الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

تفاصيل يوم مع أبطال الصاعقة في سيناء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قصص وبطولات «تروى لأول مرة»

 قبائل سيناء تتعاون مع القوات المسلحة.. وتعشق وطنها

 الشهيد على محمد على قتل 20 إرهابيًا.. وضحى بروحه لينقذ زملاءه

أحد القادة: «يا نموت يا نطهر وطننا من الإرهاب»

الشهيد «خالد على» كان يعلم زملاءه «يعنى إيه كلمة وطن»

 العقيد أحمد منسى.. «الأسطورة».. كان أبًا للجميع.. ولا يخشى الموت

على أرضها ترجل الأنبياء، وبين جبالها ووديانها سكنت الحكمة منذ آلاف السنين‏، إنها سيناء التى مشى على أرضها أبوالأنبياء إبراهيم ليعلم البشرية كلها معنى الإيمان‏، ولامستها أقدام المسيح عيسى مع أمه البتول مريم لينشر بذور الحب والسلام، وفوق رمالها المقدسة مرت جيوش الصحابة، فى زحفهم نحو أفريقيا حاملين مشاعل نور التوحيد.

إنها سيناء أرض البطولات والأمجاد والعزة والكرامة، بوابة مصر الشرقية التى تثبت دومًا أن المقاتل المصرى خير أجناد الأرض، تتوالى على رمالها حكايات البطولة والفداء والتضحية. وها هى قواتنا المسلحة تخوض من جديد معركة العزة والكرامة ضد من أرادوا بمصر وشعبها شرا، ضد القتلة الفجرة الذين يستبيحون الدم والأرض ويتاجرون بالدين، لكن هيهات أن يحدث ذلك فلشعب مصر جيش يحميه، ولأرض مصر أسود تدافع عنها، وأبدًا لن يستطيع أحد أن ينال منها. «البوابة»، كان لها شرف معايشة أسود سيناء على الجبهة، لنروى لكل مصرى يحب وطنه بطولات وتضحيات أبنائه، وماذا يفعل هؤلاء الأبطال من أجلنا ومن أجل مصر؟، وكيف يتحملون الصعاب والشدائد من أجل دحر الإرهاب ودك حصونه. بطولات وقصص ترويها «البوابة» يوميًا لقرائها الأعزاء من على «الجبهة» من أرض الشرف والكرامة، ليعرف الجميع حجم التضحيات المبذولة على أرض سيناء، وليعرف الجميع أن سيناء هى أشرف ساحات النضال والتضحية وأن رجال القوات المسلحة يؤكدون أنهم ماضون بكل عزيمة وإصرار لاجتثاث جذور الإرهاب والتطرف، واستعادة البناء والاستقرار والتنمية فى كل ربوع مصر.

وفي ذكري العاشر من رمضان زارت «البوابة» إحدى كتائب الصاعقة بشمال سيناء ليروى أبطالها قصصًا وبطولات تروي لأول مرة وليعرف الجميع أن لمصر جيش يحميها.


تحدث لنا أحد قادة الكتيبة، ووصف لنا كيف يعيش الأبطال، قال البطل: نقوم بعمليات نوعية بها بناء على معلومات، مؤكدة تصل إلينا عن طريق أعيننا فى جميع مناطق سيناء، وبناء على المعلومات نتحرك مباشرة للهجوم على العناصر الإرهابية، ونكتشف أننا نتعامل مع عصابات لا تثبت فى مكان، فالإرهابى يتعامل دون مواجهة ويخشى أن يقابلنا وجهًا لوجه، فكل ما يملكه هو التعامل، من خلال العبوات الناسفة أو القناصة عن بعد، فهم لا يعتمدون إلا على الضرب عن بعد، ونتدرب على كل تلك الأساليب، ولدينا عناصر تجيد التعامل مع جميع المواقف، لكننا أمام عدو خائن يحاول تصدير فكرة أنه يحارب من أجل عقيدة، وهذا كذب يعرفه الجميع، فنحن نحارب عدوا غير موجود أمامنا ونطور من أنفسنا من أجل ما يفعله ونستطيع كشف كل ألاعيبه ونعرف جميع أماكن تجمعهم.

