الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في ذكرى العاشر من رمضان.. التسريبات الإسرائيلية تكشف قوة الجيش المصري.. جنود اليهود غرقوا في رمال المستنقع.. ومعلومات مضللة للموساد أفشلت مخططاتهم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ذكرى العاشر من رمضان عام 1393 هـ الموافق السادس من أكتوبر 1973م التى اعتبرها المؤرخون المعاصرون أول انتصار عسكري للمسلمين والعرب في العصر الحديث على اليهود ـ إسرائيل ـ الذي شفى الله به صدور قوم مؤمنين، وأذهب غيظ قلوبهم.
رصدت "البوابة نيوز" بعض من التسريبات التى صدرت مؤخرًا من هيئة الأركان والحكومة الإسرائيلية، ووثائق سرية توضح حجم الهزيمة التى تعرض لها الكيان الصهيوني وتجعل المرء ليس أمامه سوى تقديم تحية اعتزاز وعرفان لقادتنا ولشهدائنا الذين أعادوا البسمة للشفاة الباكية.

ومن أبرز تلك الوثائق، أن "موشيه دايان" اعترف بأنه أخطأ تقدير قوة المصريين كما أنه قرر الانسحاب في ثاني أيام حرب أكتوبر تحت وطأة الهجوم، هذا بالإضافة إلى أن الوثائق المسربة تضمنت أيضًا أن عشرات الجنود الإسرائيليين قتلوا وأصيبوا "بنيران صديقة"، كما أن المخابرات المصرية اخترقت الحكومة الإسرائيلية ودست معلومات مضللة على "جولدا مائير" وأعدت أيضًا كتابا يحتوي على أسماء وصور كل الضباط الذين كانوا يخدمون بجيش الاحتلال الإسرائيلي بدءا من رئيس الأركان حتى رتبة رائد ووزعته على خطوط الجبهة، وكان هناك اعترافات أكثر إثارة للمسئولين الإسرائيليين حول حقيقة ما حدث في أكتوبر.
والبداية مع الوثائق السرية التي نشرتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية عشية الذكرى الـ 37 لحرب أكتوبر والتي تضمنت محاضر مداولات "سرية جدًا" بين رئيسة الحكومة حينئذ "جولدا مائير" ووزير الحرب آنذاك "موشيه دايان" في 7 أكتوبر 1973 أي بعد يوم من اندلاع الحرب.
توقع "دايان" أن يهزأ العالم بإسرائيل جراء عدم صمودها أمام الهجوم العربي الأول رغم تفوقها النوعي، وكان رد مائير "لا أفهم أمرًا، لقد ظننت أنكم ستبدأون بضربهم لحظة يجتازون القناة، ماذا جرى؟"، وأجاب دايان "دباباتنا ضربت وطائراتنا لا يمكنها الاقتراب بسبب الصواريخ فهناك ألف مدفع مصري سمحت للدبابات بالعبور ومنعتنا من الاقتراب، هذا نتاج ثلاث سنوات من الاستعدادات".
ورغم أنه تحدث في هذا الصدد عن المواقع العسكرية الإسرائيلية التي تتساقط واحدًا تلو الآخر في سيناء، إلا أن أبرز ما طالب به "دايان" خلال اجتماعه مع "مائير" هو السماح بالتخلي عن الجنود الإسرائيليين المصابين في أرض المعركة، قائلا:" في الأماكن التي يمكن فيها الإخلاء سنخلي، أما في الأماكن التي لا يمكننا الإخلاء سنبقي المصابين، ومن يصل منهم يصل، وإذا قرروا الاستسلام، فليستسلموا".
وقدم أيضا تقريرًا عن مئات الخسائر والكثير من الأسرى، قائلا: "كل ما خسرناه وقع في قتال شديد، كل ما فقدنا من دبابات ورجال كان أثناء القتال، والصامدون على خط النار يرجون "أرييل شارون" أن يصل إليهم وهم لا يزالون يقاتلون".
واعترف "دايان" في هذا الصدد بأنه أخطأ تقدير قوة المصريين، قائلا:" هذا ليس وقت الحساب، لم أقدر بشكل صائب قوة العدو أو وزنه القتالي وبالغت في تقدير قوتنا وقدرتنا على الصمود، العرب يحاربون أفضل من السابق ولديهم الكثير من السلاح، إنهم يدمرون دباباتنا بسلاح فردي، والصواريخ شكلت مظلة لا يستطيع سلاحنا الجوي اختراقها، لا أدري إن كانت ضربة وقائية ستغير الصورة من أساسها".

