يقول قداسة البابا الراحل شنودة الثالث في كلمة منفعة له، إن كنت مصلوبًا فأضمن أن الله سيكون معك ويرد لك حقك كاملا، فإن لم يكن هنا على الأرض ففي السماء، أما إن كنت صالبا لغيرك فثق أن الله سيقف ضدك حتى يأخذ حق غيرك منك ويعاقبك.
ويضيف الراحل، وإن كنت صالبا لغيرك اعرف أن فيك عنصر الشر والاعتداء والعنف، وكلها نواح من الظلم لا تتفق مع البر الواجب عليك، ولا حتى مع المثالية الإنسانية التي يتطلبها العلمانيون.
أما إن كنت مصلوبًا وخاصة من أجل الحق أو من أجل الإيمان فأعرف أن كل ألم تقاسيه هو محسوب عند الله له أكليله في السماء وبركته على الأرض، وثق أن السماء كلها معك ملائكة وقديسون.
وأن كل الذين تبعوا الحق تحملوا من أجله وكل الذين تمسكوا بالإيمان دفعوا ثمن إيمانهم وتاريخ الشهداء حافل بقصص الذين سفكوا دماءهم من أجل الإيمان وتاريخنا بالذات كله من هذا النوع.
وتابع: أن الضعف يستطيعه أي أحد ولكنه لا يدل على مثالية والظلم سهل على أي أحد أيضًا ولكن لا يوجد دين يوافق عليه، لذلك أحتفظ بمثاليتك وخلقك وأحمل صليبك والباطل الذي يحاربك لن يدوم إلى الأبد.
ويشير إلى أن السيد المسيح الذي ذاق مرارة الألم واحتمل الصليب قادر أن يعين المتألمين والمصلوبين في كل زمان وفي كل موضع، لذلك ضع أمامك صورة المسيح المصلوب تجد تعزيه وثق أنه بعد الجلجثة توجد أمجاد القيامة.
ويختتم البابا، إن كنت مصلوبًا سيكون المسيح إلى جانبك، سيرى فيك صورته، فكن إذًا صوره.
