رصدت صحيفة "الجارديان" البريطانية تصريحات إيرانية أكدت أن طهران ستقرر خلال الأسابيع القليلة القادمة مسألة الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 والبدء في تخصيب اليورانيوم القادر على صنع قنبلة نووية.
ولفتت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة، إلى أن هذا الإعلان جاء خلال اجتماع عقد في فيينا اليوم وضم مسؤولين من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين وإيران لتقييم إمكانية الحفاظ على الاتفاق النووي في مواجهة إعادة واشنطن فرض عقوبات مصممة لإعاقة أي شركة أوروبية تواصل أعمالها في إيران.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي في 8 مايو الجاري رغم المعارضة الأوروبية لهذه الخطوة، متعهدا بإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران.
وأشارت "الجارديان" إلى أن المسؤولين الإيرانيين المشاركين في الاجتماع، طالبوا الاتحاد الأوروبي بتقديم حزمة تعويضات معقولة بنهاية الشهر الجاري لتعويض الخسائر التي مُني بها الاقتصاد الإيراني جراء العقوبات الأمريكية.
ونوّهت إلى أن إيران تنتابها شكوك متزايدة في امتلاك أوروبا وسائل أو جدار حماية اقتصادي يمكنه حماية الشركات الأوروبية إذا قررت مواصلة أعمالها في إيران.
ولفتت الصحيفة إلى أن اجتماع فيينا يعد الأول من نوعه في ظل غياب الولايات المتحدة، كما يعد اختبارا لمدى قدرة أوروبا التجارية والدبلوماسية على مواصلة استقلالية سياستها الخارجية بعيدا عن واشنطن.
وأشارت إلى أن هناك مخاوف أوروبية من أن فرض عقوبات اقتصادية أشد على إيران، ستعمل على تقوية المتشددين هناك .. منوّهة إلى أن الاتحاد الأوروبي يدرس خططا لحماية تجارته مع إيران – ومن بينها، تفعيل (قانون الحجب) الذي يمنع أي عقوبات أمريكية من التأثير على الشركات الأوروبية، وتمويل مقدم باليورو للشركات الأوروبية من بنك الاستثمار الأوروبي.
واختتمت "الجارديان" تقريرها بالقول: "لا يزال من غير الواضح ما الذي يمكن أن تفعله أوروبا حال انسحاب إيران من هذا الاتفاق النووي".
