الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فلاسفة مسلمون.. "أبو العلاء المعري" "7-30"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"هذا جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد".. تلك هي العبارة التي تركها الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري على شاهد قبره، وقد لخَّص بها نظرته التشاؤمية السوداوية للحياة، وكأنه يقول إن على أبنائه الذين لم يأت بهم إلى الحياة أن يشعروا بالامتنان لكونه لم يحكم عليهم بألم المجيء إلى الدنيا.
ولد المعري في معرة النعمان "وهي توجد في سوريا حاليًا"، وهو ينتمي لعائلة بني سليمان، والتي بدورها تنتمي لقبيلة تنوخ، جده الأعظم كان أول قاض في المدينة، وقد عرف بعض أعضاء عائلة بني سليمان بالشعر، وقد فقد بصره في سن الرابعة نتيجة لمرض الجدري، ومع ذلك فقد بدأ يقرأ الشّعرَ في سن مبكرة حوالي الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمره في بلدته معرة النعمان، ثم ذهب للدراسة في حلب وأنطاكية، وغيرها من المدن السورية، فدرس علوم مختلفة ومتنوعة منها اللغة، والأدب، والحديث، والتفسير، والفقه، والشعر على نفر من أهله، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء، وقرأ النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه، وتدل كتاباته وآثاره الشعرية والنثرية على حد سواء على أنه كان عالمًا بالأديان والمذاهب وفي عقائد الفرق، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار.. وقد بدأ يقول الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. 
أخذ المعري النحو وشعر المتنبي عن محمد بن عبد الله بن سعد النحوي، وهو أحد رواة شعر المتنبي.
وأصبح شاعرا وفيلسوفا ومفكرا حرا، حيث سافر المعري إلى وسط بغداد لفترة، حيث جمع عددًا كبيرًا من التلاميذ للاستماع إلى محاضراته عن العقلانية والشعر والنحو، وإحدى الموضوعات المتكررة في فلسفته كانت حقوق العقل والمنطق ضد إدعاءات العادات والتقاليد والسلطة.
كان على جانب عظيم من الذكاء، وحدة الذهن، وتوقد الخاطر، وقد ذهب في أواخر 1007 إلى بغداد، فزار دور كتبها وقابل علماءها، قبل أن يعود إلى معرة النعمان في عام 1009، ليشرع في التصنيف والتأليف وهو في بيته، وكان اسم كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم. 
أمضى المعري حياته بعد اعتزاله زاهدًا في الدنيا، معرضًا عن لذاتها، وقد بات نباتيًا لا يأكل لحوم الحيوانات حتى قيل أنه لم يأكل اللحم 45 سنة، ولا ما ينتجه من سمن ولبن، أو بيض وعسل، ولا يلبس من الثياب ناعمها، حتى توفي عن عمر يناهز 86 عامًا، ودفن في منزله بمعرة النعمان.
من أبرز مؤلفاته ديوان "سقط الزند"، و"لزوم ما لا يلزم"، و"رسالة الغفران".
وقد توفي في عام 1058.