تسبب المبيدات الحشرية والأسمدة الزراعية العديد المخاطر على صحة الإنسان بسبب طرق الاستخدام السيئة، لذا يحاول العالم التقليل من تلك المخاطر عن طريق الحد من استخدام تلك المبيدات والترشيد في استخدامها، والبحث عن بدائل لها باستخدام منتجات آمنة على صحة الإنسان، واللجوء إلى الزراعة النظيفة.
وكانت وزارة الزراعة، قد أعلنت في بيان لها مُنذ أيام قليلة، عن؛ إتاحة منتجات جديدة بديلة للمبيدات، أنتجتها وحدة بدائل المبيدات بالإدارة المركزية لمكافحة الآفات الزراعية، حيث تم طرح منتجات: الصابون البوتاسي، كبسولات الجاذبات الجنسية لجميع أنواع المصائد بأنواعها، والمادة اللاصقة للشيتات الورقية.
وأوضح الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضي" أن تلك المنتجات تعد أكثر أمانًا من المبيدات الأخرى، وليس لها تأثيرات سلبية على النباتات أو الحاصلات الزراعية، والحصول في النهاية على منتج له جودة عالية وآمن للإنسان والنبات.
وفي هذا السياق، قال حسين عبد الرحمن أبو صدام نقيب عام الفلاحين، إن تلك المنتجات ليست بديلة عن المبيدات الحشرية، فهي عبارة عن منتجات تساعد الفلاحين في تحديد أنواع الحشرات والآفات الضارة لاستخدام المبيد المناسب لتلك الحشرات والقضاء عليها.
وتابع أبو صدام، أنه لا بديل عن استخدام المبيدات سواء تم استخدام منتجات وزارة الزراعة أم لا، كما أن تلك المنتجات ليست بجديدة على السوق المصري ويتم استخدمها منذ وقت طويل، فصابون البوتاسي يتم استخدامه هذا لغسيل الأوراق ولا يقضي على الحشرات كما يقال، والجاذبات الجنسية يتم استخدامها في الاساس لمعرفة عدد الحشرات المتواجدة في المحصول وعلى اساسه يتم تحد موعد رش المبيدات لقتل تلك الحشرات، لذا لا بديل للمبيدات نهائيًا.
وأكد نقيب عام الفلاحين، أنه لا يوجد منتجات طبيعية بديلة للمبيدات الحشرية في أي مكان بالعالم حتي نتبعها نحن في مصر، فالعالم كله يستخدم المبيدات ولكن بنسب محددة عالميًا، ولكن نحن نقوم باستخدام المبيدات بطرق غير سليمة وكميات تزيد عن النسب العالمية، في ظل غياب المرشد الزراعي الذي هو عبارة عن جسر التواصل بين وزارة الزراعة والمزارعين.
وأضاف أبو صدام، أن المزارع المصري يستخدم الأسمدة الكيماوية بطرق خاطئة، كما أنه توقف عن استخدام الأسمدة العضوية الاكثر امانًا التي لا تسبب الأضرار التي تسببها المبيدات والأسمدة الكيماوية، وأن استخدام المبيدات بعشوائية يقضي الحشرات المفيدة، فهناك حشرات مفيدة تتغذي على الحشرات الضارة وقيام المزارعين بالرش العشوائي وغير المنتظم يقتل تلك الحشرات المفيدة.
ومن جانبه، أوضح الدكتور خليل الملكي أستاذ المبيدات بمركز البحوث الزراعية ورئيس لجنة مبيدات الآفات الأسبق بوزارة الزراعة"، أن المنتجات البديلة للمبيدات التي أعلنت عنها وزارة الزراعة هي ليست بديلة كليًا عن المبيدات، ولكن هي وسيلة تساند وتدعم المزارعين في القضاء على الآفات الضارة بمحاصيلهم بجانب استخدام المبيدات.
وتابع المالكي، أن هناك جزءا منها بديلا كليا عن استخدام المبيدات مثل "طفيل الترايكوا جراما، الكاروسات المفترسة، وصابون البوتاسي الذي يقضى على المن، لأن المن حين يتم استخدام مبيدات حشرية للقضاء عليه، يستطيع تقوية مناعته ضد المبيد ولا يؤثر فيه، ولكن صابون البوتاسي يستطيع القضاء علي المن دون أن يستطيع المن تكوين مناعة ضده.
وتابع: كما أن تلك المنتجات تساعد على التقليل من استخدام المبيدات، وتلك المنتجات البديلة مثل الجاذبات الجنسية ولاصقات للشيتات وصابون البوتاسي كانت موجودة منذ وقت طويل، ولكن كانت غير متوفرة لكل المزارعين لذا قامت وزارة الزراعة بتوفير تلك المبيدات الآمنة على مستوي الجمهورية بأسعار رمزية لمحاربة الآفات والحد من استخدام المبيدات.
وأشار المالكي إلى أن من بين تلك المنتجات البديلة طفيل "الترايكوا جراما" الذي هو عبارة عن طفيل يتغذى على الآفات وهو بديل كليًا عن المبيدات للقضاء على الآفات، كما يوجد أيضًا المصائد "الفورم تيك" التي تعطي مؤشرات وإحصائيات على ديدان ورق القطن وديدان لوز القطن التي تقوم باصطيادها وعليه يتم الاستعداد لها ومكافحتها.
وتابع: أن من ضمن البدائل المستخدمة أيضًا "الأكاروس المفترس" وهو عبارة عن حشرة مفيدة تستطيع مكافحة العنكبوت الأحمر الذي يلحق الضرر بمحصول الفراولة، وهذا النوع من بدائل المبيدات تم تجربته في الإسماعيلية من قبل الفلاحين ونجح نجاحًا باهرًا وهو أفضل من المبيدات وآمن ولا يلحق الضرر بصحة الإنسان مثل المبيدات.
وينصح أستاذ المبيدات" أن استخدام تلك البدائل أو المبيدات عامة مع المخصبات وخلط بعضها ببعض يقلل من مفعول المبيدات ولذلك يجب عدم خلط بدائل المبيدات مع المخصبات والأسمدة في آن واحد حتي لا يفسد مفعول بدائل المبيدات، وينصح باستخدام كل واحد مهم على حدي وفى أوقات متباعدة للحصول على أكبر استفادة منهم وعدم إلحاق الضرر بالمحصول.
