كانت القارة السمراء دوما مطمعًا لكل القوى الكبرى على مر العصور، نظرًا للثروات الطبيعية التى تتمتع بها، فكانت خطط القوى الاستعمارية، تهدف إلى بسط سيطرتها على قارة أفريقيا لنهب خيراتها، واستمرت على ذلك الوضع حتى منتصف القرن العشرين، وإثر قيام ثورة يوليو ١٩٥٢ التى دعمت حركات التحرر فى العالم الثالث، وساعدت الدول الأفريقية على التحرر ونيل استقلالها.
وكان لتلك الدول حاجة إلى كيان يجمعها على التعاون فيما بينها، لمجابهة التحديات التى بدأت تتجسد بعد نيل استقلالها، وخلال مؤتمر أديس أبابا الذى عقد فى الثانى والعشرين من مايو من عام ١٩٦٣، وقع رؤساء ثلاثين دولة مستقلة على ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية، والذى يعد بمثابة دستور لها، وأعلن تأسيسها فى مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من مايو من نفس العام، واتخذت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مقرًا دائمًا لها.
كان عدد الدول الموقعة على الميثاق الذى أنشئت بموجبه المنظمة ثلاثين دولة وارتفع إلى ٥٣ فى ٢٠٠٢.
ويقضى الميثاق بأن تنضم الدول المستقلة إلى المنظمة شرط أن تؤمن بسياسة عدم الانحياز، والابتعاد عن الممارسات العنصرية، ويتم قبول الأعضاء عن طريق التصويت، وفى حال أرادت إحدى الدول الانسحاب فيمكنها التقدم بطلب خطى ويكون الانسحاب ساريًا بعد عام من ذلك الإجراء.
كان أهم أهداف «الوحدة الأفريقية» مساعدة الدول المستعمرة على نيل استقلالها، والمساعدة على النهوض الاقتصادى لدول القارة، وتوطيد دعائم وسبل التضامن بين دول القارة السمراء، ودفع القارة لاحتلال مكانة دولية تمكنها من لعب دور مهم فى السياسة الدولية.