نيران صديقة
وتتواصل الإثارة، حيث نشر الصحفي الإسرائيلى "ايلان كفير" هو الآخر كتابا بعنوان "إخوتي أبطال المجد" كشف فيه أسرارا مثيرة عن الجبهة الإسرائيلية أبرزها قيام كتيبة دبابات إسرائيلية بفتح النيران عن قرب على مجموعة من الجنود الإسرائيليين وقتل بعضهم وجرح الآخرين بدم بارد كما قال أحد الناجين لمجرد اعتقاد جنود الكتيبة بأن الجنود المقابلين لهم هم جنود فروا من الجيش المصري.
ونقل الكتاب عن أحد الناجين وهو "موشيه ليفي" قوله:" إنه لم يشفع للجنود الإسرائيليين كونهم عزل لا يحملون أي سلاح ويتحدثون العبرية بطلاقة، ويعرفون أسماء قادة الكتائب الإسرائيلية، فقد فتح رفاقهم عليهم النار، فقط لأنهم اعتقدوا بأنهم عرب".
وسرد "ليفي" ماحدث قائلا: " في اليوم الثاني لحرب أكتوبر، السابع من أكتوبر، وجدت كتيبة دبابات إسرائيلية نفسها تواجه مئات الجنود المصريين في الجهة الشمالية للقناة، وكان يقود إحدى الدبابات العريف اول "شلومو ارمان" وقد أصيبت دبابة "ارمان" بنيران مصرية فانتقل مع جنوده إلى دبابة "موشيه ليفي" (المتحدث) إلا أن صاروخ ار بي جي مصري أصاب الدبابة، فقفز ركابها إلى المستنقع وبدأوا بالهرب".
واستطرد "كان المصريون يطلقون علينا النار ونحن نركض في المستنقع، وتخلصنا من متاعنا وأسلحتنا كي نتمكن من التحرك بسهولة داخل المستنقع، ولما تعبنا من السير بدأنا الزحف، وكان "ارمان" يتذوق رمال المستنقع ويقودنا على مدار 8 إلى 9 ساعات، لأنه كان الوحيد الملم بتفاصيل المنطقة وبعد ساعات طويلة وشاقة، وصلت المجموعة إلى حيث رابطت كتيبة دبابات إسرائيلية".
وأضاف ليفي "وقفنا على بعد 15 مترًا من الدبابات، لكن طاقمها لم يتعرف علينا، وصرخ بهم "شلومو" بأننا طاقم دبابة إسرائيلية هربنا من المصريين، فسألونا من أنتم ومن أين جئتم، وكنا نتحدث إليهم بالعبرية، وقلنا لهم إننا من الكتيبة "ل"، فقالوا لا توجد كتيبة كهذه، ثم بدأوا بإطلاق النار علينا، بدم بارد، من ثلاث دبابات، وأصيب بعضنا بجراح بالغة، بينهم أنا و"شلومو"، وسمعتهم يقولون في جهاز الاتصال أنهم قتلوا أفراد كتيبة من العدو.. ويبدو أن سائق إحدى الدبابات المصاب قد صرخ بهم قائلا:" نازيون، وعندها فهموا أنهم أصابوا رفاقا لهم، تأكدوا أنهم أصابوا رفاقهم في السلاح، طالبين إرسال إسعاف لنا وانصرفوا دون تقديم أي مساعدة".

معلومات مضللة
في كتاب يحمل اسم "حرب أكتوبر الأسطورة أمام الواقع"، اعترف مدير المخابرات الحربية الإسرائيلية في حرب أكتوبر "إيلي زعيرا" والذي يصفونه في إسرائيل بأنه "مهندس الهزيمة" وأنه السبب الرئيسي فيما لحق بالجيش الإسرائيلي بأن المخابرات المصرية دست معلومات مضللة على "جولدا مائير"، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي في الهزيمة هو وصول معلومات تم نقلها مباشرة إلى رئيسة الوزراء وبدون تحليل من الموساد على أساس أنها موثوق بها وكانت هذه المعلومات هي السبب وراء التقديرات الخاطئة التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية.
وأضاف "زعيرا" أيضًا في كتابه أن تلك المعلومات المضللة هي من تخطيط المخابرات المصرية وأنها كانت بمثابة جزء من خطة الخداع والتمويه المصرية التي تم تنفيذها استعدادًا للمعركة.
ثمن الاستهتار بالقوة العربية
وتتوالى الاعترافات، حيث كشف كتاب إسرائيلى آخر بعنوان "حرب يوم الغفران، اللحظة الحقيقية" لمؤلفيه "رونين برغمان" و"جيل مالتسر" عن وثائق سرية من بروتوكولات هيئة الأركان العامة والحكومة الإسرائيلية اتضح خلالها الاستهتار الإسرائيلي بالقوة العربية.
وتظهر الوثائق أنه كان واضحًا لقادة إسرائيل السياسيين والأمنيين أن هناك احتمالات كبيرة لاندلاع حرب، إلا أنهم لم يروا أنه يتوجب عليهم فعل شيء ما من أجل منعها، واستندت تلك المعلومات إلى عميل للموساد الإسرائيلي من الدرجة "البنفسجية"، أي أنه ينتمي إلى مجموعة قليلة وخاصة من العملاء الذين يستندون في معلوماتهم إلى "مصادر رفيعة المستوى"، أو ببساطة من أفضل عملاء الموساد الإسرائيلي.