الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"الظاهر لإعزاز دين الله".. الخليفة الفاطمي السابع

الظاهر لإعزاز دين
الظاهر لإعزاز دين الله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل ذكرى العاشر من شهر رمضان المعظم، ليحل معها ذكرى ميلاد حكام وسلاطين تقلدوا عبر التاريخ الإسلامي مواقع مرموقة، ومن بينهم الخليفة الفاطمي السابع المعروف باسم الظاهر لإعزاز دين الله، والذي يعد الإمام السابع عشر لدي الشيعة الإسماعيلية، حيث ولد في مثل هذا اليوم، الموافق يوم الأربعاء لعام 385 هجريًا، 20 يونية عام 1005 ميلاديًا.
الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله أبو الحسن علي ابن الحاكم بأمر الله منصور، بن نزار العزيز بالله بن معد المعز لدين الله بن إسماعيل المنصور بالله بن محمد القائم بأمر الله بن عبيد الله المهدى، سابع خلفاء الدولة الفاطمية، والإمام السابع عشر لدي الشيعة الإسماعيلية، أمه أم ولد تدعى رقية ويقال اسمها آمنة بنت الأمير عبد الله بن المعز، تولى خلفًا لأبيه الخليفة المنصور الحاكم بأمر الله، وخلفه ابنه الخليفة أبو تميم معد المستنصر بالله، ثم حفيده الخليفة أبو القاسم المستعلي بالله أحمد.
ولد الظاهر، بالقاهرة لثلاث ساعات مضين من ليلة الأربعاء، العاشر من شهر رمضان سنة 395 هجريًا، وبويع له بالخلافة في يوم عيد الأضحى سنة 411 هجريا وله من العمر ست عشرة سنة وثلاثة أشهر، واتفق في هذا اليوم أن صُلى للحاكم في خطبة العيد، ثم بويع الظاهر بعد عودة القاضي من المصلى فكان بين الدعاء في الخطبة للحاكم وبين أخذ البيعة للظاهر ثلاث ساعات ولم يتفق مثل ذلك.
يروي المقريزي أن السيدة ست الملك هي التي خلعت عليه لقب الظاهر لإعزاز دين الله بعد أن ألبسته تاج المعز لدين الله حيث يقول ما نصه: "فأخرجت علي بن الحاكم بأمر الله ولقبته الظاهر لإعزاز دين الله وألبسته تاج المعز جد أبيه. وهو تاج مرصع بالجواهر الفاخرة وجعلت على رأسه مظلة مرصعة. وأركبته فرسًا رائعًا بمركب ذهب مرصع وأخرجت بين يديه الأمير الوزير رئيس الرؤساء، خطير الملك أبا الحسن عمار بن محمد ونسيمًا صاحب السيف في عدة من الأستاذين تخدم. فلما برز وشوهد تقدم الوزير وصاح: يا عبيد الدولة مولاتنا تقول لكم هذا مولاكم أمير المؤمنين فسلموا عليه فقبل ابن دواس الأرض ومرغ خديه بين يديه وفعل ما يتلوه من سائر طبقات العسكر مثل ذلك. وضربت البوقات والطبول وعلا الصياح بالتكبير والتهليل والظاهر يسلم على الناس يمينا وشمالا."
مُلك الظاهر لإعزاز دين الله سائر ممالك والده، مثل الشام والثغور وإفريقية، وقامت عمته ست الملك بتدبير مملكته أحسن قيام، وبذلت العطاء في الجند وساست الناس أحسن سياسة، وكان عاقلًا سمحًا جوادًا يميل إلى دين وعفة وحلم مع تواضع. أزال الرسوم التي جددها أبوه الحاكم إلى خير، وعدل في الرعية وأحسن السيرة، وأعطى الجند والقواد الأموال، واستقام له الأمر مدة، وولى نوابه بالبلاد الشامية، إلى أن خرج عليه صالح بن مرداس الكلابي وقصد حلب وبها مرتضى الدولة أبو نصر بن لؤلؤ الحمداني نيابة عن الظاهر هذا، فحاصرها صالح المذكور إلى أن أخذها، ثم تغلب حسان بن المفرج بن دغفل البدوي صاحب الرملة على أكثر الشام، وتضعضعت دولة الظاهر.
كان الظاهر لإعزاز دين الله كثير الصدقات منصفًا من نفسه، لا يدعي دعاوى والده وجده في معرفة النجوم وغيرها من الأشياء، وقع من بعض حجاج المصريين كسر الحجر الأسود بالبيت الحرام في سنة 413 هجري. وكان أمر الحجر أنه لما وصل الحاج المصري إلى مكة المكرمة وثب شخص من الحاج إلى الحجر الأسود وهو مكانه من البيت الحرام، وضربه بدبوس كان في يده حتى شعثه وكسر قطعًا منه، وعاجله الناس فقتلوه، وثار المكيون بالمصريين فقتلوا منهم جماعة ونهبوهم، حتى ركب أبو الفتوح الحسن بن جعفر فأطفأ الفتنة ودفع عن المصريين. وقيل: إن الرجل الذي فعل ذلك كان من الجهال الذين استغواهم الحاكم وأفسد عقائدهم. فلما بلغ الظاهر ذلك شق عليه وكتب كتابًا في هذا المعنى.
توفي الظاهر لإعزاز دين الله ببستان الدكة خارج القاهرة في ليلة الأحد النصف من شعبان سنة 427 هجريًا، وعمره إحدى وثلاثون سنة، ومدة خلافته خمس عشرة سنة، وخلفه على العرش ابنه معد المستنصر بالله الفاطمي الذي أنجبته له جاريته السيدة رصد.