الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس: ربط الإرهاب بالإسلام "كذبة تتسم بالحماقة"

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"قد يكون هذا الأمر على شفاه كثيرين، لكن هذه المعادلة هي كذبة تتسم بالحماقة"، هكذا أوضح البابا فرنسيس المعادلة التي يقرنها الكثيرون بين المسلمين والإرهابيين. قال ذلك في مقابلة مطولة مع مدير صحيفة "إيكو أوف بيرغامو"، بمناسبة حج ذخائر البابا يوحنا الثالث والعشرين إلى منطقة برغامو الإيطالية.
وتحدث البابا مرة أخرى عن الهجرة قائلًا: لا يمكن "للترحيب الحقيقي الذي يكلف التضحيات أن يكون فاترًا. إن الوضع الدولي معقد، كما نعرف، ولكنني على أية حال مقتنع بأن الجدران ترتفع بتأثير الخوف، بغرض عدم رؤية معاناة إخواننا وأخواتنا التي قد تسبب الإزعاج. إنها الجدار التي يرتفع لحماية ما ينبغي أن يكون مشتركًا".
وأضاف بابا الفاتيكان: "إن رفع جدار ما يغلق قلب المرء ويقفله مثل القبر. هذا ليس بخصوص الكرم أو التضامن، هناك الكثير من العمل الواجب القيام به. نحن بحاجة إلى إنشاء ثقافة جديدة، وعقلية جديدة، وتعليم الأجيال الجديدة على التفكير، والتفكير بأنفسهم كأسرة بشرية واحدة، مجتمع يخلو من الحدود".
وعلى المستوى العالمي، أضاف البابا: "أنا قلق بشأن الاختلالات التي ترتبط دائمًا بالاستغلال المتهور للموارد البشرية والطبيعية. إلا أن المهمة الحقيقية للكنيسة لا تتمثل في تغيير الحكومات، بل بإضفاء منطق الإنجيل على تفكير أولئك الذين يحكمون وعلى أعمالهم. "إنها كلمات لفهم موقف الكرسي الرسولي تجاه الحكومات في العالم.
وحول موضوع السلام، أوضح فرنسيس أنه "لا ينبغي ربطه بغياب الحرب، بل بالتنمية المتكاملة للأفراد والشعوب. يجب أن يتم فهمه على أنه التزام المجموعات الاجتماعية والدول بالعيش في علاقات عدالة وتضامن لا يمكن أن تكون مجرد كلمات". إنها، في جوهرها، رسالة يوحنا الثالث والعشرين "السلام على الأرض" (Pacem in terris)، وأنه "لا يوجد تناغم، ولا نظام حقيقي إذا لم نعمل من أجل مجتمع أكثر عدلًا وأكثر اتحادًا. وهذا ما يتطلب من الجميع التغلب على جميع أشكال الأنانية، والفردية، والمصالح الجماعيه على جميع المستويات".
وبسؤال البابا أخيرًا عن مستقبل المسيحية في الغرب، اعترف بأنه هناك "أسباب كثيرة تدعو للقلق"، من أسباب تدعو للأمل"، وأن "التعريف المطلق للمسيحية بالثقافة الغربية لم يعد منطقيًا. إن ما يسمى بحالة ما بعد الحداثة، وهي المرحلة الأخيرة أو شبه النهائية من الرحلة الغربية، تعيد إلى الذاكرة قليلًا فكرة الرحلة التي انتهت بحطام سفينة، في حين يحاول أصحاب السفينة المحطمة بناء طوافة".
واختتم البابا فرنسيس قوله: "أعتقد أن المفكرين واللاهوتيين لا يخطئون حين يقولون أن المسيحية في المستقبل إما ستكون كاثوليكية بشكل واضح، أو عالمية، أو كنسية بالكامل، أو أنها تحترم ثقافات إفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، أو أنها تخاطر بعدم ارتبطها فيما يتعلق برسالة الإنجيل وخلاص العالم. أعتقد أنهم لا يخطئون عندما يقولون أنه يجب أن يكون هناك المزيد من الأولوية للأعمال الخيرية، أو الالتزام بالعدالة، أو بالسلام، أو أنه لن يكون هناك أي شيء".