الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دراما رمضان.. الإشارات والتحولات (2)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتكرر الحنين إليها كل عام وكأنها أصبحت ضمن الموروث الرمضانى الذى نفتقد العديد من ملامحه.. اختفاء الدراما التاريخية من الإنتاج المصرى لتلتحق بغياب الأعمال الدينية. الإنتاج العربى لم يغفل عن أهمية هذه المنطقة المتناهية الثراء، فاعتاد تقديم دراما تلقى الضوء على أحداث أو شخصيات من مختلف مراحل التاريخ، بل رصدت ميزانيات ضخمة كى تظهر مكتملة العناصر الدرامية والفنية. شركة إنتاج إماراتية - سورية تستحضر هذا العام «هارون الرشيد».. الحاكم الذى أثار العديد من الجدل والإعجاب. الشخصية سبق للإنتاج المصرى عام 1997 تقديمها فى مسلسل من بطولة الفنان القدير نور الشريف.. رغم اعتماد كلا العملين على المزج بين التوثيق وهامش الخيال ذي صلة بالعصر العباسي، هناك اختلاف بينهما فى الرؤية والتناول الدرامى وباقى العناصر الفنية مع قدرة أبطال المسلسل - على رأسهم قصى الخولى أو هارون «الرشيد» - تقديم أداء مختلف للشخصيات التاريخية. إذا اكتفى عشاق الدراما الدينية بالعودة إلى الأعمال القديمة، وهواة التاريخ بمتابعة أعمال شركات الإنتاج العربية.. هناك مناطق درامية يفرض التوقيت الحالى ضرورة طرحها دراميا وتقع مسؤلية ذلك على شركات الإنتاج المصرية.
على مدى الأعوام الماضية شغلت تضحيات وبطولات الجيش والشرطة المساحة الأكبر من البرامج، وهو واجب وطنى لا جدال عليه، لكن اكتفاء صُناع الدراما، وشركات الإنتاج بالمشاركة فى تمجيد هذه البطولات بالكلمات فقط أمر ليس مقبولًا ولا يحتمل أى مبررات. إدارات الشئون المعنوية سواء فى وزارتى الدفاع أو الداخلية لم تتأخر عن توفير التسهيلات وأوجه التعاون المختلفة للأعمال الفنية، أما الملفات المعلوماتية التى يحتمل الشق الآمنى الكشف عنها لهذه البطولات فهى لا حصر لها. للأسف، اقتصرت الرؤية المحدودة لكتاب الدراما على تقديم شخصية رجل الأمن فى صورة إيجابية لكن كمجرد إطار لأعمال درامية تتنافس حلقاتها فى جمع مشاهد «الأكشن» والسوقية والألفاظ المبتذلة.. وبعضها نقلًا عن أفلام أجنبية. 
الإقبال الشعبى على ممثلين ظهروا الأعوام الماضية أو على مشاهد العنف أمر واقع كما هو الحال مع كارثة تعاطى المخدرات وتعامل الجهات المختصة معها.. لكن اقتراب شركات الإنتاج من قضية الملف الأمنى وفق حسابات مادية حقيقة أخرى لا يمكن إغفالها. منطق «الجماهيرية» لن يرتقى بهذه الدراما من تصنيف «الأكشن» إلى مستوى أعمال ستلتقى مع رغبة ومشاعر قطاع أكبر من المشاهدين فى ظل مرحلة توحد ربط الشارع بتضحيات أبنائه فى الجيش والشرطة.
أعمال مثل «نسر الصعيد» أو «كلبش» وغيرها تطرقت إلى بطولات مكافحة الإرهاب فى سيناء فى سياق درامى أقرب إلى بعض - وليس كل - أفلام أُنتِجَت بعد حرب أكتوبر تم إضافة الانتصار العظيم ضمنها كمجرد خيط هامشى على الأحداث.. وهو بالتأكيد لا يرقى إلى البطولات التى تحدث فى سيناء.