الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"المعابد اليهودية" في حماية الشعب والدولة المصرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الحكومة أنفقت ملايين الجنيهات على ترميم الآثار اليهودية لحمايتها من التهدم

القاهرة تضم 14 معبدا يهوديا بالعتبة ومصر الجديدة.. بينها 11 مسجلة كآثار

شارع بالإسكندرية يحمل اسم "يعقوب دي منَسَّى" رئيس الطائفة اليهودية الأسبق

على مر التاريخ، ترك اليهود إرثًا دينيا تراثيًا تمثل في المعابد اليهودية وأماكن العبادة التي أصبح معظمها تراثًا أثريًا وثقافيًا مهمًا يثري الخريطة الثقافية والحضارية والتي امتدت لأكثر من محافظة مصرية.


وتحتضن أرض الكنانة العديد من المعابد اليهودية وأغلبها يعامل كأثر ويحذر الاقتراب منه أو هدمه، بل ينفق عليه مئات الملايين من الجنيهات لترميمه وتجديده، ليكون شاهدًا على قدرة مصر على الحفاظ على تراثها الحضاري والثقافي.

وكان آخر ما تم ترميمه "معبد الياهو هنبى" بالإسكندرية وذلك بتمويل من الحكومة المصرية، باعتباره أثرًا حضاريًا للمصريين جميعا، وجزء من تاريخ مصر الحضاري الذي لا يمكن أن يمحوه.

ملف اليهود فى مصر حافل بالعديد من الأحداث التاريخية والاجتماعية، فمنذ الفتح الإسلامي لمصر كان اليهود أول من رحبوا به، كما كان عصر الدولة الطولونية هو عصر تكوين الثروات اليهودية، أما العصر الفاطمي والذي شهد أزهى مراحل الوجود اليهودي في مصر، بداية من تأسيس المدارس التلمودية، حتى فترة الثلاثينيات والتي شهدت ازدهارًا كبيرًا للوجود اليهودي، إذ لم تظهر أي فوارق اجتماعية أو سياسية أو دينية بين اليهود وبين باقي الديانات الأخرى، فكان هناك وجود يهودي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية... إلخ.

وترك اليهود العشرات من دور العبادة، والتي انتشرت في أماكن وجودهم، خاصة في القاهرة والإسكندرية، حيث تمتع اليهود في مصر بحريتهم الكاملة في ممارسة شعائرهم الدينية، كما استفادوا من مساندة الحكومات المصرية المتعاقبة لهم، والتي تمثلت في تزويدهم بالأراضي والأموال لبناء وإقامة المعابد التي سجل معظمها بين أهم المعالم والمباني الأثرية المصرية، وعلى رأسها معبد القاهرة الكبير بشارع عدلي، أو معبد بوابة السماء الذي تم تجديده في عام 1981، وشيد هذا المعبد في عام 1903 على أيدي عائلة موصيري، ويُعد من أجمل المعابد اليهودية وأكبرها، وتم افتتاحه رسميًا بعد التجديد في عام 1990 ويقوم بعض السائحين اليهود وأبناء الطائفة اليهودية بإقامة الصلوات فيه.



وتضم القاهرة 14 معبدا يهوديا انتشرت بين مناطق وسط المدينة والعتبة ومجمع الأديان ومصر الجديدة، وقد سجل منها 11 معبدا يهوديا كأثر تراثي مصري، ومنها "كنيس موشى الدرعى" أو معبد موسى الدرعي، الشاعر المشهور، وهو يختص بطائفة اليهود القرائين، ويقع في شارع سبيل الخازندار بحي العباسية. وجاءت فكرة بنائه عام 1900 وبدأت بتبرع من سيدة يهودية اسمها "ستة المافسي" بقطعة أرض ومبلغ كبير من المال لبناء المعبد، وانتهى بناه عام 1925، ومعبد موسى بن ميمون فى درب محمود بحارة اليهود فى الموسكي ومعبد بار يوحاى يقع المعبد في شارع الصقالبة بحارة اليهود، وأصبح المعبد شبه مهدم وسُجّل المعبد كأثر بسبب أهميته التاريخية والدينية والمعمارية.

معبد "بن عزرا" فى مصر القديمة أيضا هو أحد أهم المعابد اليهودية المصرية، ويوجد تحديدا بمنطقة مجمع الأديان بالفسطاط، ويضم مكتبة بها وثائق، إضافة إلى مجموعة من الكتب التاريخية الخاصة بتاريخ اليهود في مصر، وكان المعبد في السابق عبارة عن كنيسة كانت تسمى كنيسة الشماعين.

ويوجد أيضا "كنيس حاييم كابوسى"، وهو معبد يهودي يختص بطائفة اليهود القرائين، ويقع في 3 درب النصير بحارة اليهود في حي الموسكى بمدينة القاهرة، وهو منسوب إلى الحاخام حاييم كابوسي الذي توفي في مصر سنة 1631، وتم تسجيله كأثر تاريخي في 24 مارس 1986.

كما يوجد معبد مائير عينيم، أو معبد مائير بيتون، فى المعادي، وهو كنيس يهودي تم بناؤه عام 1934 وكان يقتصر على أثرياء الطائفة اليهودية في مصر، مثل عائلة شيكوريل ومزراحي.

أما معبد "فيثالي مادجار" بمصر الجديدة، والذي يُعد تحفة معمارية، فقد شيد في عام 1927 ويضم 4 ثريات من الحديد المشكل بالطرق ذات الشكل المميز، وتتوسطها نجمة داوود، كما يضم العبد ملجأ خصص لإقامة أبناء الطائفة اليهودية من المسنين.


كما توجد عدة معابد يهودية في الإسكندرية، أشهرها معبد الياهو حنابي في شارع النبي دانيال، وهو من أقدم وأشهر معابد اليهود في المدينة الساحلية، وتعرض هذا المعبد للقصف خلال الحملة الفرنسية، وأعيد بناؤه مرة ثانية سنة 1850 بتوجيه ومساهمة من أسرة محمد علي الحاكمة، وقد بدأت وزارة الآثار المصرية في إعداد خطة لترميم المعبد بعد تعرضه لانهيار بسيط لتأثره بالنوات والأمطار، وذلك بتكلفة تقدر بنحو 100 مليون جنيه.

ويليه معبد دي منَسَّى، الذي شيده يعقوب دي منَسَّى الذي ترأس الطائفة اليهودية في القاهرة عام 1869 والذي انتقل في العام 1871 للإسكندرية. ويذكر أنه يوجد شارع في المحافظة باسم يعقوب منَسَّى.

وتزخر الإسكندرية بمعابد يهودية أخرى، هي معبد الياهو حزان في شارع فاطمة اليوسف في حي سبورتنج والذي بني عام 1928، ومعبد جرين الذي شيدته عائلة جرين في حي محرم بك عام 1901، ومعبد يعقوب ساسون الذي شيد في عام 1910 في جليم، إضافة إلى معبد كاسترو الذي أقامه موسى كاسترو عام 1920 في محرم بك، ومعبد نزاح إسرائيل الأشكنازي الذي بني عام 1920، وأخيرًا معبد شعار تفيله الذي أسسته عائلات انزاراوت وشاربيه في عام 1922 في حي كامب شيزار.