الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

يحكى أن .. "الشهد والدموع".. حافظ وشوقي صراع الخير والشر

مسلسل «الشهد والدموع»
مسلسل «الشهد والدموع»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر مسلسل «الشهد والدموع» من أهم الأعمال الفنية التى تم عرضها فى الموسم الرمضانى للأعمال الدرامية، حيث إنه يشكل ملحمة إنسانية اجتماعية مهمة، سرد خلالها المؤلف تفاصيل القصة بشكل مبسط، وفى نفس الوقت يحمل مغزى ومعنى كبيرين ما جعل من المسلسل رائعة إنسانية خالدة، حيث رصد المتغيرات السياسية والاجتماعية فى المجتمع المصرى فى فترة نهايات العصر الملكى، حتى بداية سبعينيات القرن الماضى، والأهم رصد صراع الخير والشر وتقلب الإنسان بينهما على مدار الحياة وسوء العاقبة التى يلقاها الإنسان الظالم.
قدم صُناع العمل الجزء الأول منه فى عام ١٩٨٣، والجزء الثانى فى عام ١٩٨٥، دارت فيها الأحداث من خلال شخصيتى الشقيقين «حافظ رضوان، شوقى رضوان»، وما دار بينهما من صراع درامى يظهر المفارقات الاجتماعية والإنسانية بين الخير والشر، بعد أن قام حافظ الشقيق الأكبر لشوقى بالسطو على ميراثه، ما جعله يموت بحسرته تاركًا زوجته وأبناءه فى حالة من الفقر والعوز الشديد، فى الوقت الذى ينعم فيه حافظ بخيرات شقيقه ويسعى للانسلاخ من أصله والانتساب لطبقة الأغنياء المنتسبة للطبقة الملكية عن طريق زوجته المتغطرسة القاسية، التى ترفض أى تعامل له مع طبقته الفقيرة التى ينحدر منها.
وتستمر الأحداث مظهرة قسوة حافظ، ومحاولاته لتكدير حياة أبناء أخيه، وفى المقابل سعى زينب أرملة شوقى لتربية أبنائها وجعلهم أشخاصًا صالحين لأنفسهم، وللمجتمع إلى جانب الانتقام لزوجها من أخيه حتى وإن وقع هذا الانتقام على بناته عن طريق حب إحداهن لابنها. ولأن المال هو نقطة انطلاق الصراع الدرامى للأحداث منذ البداية؛ فقد استطاع المؤلف أن يصيغ أثر هذا المال على العائلتين، فهناك من يملك كل شيء، وهناك من سرق منه حقه البسيط، ويصر على استعادته، والمال هنا هو الصورة الدرامية التى يقدم المؤلف من خلاله مجموعة من الإسقاطات السياسية والرمزية عبر صراع شخصيات العمل مع مفهوم هذا المال وأثره فى كل منهم على حدة.
فالابن الأصغر شوقى «محمود الجندي» يتزوج من الفتاة التى أحبها، زينب «عفاف شعيب»، ولأنها فقيرة ووالدها جعفر يعمل فى أحد محلات الحاج رضوان فلا يليق بهم هذا النسب، وهنا شوقى يعتبر رمزًا للطبقة المتوسطة، التى تبحث عن البساطة والأصالة بعيدًا عن حسابات المال والجاه والثروة الزائفة، لذلك فهو يصر على الزواج من زينب غير عابئ بمستواها المادى والاجتماعى، طالما أحبها فهو يراها حبيبة وزوجة وأمًا مخلصة، ولا يعيبها تواضعها المادى والاجتماعى، ومن خلال هذه الشخصية يلقى المؤلف الضوء على مفهوم الاشتراكية التى نادت بها ثورة يوليو ٥٢.
وفى المقابل نجد شخصية حافظ «يوسف شعبان» الابن الأكبر رمزًا للاستغلال الطبقى والوصولية الذى يتزوج من دولت «نوال أبوالفتوح» ابنة أحد الباشاوات كى يصبح أحد أفراد هذه الطبقة التى واصلت سعيها للمال مع وجود نظام سياسى جديد بعد انتهاء الملكية، واستنساخ هذه الطبقة فى صورة جديدة لها فى فترة الانفتاح الاقتصادى، وهو ما تمثل فى شخصية حجازى «محمد متولى» وزوجته «ليلى يسرى»، التى قامت بالاستيلاء على أبناء أختها «فتحية طنطاوي» ليصبحوا أبناءها لأنهم غير قادرين على الإنجاب، وكذلك استيلاؤهم على ممتلكات حافظ فى نهاية الأمر، فى إشارة درامية من المؤلف على استمرار المتاجرين بالبلاد وبقوت الشعب المتماشين مع جميع الأنظمة حفاظًا على مصالحهم الخاصة. «الشهد والدموع» بطولة يوسف شعبان، خالد زكى، عفاف شعيب، نوال أبوالفتوح، عبدالعزيز مخيون، محمود الجندى، حمدى غيث، رجاء حسين، وغيرهم من النجوم، ومن تأليف أسامة أنور عكاشة، وإخراج إسماعيل عبدالحافظ.