أكد رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي عمار الحكيم، أن المشاورات بين مختلف القوى السياسية العراقية دخلت مراحلها النهائية، استعدادا لتكوين كتلة وطنية تعبر عن كافة أطياف الشعب العراقي، وتستطيع أن تشكل حكومة قادرة على تلبية احتياجاته.
وقال الحكيم، في مؤتمر صحفي عقد، الأربعاء، بمناسبة زيارته السنوية إلى الكويت خلال شهر رمضان الكريم، إن الجميع حريص في المرحلة الحالية على تشكيل حكومة عراقية مستقلة بعيدة عن أي مؤثرات خارجية، على أن يكون أمر تشكيلها بأيدي العراقيين وحدهم، مؤكدا أن الحكومة الجديدة ستكون حكومة تكنوقراط سياسية، تستطيع الدفع بعجلة الاقتصاد وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين العراقيين.
وأضاف "الحكومة العراقية الجديدة، لن تكون أمريكية، أو إيرانية، لكنها ستكون عراقية تعمل لصالح العراق، وتقوية روابطه وصلاته مع أشقائه العرب والدول الإسلامية ".
وأشار إلى أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق مثلت مرحلة جدية من تاريخ العراق، مؤكدا أن أكثر من 7 آلاف مرشح، و127 قائمة خاضوا الانتخابات، ومثلوا تعددية متنوعة أمام الناخبين، خاصة في ظل الائتلافات الكبيرة التي تم تشكيلها فيما بين القوائم المشاركة، والتي أتاحت للناخبين الاختيار بين قاعدة عريضة من المرشحين.
وحول نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية، قال الحكيم إن 45% ممن لهم حق التصويت شاركوا في العملية الانتخابية، موجهين رسالة إلى السياسيين العراقيين برغبتهم في رؤية وجوه جديدة على الساحة السياسية العراقية، عازيا اختيار الناخبين لعشرين مرشحا من تيار الحكمة الوطني الذي يترأسه، رغم أنه لم يمض على تكوينه أكثر من 9 أشهر، ولم يدخل في أي ائتلافات خلال الانتخابات، إلى الوجوه الشابة الجديدة التي دفع بها السباق الانتخابي، انطلاقا من إيمان التيار بضرورة تمكين الشباب الوطني.
وفيما يتعلق بموقفه من التوتر الإيراني – الأمريكي في الفترة الحالية بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، قال رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي، "نشعر بقلق بالغ بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، نظرا لأن تلك الخطوة من شأنها زعزعة استقرار المنطقة، في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة بالأساس من عدم الاستقرار منذ سنوات، سواء في العراق، أو اليمن، أو سوريا، أو بعض الدول المجاورة، ومع الأسف فإن العراق سيكون أول المتأثرين بذلك التوتر".
وحول وجود تحالف بين تيار الحكمة الوطني ومقتدى الصدر، قال الحكيم، إن الصدر حليف سياسي قديم؛ حيث سبق وأن تحالف معه خلال انتخابات المجالس البلدية في 2013، كما أنهما كان لهما دور كبير في اختيار الحكومة الحالية برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي في 2014، مشددا على تجديد التحالف بين الجانبين والعمل على تنسيق المواقف بين الجانبين بشكل كامل لصالح العراق.
وفيما يتعلق بجدول زيارته إلى الكويت، قال إنه التقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح؛ حيث تناول اللقاء محاور وأسس العلاقات التاريخية القوية بين البلدين، وطبيعة الوضع الحالي في العراق بعد الانتخابات البرلمانية، مثمنا دور الكويت في دعم العراق، خاصة من خلال استضافة مؤتمر إعادة إعمار العراق في شهر مارس الماضي، والذي مثل إضافة لجهود البناء والتنمية في العراق، لافتا إلى أن اللقاء تناول أيضا كيفية تنمية المصالح المشتركة لما فيه مصلحة البلدين، سواء من خلال القطاع الحكومي أو القطاع الخاص.
وأضاف أنه التقى اليوم أيضا ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم، بالإضافة إلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الكويتي الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح.
