الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الإعلام يشارك في حرب العاشر من رمضان.. بث أخبار خاطئة لتضليل العدو.. ساعد في رفع الروح المعنوية بعد "النكسة".. وخبراء: جزء من الخداع الإستراتيجي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"عبروا جنودنا البواسل خط بارليف المنيع".. كلمات خرجت من الإذاعة المصرية في الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرًا في العاشر من رمضان سنة 1393 هـ الموافق السادس من أكتوبر 1973، كلمات شهدت وسطرت النصر العظيم.

وكان الانتصار العظيم تجسيدًا لقوة الإرادة والعزيمة والتفاف الشعب المصري خلف جيشه، وفى الذكرى الخالدة للعبور الأول وانتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر المجيدة، علينا أن نتذكر الخطوط الرئيسية والخطة الإستراتيجية الذي وضعها الإعلام المصري وقتها من أجل التحضير للانتصار العظيم، فكيف كان للإعلام دور في إزالة أثار هزيمة 67، ورفع الروح المعنوية للمواطنين والاستعداد للنصر بعد 6 سنوات من حرب الاستنزاف.
الإعلام المصري أصبح دوليًا وقت الحرب
في البداية، لعب الإعلام المصري دورًا مهمًا في نصر أكتوبر، من بداية الإعداد والتمهيد لهذه الحرب وما بعد الانتصار، حيث خرج إلى نطاق التأثير الإقليمي والدولي، استطاع أن يلتحم مع الأحداث العربية والعالمية، وتوجيه نشاطه نحو كشف النوايا الإسرائيلية وأطماعها، وقام بتوجيه وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة، نحو الجماهير من أجل إعادة بناء الثقة والمصداقية التى فقدت خلال حرب 67، وكانت هذه خطته الإستراتيجية التي وضعها لهذه الحرب.
وكان الإعلام المصري وقتها الأكثر نضجًا كونه شهد على حربين تعامل معهما بكل موضوعية وشفافية.
وعن خطة العمل التي عمل بها الإعلام المصري وقتها، فكانت مهمته إزالة النتائج المعنوية والنفسية التى خلفتها حرب 67 من نفوس المواطنين، واتجهت القيادة السياسية نحو إعداد خطة إعلامية متكاملة من أجل تهيئة الجماهير وإعدادها نفسيا ومعنويا للحرب، وتأكيد أن الحرب قادمة لا محالة، وأن استعادة التراب الوطنى أمر لا مفر منه، وأن المسألة تتعلق بالوقت والاختيار الجيد لتوقيت التنفيذ، وكان هناك تعاون بين المؤسسة الإعلامية والقوات المسلحة وقتها من أجل الإعداد والتخطيط لضرب العدو.
ومع بداية حرب أكتوبر وخلال الأيام الأولى قام الإعلام المصرى بنقل صورة حقيقية لما يدور من أحداث على أرض المعركة، وذلك من خلال استخدامه لاعترافات القادة الإسرائيليين أنفسهم عن الهزيمة التى لحقت بهم والخسائر التي أصابت قواتهم، ما ترك الأثر الإيجابي لدى المواطن المصري".

المهنية رغم الحرب
ومن جانبه، أكد اللواء سمير فرج، رئيس الشئون المعنوية سابقًا، أن إعلام 1973 وقت حرب أكتوبر التزم المهنية وخروج البيانات الموثقة والصادقة، والتي تحتوي على خسائر العدو والخسائر المصرية خلال أيام الحرب، ولذلك تميز عن إعلام 67.
وأوضح "فرج" أن الإعلام وقتها ساعد في خداع العدو بنشر شائعات متعددة، كفتح باب الحج والعمرة للضباط بالجيش المصري، وتوجه القيادة السياسية للإستغناء عن عدد كبير من الجنود بالجيش"، والتي بدورها بثت الإرتياح في نفوس العدو، وكانت السبب في عدم المقاومة.
كما أشار إلى أن الإعلام المصري وقتها استخدم خطة الخداع بنشر تلك الشائعات حتى يطمئن الجانب الآخر ويتم تهيئة المناخ للهجوم المصري.

خطة عمرها 6 سنوات
وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة "ليلى عبد المجيد"، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، إن الإعلام المصري بدأ خطة إستراتيجية منذ هزيمة 67، واتهم وقتها بتزييف الحقائق، ولكن كان هدفه رفع الروح المعنوية للجنود والمواطنين المصريين بعد الحرب، والإستعداد لحرب جديدة ننتصر فيها.
وأوضحت "عبد المجيد" أنه كانت هناك حالة من الإحباط خلفتها حرب 67، وكان للإعلام وقتها دور هائل في تكاتف المواطنين من أجل التبرع للمجهود الحربي، ورفع الروح المعنوية للجنود، ونجح في ترشيد استهلاك المواطنين وقتها، مشيرة إلى أن بعد حرب الاستنزاف وقبل حرب أكتوبر شهدت مصر ظروفًا صعبة تحملها المصريون.
وأشارت إلى أن وزارة الإعلام تعاونت مع الصحف القومية الأهرام والأخبار والجمهورية، قبل حرب أكتوبر، بنشر شائعات حالة الاسترخاء على الجبهة من الضباط والاستغناء عن قيادات بالجيش والجنود، وكانت هذه أفكار "عبد القادر حاتم"، وزير الإعلام وقتها، بهدف خدعة العدو، وضربهم وقت احتفالاتهم.
وأضافت: "الإعلام المصري بعد الحرب بأيام قليلة، استشهد بشهادات الأسرى الإسرائيليين للتأكيد على الانتصار المصري".