الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الطفلة دنيا: أملي في الحياة أن أكمل تعليمي ومساعدة أمي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تجلس فى سكون تام وهى تنظر إلى المارة، نظرة عينيها تملأها البراءة، متكئة على عربة مغطاة، من تحتها كرسي، أعطاه لها أحد العاملين بمحل عصير لتجلس عليه، وأمامها مكتب صغير وضعت عليه عددًا من أكياس المخلل، وبجوارها دلو من المياه، تلقى به كل حين وأخر على الأكياس من شدة الحرارة، متحملة برغم صغر سنها الصيام، فى درجات الحرارة المرتفعة، وتنادى على المارة من أجل حثهم على الشراء، وتشع من عينيها نظرات الفرح، حينما يبتاع أحد المارة منها كيسا من المخلل، لعلها تقتات منه ما تستطيع شراء طعام إفطارها.
بكلمات تحمل الكثير من المرارة، تقول الطفلة دنيا محمود زكي، ١٢ عاما: «أبيع المخلل كى أقدر على إحضار إفطار لى أنا ووالدتي، ولكى أقدر على مصاريف معيشتنا، لكن هذا لا يكفى للمصاريف، ورزقى على الله، الأعلم بحالى أنا وأسرتي، وأنا أدرس بالصف الخامس الابتدائى بمدرسة عمر ابن الخطاب، ووالدى متوف، ولا يوجد لدينا من يعولنى أنا ووالدتي، التى تقوم ببيع الجرجير والخضروات، كى تساعدنا على المعيشة، وتدبير مصاريف دراستي، لأنى أحلم بإكمال دراستى حتى الجامعة».
وتضيف والدتها، البالغة من العمر، ٣٨ عاما: «أعمل ببيع الجرير والخضروات، لكى نقدر على المعيشة، بعد تخلى زوجى عنا، وقيامه بالزواج بأخري، وتركنا أنا وابنتي، دون أن ينفق علينا، وبالرغم من ذلك، ابنتى لا تقدر على كرهه أو الإساءة إليه، وتدعى للناس بأنه ميت، كى لا يحرجها أحد بالسؤال عنه، خاصة أنه بعدما تركنا، أخذ كل أموالي، ورفض منحى مستحقاتي، وسكننا لفترة فى حجرة إيجار، بعدها تعثرت بنا الحياة، وتم طردنا من الحجرة، وعشنا فترة تحت أحد الكباري، وتعرضنا لمخاطر كثيرة».
متابعة: «قمت بعد ذلك بعمل نصبة لبيع الشاى للمارة، حفاظا على ابنتى من الشارع ومخاطره، وذهبت إلى جمعية خيرية بمطبعة فيصل، وقام عضو بالجمعية بالإشفاق على حالنا، والسماح لنا بالمبيت داخل الجمعية، بعد أن نقوم بجمع قوت يومنا من الطعام يوميا، وأملى فى الحياة أنا وابنتي، مكان نعيش فيه، وأن يتكفل ذوو القلوب الرحيمة، بمساعدتى فى استكمال دراستها، وأن نجد حجرة وصالة نعيش بها».. للتواصل مع حالة أم دنيا ٠١١٤٢٦٢٦٤٧٣.