وتابع القائد: نقوم بعمليات غير نمطية، فعندما ترد إلينا معلومة بوجود شخص داخل مبنى، على سبيل المثال، لا نتعامل مع المبنى فقط، بل نتعامل مع محيطه كاملًا ونجعل تفكيرنا يسبق تفكيره، لأنه من الممكن أن ينتقل إلى أى مكان مجاور فى أى وقت، ولا نتعامل مع الإرهابى إذا كان موجودًا مع أسرته إلا نادرًا، وعندما نتأكد من تواجده داخل المكان ومعه أسرته نقوم بشرح ملابسات القبض عليه لأسرته وننفذ ضبطه، ويوجد فى سيناء عدد من الجماعات المتطرفة وكل منها لها نهج مختلف عن الآخر، ويختلفون دائمًا مع بعضهم البعض ويعتمدون فى بنيتهم على العنصر البشرى وهذا يؤدى إلى ضعفهم جميعًا.

وأردف البطل: قبل العملية الشاملة كنا نضبط ملايين الدولارات والجنيهات مع الإرهابيين، ولكن بعد العملية وقطع الدعم اللوجستى عنهم قل هذا بصورة ملحوظة، وبالتالى ضعفت قدرتهم على التجنيد ويجب أن نشيد بقبائل سيناء التى تتعاون معنا وتعشق وطنها وتمدنا بالمعلومات عن الإرهابيين، وأفراد الكتيبة هنا يتدربون تدريبات شاقة ويتمتعون بصفات ومميزات لا توجد فى غيرهم، ويكفى أن يعرف الجميع أنهم يرفضون الإجازات حتى يشتركوا فى المداهمات.

وعن الشهيد المنسى قال القائد: «كان بطلًا يعرف الجميع بالاسم ولديه مميزات لا توجد فى غيره، تؤهله لكى يكون قائدا بمعنى الكلمة، ولم أر فى حياتى ما رأيته منه، فمن عمل معه كان يرفض أن يستريح ويفضل الخروج فى المداهمات بشكل مستمر، ويوجد أيضًا الشهيد العقيد رامى حسانين البطل الذى يعرفه كل رجال الصاعقة، ويعرفه كل من يعرف معنى الرماية الدولية، ومثل هؤلاء ربوا أجيالا تعرف معنى الشجاعة وتعرف كيف تنفذ أصعب المهام. وقال القائد: «الحمد لله ربنا معانا وهنطهر سيناء من الإرهابيين، ولن نترك مصر لهم ولداعميهم، فكلنا نرفع شعار يا نموت يا نطهر أرضنا، ومؤمنون بما كتبه الله لنا وننتظر الشهادة فى أى وقت وكلنا سعداء لأننا نشارك فى العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨، وفخورون بأننا ضمن أبطالها وفخورون بما نقدمه لمصر وللمصريين، وأطمئن الشعب المصرى أن جيشهم قادر على تطهير وطننا من الإرهاب واقتلاعه من جذوره فحماية الوطن مهمتنا جميعًا».


المجند خالد على

وعن بعض الشهداء الذين لا يعرفهم الكثيرون حدثنا بعض الأبطال من أفراد الكتيبة، وحكى لنا بطل قصة الشهيد البطل المجند خالد علي، الذى استشهد فى ٢٠١٥ فى الهجوم على كمين «التومة» بالشيخ زويد مع العقيد رامى حسانين، وقال لنا: «فى صباح يوم استشهاده قال لى كتفى بكتفك وكتف الرجالة علشان نخلص على الإرهابيين واللى بيموت بيموت مرة واحدة»، وقبل وصولنا للكمين انفجرت عبوة ناسفة واستشهد فى الانفجار هو والبطل محمد طه، واستكملنا المداهمة واقتحمنا وكر الإرهابيين ودمرنا سياراتهم وضبطنا عددًا كبيرًا منهم وأخذنا حق الشهداء.

