الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

يحكى أن.. ربيع الحسيني.. بين العاطفة والواجب

الفنان يحيى الفخرانى
الفنان يحيى الفخرانى في لقطة من مسلسل نصف ربيع الآخر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع النصف الثانى من تسعينيات القرن الماضى، وتحديدًا فى عام ١٩٩٦، تم عرض النصف الآخر لحياة المحامى «ربيع الحسينى» الذى جسده الفنان يحيى الفخرانى من خلال مسلسل «نصف ربيع الآخر»، الذى تعرض لحياة الأسرة المصرية المستقرة، التى تسعى للسعادة والحياة الصالحة وتربية الأبناء على القيم والمثل والأخلاق، فى إطار مغلف بالرومانسية، التى تجمع بين رب الأسرة وزوجته، وبالتالى عشقهم لأبنائهم، ومحاولة الوصول بهم إلى بر الأمان.
من خلال هذه التيمة الأسرية، تعامل الكاتب محمد جلال عبدالقوى مع الصراع الدرامى الأرسطى بحرفية بالغة، حققت المعادل الموضوعى للحياة الإنسانية من خلال الدراما التليفزيونية، وتطبيقًا لقواعد المأساة التراجيدية للبطل التراجيدى حسب قواعد فن الشعر التى وضعها أرسطو، فحينما عرف أرسطو الصراع الدرامى، الذى يقع فيه البطل التراجيدى، عرفه على أساس إنسانى وقيمى مستمر على مر العصور، فالبطل التراجيدى يقع دائما فى صراع بين الواجب والعاطفة، أو بمعنى آخر بين الضمير والرغبة الخاصة أو بين الخير والشر بمعناه الجامع المانع. فغالبًا ما يقع البطل التراجيدى بين مطرقة اختيار ما يرضيه وسندان ما يتوجب عليه فعله، سواء كان هذا على مستوى المواقف العاطفية أو الإنسانية أو الأخلاقية، وعليه الاختيار بين كفتى الصراع.
فلا يكون أمام البطل التراجيدى إلا اختياران، إما أن يختار الضمير والواجب والحق، ويميل لفعل ما هو عكس رغباته الإنسانية والجسدانية، أو يرجح كفة العاطفة والرغبات الخاصة، وبين هذه وتلك يحدث التطهير الإنسانى الذى تحدثه الدراما، وهذا ما نجح فى إيضاحه الكاتب الكبير محمد جلال عبدالقوى، من خلال الدراما التى قدمها فى مسلسل «نصف ربيع الآخر» الذى قام ببطولته الفنان الكبير يحيى الفخرانى مع الفنانتين إلهام شاهين وفادية عبدالغنى، وأخرجه المخرج الكبير يحيى العلمى.
فنرى «ربيع الحسيني» المحامى الشهير الذى يتسم بالقيم والأخلاق والمبادئ والرضا بالمقسوم، المتيم بحب زوجته وأبنائه، ورغم حبه الأول الذى جمعه بـ«ناهد الوكيل»، صديقة الدراسة التى جسدتها الفنانة إلهام شاهين، لم يكتمل بالزواج لضيق ذات اليد، فتعود الحبيبة الأولى لتستنجد بحبيبها، بعد أن اكتشفت حقيقة زوجها المشينة، والتى أوقعتها فى الكثير من المشاكل حتى وصلت إلى ساحات المحاكم، فتسعى ناهد الوكيل لزج حبيبها السابق «ربيع» للدفاع عنها أمام القضاء وإثبات براءتها من التهم التى قام زوجها بتلفيقها لها، وهو ما يتقبله «ربيع» بصدر رحب.
ومع عودة الحب القديم داخل قلب «ربيع»، يبدأ الصراع الدرامى الداخلى للبطل التراجيدى، ويبدأ الصراع الدرامى الخارجى لأحداث المسلسل ككل، فالصراع الدرامى الخارجى لأحداث المسلسل كان من خلال غيرة الزوجة لدفاع ربيع عن حبيبته السابقة، إلى جانب محاولات إغراء ربيع ورشوته لتأمين مستقبل أبنائها بأموال محرمة، بعد أن نجحت ناهد الوكيل فى استقطابه لعش دبابير الفاسدين والناهبين لمقدرات الدولة وممتلكات الشعب، أما المأزق الثانى فهو الاختيار بين الاستمرار فى القيم والمبادئ وحفاظه على نظافة يده وسمعته، حسبما يفرضه الواجب والأخلاق، أو التضحية بهذه القيم واللهث وراء جنى المال لتأمين مستقبل أبنائه وتستمر الأحداث على هذا المنوال حتى نهاية المسلسل الذى يقرر فيها «ربيع» أن يكون البطل التراجيدى صاحب القيم والواجب والأخلاق، فيقرر الاستمرار مع زوجته وأسرته إلى جانب الحفاظ على نزاهته ونظافة يده، كما يقوم بفضح حقيقة.