الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

تصريحات عنصرية غربية تخدم "داعش"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن الغرب أصبح يدرك أخيرا أن التصريحات العنصرية على لسان بعض مسئوليه، لا تخدم أحدا سوى داعش، وغيره من التنظيمات الإرهابية.
ففي 26 مايو، رفضت الحكومة الألمانية، في بيان، تصريحات عنصرية ضد المسلمين، أطلقها النائب مارتن سيكرت من حزب "البديل من أجل ألمانيا" المتطرف المناهض للمهاجرين، ودعت إلى الحذر في هذا الصدد.
وكان سيكرت قال الخميس الموافق 24 مايو: "إنه يجب منع المسلمين من الأطباء والممرضات والطيارين وسائقي الباصات والقطارات، من العمل في شهر رمضان، إذا كانوا صائمين"، وذلك في تحريض عنصري يستغله الإرهابيون، وعلى رأسهم داعش.
ونقلت "رويترز" عن سيكرت، وهو عضو في لجنة الشئون العمالية والاجتماعية في البرلمان الألماني، قوله: "لماذا يجب نقل أناس بواسطة آخرين؟، ربما يعانون من مشكلات في التركيز وجفاف نتيجة صومهم لساعات".
وتابع "لماذا يجب لمريض أن يخضع لعملية على أيدي جرّاح لم يشرب أي شيء لـ 12 ساعة؟" 
وجاءت تصريحات سيكرت، بعدما دعت وزيرة الاندماج الدنماركية إنغر ستويبرغ المسلمين الأربعاء الموافق 23 مايو الصائمين إلى أخذ إجازة في رمضان، لتجنب ما سمته أثرا سلبيا على المجتمع.
وشككت ستويبرغ، المعروفة بالتشدد تجاه المهاجرين، في مقال لها بصحيفة "بي تي" الدنماركية، في قدرة المسلمين على أداء وظائفهم أثناء الصوم.
وتابعت "لا يمكن لأحد أن يصوم 18 ساعة ويقود في الوقت نفسه حافلة على سبيل المثال".
وحسب وكالة الأنباء الألمانية، رفض اتحاد مشغلي خطوط الحافلات في الدنمارك (أريفا) تصريحات ستويبرغ، وقال:" إنه يجب على الساسة أن يركزوا أولا على حل المشكلات الحقيقية"، مؤكدا أن صيام رمضان لم يتسبب في أي مشكلات على الإطلاق، ولم تقع أي حوادث بسبب صيام بعض قائدي الحافلات.
وفي 18 ديسمبر من العام الماضي، دعا النائب اليمني الهولندي المتطرف، خيرت فيلدرز، أيضا دول أوروبا للاقتداء بما سماها سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العدائية تجاه المسلمين.
وطالب فيلدرز بتطبيق نظام حظر للسفر في أوروبا، على غرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لأجل محاربة ما وصفها بـ"موجة الأسلمة".
وجاءت مقترح فيلدرز، زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف في هولندا، خلال لقاء لقادة أحزاب اليمين الأوروبي المتطرف في العاصمة التشيكية براغ.
وحث فيلدرز، دول أوروبا على اعتماد الأساليب الأسترالية في عدم السماح بدخول قوارب المهاجرين وإجبارهم على العودة إلى المكان الذي قدموا منه.
وأوصى أيضا ببناء جدران على الحدود، مستلهما فكرة ترامب، الذي وعد خلال الحملة الانتخابية عام 2016، ببناء جدار على الحدود مع المكسيك.
وأدين فيلدرز، في 2016، أمام محكمة هولندية، بسبب تصريحات "تمييزية وشتائم" ضد المهاجرين المغاربة في البلاد، لكن القضاء لم يصدر أي عقوبة بحقه.
ولم يقتصر الأمر على التصريحات العنصرية، فقد شهدت ألمانيا احتجاجات واسعة ضد الإسلام والمهاجرين، فى 2015، نظمتها حركة تدعى "بيديغا"، وهى اختصار لشعار "أوروبيون وطنيون مناهضون لأسلمة الغرب".
وفي مارس الماضي، انطلقت أيضا حملة كراهية في بريطانيا تنادي بممارسة أعمال عنف ضد المسلمين المقيمين في البلاد، حيث انتشرت رسائل وصور عبر الإنترنت تدعو لهذه الممارسات في أماكن ونقاط معينة.
وحسب تقرير نشرته وكالة "سبوتنيك" الروسية، في 4 إبريل، فإن الغرب الذي يزعم أنه يحمل راية المساواة، وبسبب انتشار المسلمين وزيادة الهجرة إليه، بدأ يروج أن المسلم هو سبب ما تتعرض له المجتمعات الغربية من عنف وتهديد، بالإضافة إلى ظهور ساسة يغذون هذه النزعة.
وأشار التقرير إلى أنه تم رصد 2300 حالة اعتداء على المسلمين في بريطانيا في عام 2016 ما بين اعتداء لفظي أو إلقاء مولوتوف على المراكز الإسلامية، رغم أن الإسلام ليس جديدا على أوروبا فأول مسجد أنشىء في بريطانيا كان في القرن الثامن عشر ولذلك أصبح المسلمون جزءا أصيلا من النسيج الاجتماعي الغربي.
وفي السياق ذاته، أظهر تقرير نشرته "رويترز" في 23 إبريل الماضي، زيادة جرائم الكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة بنسبة 15 بالمائة عام 2017.
وحسب التقرير، وقعت 300 جريمة بدوافع الكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة في 2017، فيما كان عددها 260 جريمة عام 2016.
وعزا التقرير زيادة هذه الجرائم إلى سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخاصة القيود على الهجرة من عدة دول مسلمة.
ويحذر مراقبون من أن داعش يستغل الممارسات العنصرية السابقة لتجنيد عناصر متطرفة جديدة من جهة، وتبرير أعماله الإرهابية ضد المدنيين في الغرب من جهة أخرى.