وتابع البطل: «كلنا فداء لمصر واللى يخدم فى الصاعقة يعرف يعنى إيه وطن، واحنا هنا رجالة عارفين يعنى إيه مصر ويعنى إيه وطن».

 

الشهيد البطل على إبراهيم

وحكى لنا بطل آخر قصة الشهيد البطل على محمد على السيد إبراهيم، الذى استشهد فى ٧/٧/ ٢٠١٧، فى كمين «البرث» عندما تم التعامل مع الإرهابيين بعد الهجوم على الكمين، فقام الشهيد بتصفية ٢٠ إرهابيًا منهم وتعامل معهم بكل قوة وحسم حتى تمكنوا منه.

وعن الشهيد على محمد على يستكمل البطل حديثه قائلًا: «كان رجلًا لا يخاف ولا يهاب الموت وعندما قلت له اصبر حتى يأتى لنا الدعم والذخيرة رفض ولم ينتظر وهجم على الإرهابيين حتى نفدت ذخيرته وتمكنوا منه، وكان الشهيد أخًا للجميع يحب زملاءه ويصمم على أن يكون عنصرًا ثابتًا فى جميع المداهمات».

وقال أحد الأبطال، لقد التحقت بالصاعقة فى ٢٠١٦، وتعلمت فيها ما لم أتعلمه فى مكان آخر، وعرفت كيف نأتى بحق الشهيد، فالخوف لا يعرف لرجال الصاعقة طريقًا، فكلنا نحرص كل الحرص على الاشتراك فى المداهمات وتصفية الإرهابيين والقبض عليهم وتطهير وطننا من دنسهم.


الشهيد فراج محمد

وحكى لنا البطل قصة الشهيد فراج محمد الذى استشهد فى ٢٠١٧ مع الشهيد المنسى فى الهجوم على كمين «البرث» بالشيخ زويد، وأكد أنه كان بطلًا بكل ما تحمل الكلمة من معان، وكان يشترك فى كل المداهمات، حتى لو اضطر أن يحذف اسم أحد المشاركين ويضع اسمه بدلًا منه.

وتابع البطل: «فراج كان يحترم الجميع وكان محبوبًا من الجميع، يحب وطنه ويكره الإرهابيين وكان أول من واجه السيارة المفخخة وأول من واجه الإرهابيين فى الهجوم على الكمين».

وعن علاقته بالشهيد العقيد منسي، أكد أحد أبطال الكتيبة، أن القائد المنسى لم يكن قائدا للكتيبة فقط، لكنه كان أخًا للجميع، ويلبى احتياجات كل زملائه وجنوده، ولا يبخل على أفراد كتيبت بشيء، لافتًا إلى أنه كان يبث روح الشجاعة والإقدام فى نفوس الجميع، علاوة على الوطنية وحب بعضنا البعض والتمسك بالأرض والدفاع عنها حتى آخر نفس.

وتابع البطل: لا يوجد حديث يصف الشهيد البطل المنسي، قفد كان حقًا «الأسطورة» بمعنى الكلمة، يتميز بحب جنوده له والعلم والأخلاق والمحبة وشدته على الأعداء، تحب دائمًا أن تكلمه وتحكى معه، لافتًا إلى أن استشهاد العقيد المنسى ترك أثرًا بالغًا فى الجميع لكنه رفع من عزيمتهم وإصرارهم، ونقول له: «لقد تركت رجالًا ونحن خلفك يا منسي، ولن نترك حقك وسيعلم الجميع يعنى إيه صاعقة ويعنى إيه كتيبة منسي».

