الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

على باب الله.. "أم سيد" هزمت الدنيا بابتسامة

أم سيد
أم سيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أستميحكم عذرًا، لكى آخذكم لحظات لحكاية بسيطة.. لا بل حكاية معقدة لسيدة بسيطة.. لا أقصد منها مساعدتها.. لكن أريد أن أضعها أمامكم كقدوة.. كسيدة تستحق أن تُكرم.
أن تأخذ قصتها أعلى القراءات.. أن يسبق اسمها الأم المثالية، أن تتهافت عليها الكاميرات فأنا أعتبرها النجمة الحقيقية.. الست العظيمة «أم سيد» ٦٣ عامًا لها ابن ٣٨ عامًا وبنتان زوجتهما من كدها وعرقها، ليست الحكاية بهذه البساطة لكن ٤٠ عامًا من المعاناة عاشتها السيدة الفاضلة بدءًا من زواجها من سائق تاكسى، لتعيش فى بيت عائلة وتنجب ولدًا وبنتين، وتمر الأيام صعبة عليها بعدما يصاب زوجها بجلطة وتستدين لعلاجه، ليس هذا فحسب بل إن ابنها الصغير يسقط تحت «الترام» فيفقد ١٠ أصابع من قدميه، يستسلم الزوج للمرض ويغادر الحياة تاركًا إرثًا من الديون والوجع لأم سيد التى لم تفقد صبرها للحظة، حتى برغم أن أهل زوجها أخرجوها من بيت العائلة، ولم يكن أمامها سوى أن تعمل، فى أى شىء تعمل لتسد رمق أولادها وتسد ديون مرض زوجها، ٤٠ عامًا فى طاحونة الحياة تصحنها الدنيا ولا تأن السيدة بل تضحك وتبتسم ولا ينقطع منها الرجاء، تعمل وكأنها تعاند السنين، تزوج البنتين، ويظل ابنها معها تتمنى أن تجد له مسكنًا ليتزوج فيه وتعيش هى معه.
تقول «أم سيد»: «أنا بقالى ٨ سنين شغالة فى مطعم الحاج عاطف فى الزاوية الحمرا، بدأت الشغل فيه واليوم كان بـ١٠ جنيهات، وصل دلوقتى ٥٠ جنيها، والمعاش أول ما قبضته كان ٦٣ جنيها دلوقتى الحمد لله بقى ٦٥٠ جنيها، بس السكن بيلهفه كله، ١٣٠٠ جنيه، كتير برضه عليا، بس هعمل إيه، ربنا ممشيها والحمد لله إنه مدينى العافية علشان ما أحوجش ابنى لحد، لغاية ما ربنا يكرمنى واعمله حتى كشك يقعد فيه وياكل عيش، علشان أموت وأنا مطمنة عليه». وتختتم الأم حديثها: «والله أنا عمرى ما اعترضت على حكم ربنا، ولا حلمت بحاجة غير الستر، وفى عز الأزمة لا زهقت ولا حسيت إن ربنا هيرمينى فى ضيقة، واستحملت المر كله علشان عيالى، والحمد لله حاسة إن ربنا قوانى وعملت اللى عليا، وربنا عنده الخير كله ويعوض صبرى خير، ويفك كرب ابنى، هو عارف أد إيه الضنا غالى.. وكل سنة وإنتم طيبين.. رمضان كريم».