو ما أهله فيما بعد للكثير من الأدوار الجادة وأفلام الأكشن.
بجانب عادل إمام توفر للعمل فريق متميز من الممثلين، برز منهم صلاح قابيل فى دور الريس زكريا، ومصطفى فهمى وأسامة عباس فى دور ضابطى الموساد، ومعالى زايد فى دور زوجة الشوان الكفيفة، ومحمود الجندى في دور أخيه، وفاروق فلوكس فى دور بحار يونانى.
حظى المسلسل بنجاح جماهيرى هائل، فى وقت كان الناس فيه أحوج ما يكون إلى بطل شعبى، وكان المسلسل أشبه برسالة مبطنة من الدولة أن الصراع مع إسرائيل سيظل هو القضية الوطنية الأولى، رغم اتفاقية السلام. ومن المفارقات أيضًا أن المسلسل كان أول عمل يحاول استكشاف طبيعة الإسرائيليين والمجتمع الإسرائيلى من الداخل، بدون الوقوع فى «شيطنتهم» أو تحويلهم إلى أنماط للشر المطلق.
كان اختيار الزعيم عادل إمام لتجسيد فكرة البطل القومى الوطنى موفقًا للغاية، فهو يحمل الكثير من مواصفات البطل الشعبى المصرى، وعلى رأسها الدهاء وسعة الحيلة وخفة الدم والشهامة والإخلاص لأهله وجيرانه، وفى الوقت نفسه الانتماء للطبقة البسيطة، حيث يبدأ به المسلسل، وهو صعلوك يبحث عن أكل العيش ويسعى للهجرة إلى اليونان مثل كثير من الشباب المصريين الذين راحوا يبحثون عن الهجرة فى ذلك الوقت.
نجح صالح مرسى أيضًا فى صياغة قصة إنسانية مؤثرة ومواقف درامية مشوقة، صاغها بحرفتيه المعتادة مخرج التليفزيون البارع يحيى العلمى، وبجانب فريق التمثيل المختار بعناية أضافت موسيقى عمار الشريعى المفعمة بالحيوية والحماس روحًا وشخصية للعمل.