واستطرد البطل: «منسى كان أبا للجميع، لا يخشى الموت لا يخاف إلا من الله سبحانه وتعالى، يحرص دائمًا أن يكون فى المقدمة ويقف دائما أمام جنوده فى المداهمات ويرفض أن يسبقه أحد، وكان يحرص أن يذهب للتلاميذ فى مدارس سيناء يلعب معهم ويوزع عليهم الهدايا ويحب الأهالى وتحبه جميع قبائل سيناء، وكان مطلوبًا من الإرهابيين لأنهم يعرفون حجمه وحجم الخسائر التى كبدها لهم، فجميعهم عندما يعرفون أنهم فى المداهمة كانوا يقفون أمامه كالفئران».

بطل آخر من كتيبة الصاعقة، قال: أشعر بالسعادة دائمًا عند تنفيذ مداهمة فى سيناء، وأتمنى من الله أن أنال الشهادة مثل الأبطال الذين سبقونى لكى أحقق ما حققوه من نصر.


العقيد رامى حسنين

وتابع البطل: «أريد أن أتحدث عن العقيد رامى حسنين رحمة الله عليه، حيث كان من القادة العظماء، وبطلًا ومثلًا أعلى بمعنى الكلمة فلا أبالغ عندما أقول إنه أب لجميع أفراد الكتيبة فقد كان يحبنا ويحترمنا جميعا وكلنا كنا نتمنى أن نشارك فى المداهمات معه».

وأردف البطل: «الشهيد رامى اجتمع بنا فى آخر مداهمة وقال لنا نصًا: «حد محتاج حاجة من أهله، حد زعلان مني، أنتم مثل أولادى فى البيت»، وكأنه يعلم أن هذا هو لقاؤه الأخير بنا وبالفعل استشهد فى هذه المداهمة.


الشهيد مؤمن رزق

بطل آخر، يتحدث عن الشهيد البطل مؤمن رزق أحد زملائه فى كتيبة الأبطال قائلًا: «مؤمن أول زميل فى دفعتى ينال الشهادة حيث استشهد فى موقعة البرث مع العقيد أحمد المنسى رحمة الله عليهما، وكان الأفضل فى دفعته، دائمًا كان يطلب الخروج فى المداهمات وتعلمنا هذا منه، وهذه القاعدة أرساها العقيد منسي، حيث يخرج للمداهمة من يريد دون غصب أو إجبار».

وتابع البطل: «مؤمن كان يحمسنا دائما للخروج فى دوريات وكان يبث فينا روح الشجاعة وكان يقول لى دومًا: لا تخف يا صديقى ولا تفكر فى الخوف مطلقًا ولكن ردد دومًا اللهم ثبتنا عند اللقاء ونحن فى النهاية يا صديقى نقوم بواجبنا تجاه وطننا والباقى على الله، وأقول لك بصدق كن واثقًا أننا على الحق ونفعل الصواب والدليل على ذلك أننا على قلب رجل واحد، كانت تلك نصائحه التى أتذكرها دائمًا ونحن فى قلب المعركة، فقد كان «مؤمن» حقا اسمًا وفعلًا ولن أنساه ما حييت رحمه الله عليه».


النقيب وائل كمال

وروى لنا بطل آخر، قصص وبطولات الشهيد النقيب وائل كمال الذى استشهد فى مداهمة عقب حادث استهداف مطار العريش،حيث كانت المداهمة فى منطقة جهاد أبوطبل بنطاق مدينة العريش والتى تعد من أكثر المناطق خطورة من حيث النشاط الإرهابي.

قال لنا: «خرج النقيب وائل من مدرعته تحت ساتر للتعامل مع الإرهابيين وخلال المداهمة أصيب بطلق نارى فى كتفه، وعلى الرغم من ذلك استمر فى التعامل والقتال ثم حاول أن يعود إلى المدرعة، لكن وهو فى طريقه أصيب بطلق آخر واستشهد هو فى طريقه للمستشفى».

وتابع البطل: «النقيب وائل كان بطلًا يحب جنوده ويحترمهم وكان حقا بمثابة أخ أكبر للجميع، رحمه الله وتقبله من الشهداء والصديقين».