تناول كبار كتاب الصحف المصرية، في مقالاتهم اليوم الأربعاء، عددًا من الموضوعات التي تهم المواطن المصري والعربي، منها إبراز أهمية استغلال الثروات المعدنية في تحقيق التنمية المرجوة في مصر، وممارسات إسرائيل في المنطقة ومساندة الولايات المتحدة الأمريكية لها، إلى جانب تطورات القضية الفلسطينية خاصة ما يتعلق فيها بحق عودة اللاجئين وفقًا للقرارات التي أقرتها الشرعية الدولية ممثلة في مجلس الأمن والأمم المتحدة.
ففي عاموده "خواطر" بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان "بدء استغلال ثرواتنا المعدنية خطوة إيجابية لصالح التنمية"، قال الكاتب جلال دويدار "أخيراً وبعد مرور سنوات وسنوات على التلويح باستغلال مصر لثروتها من الرمال السوداء الزاخرة بالعديد من المعادن الاستراتيجية.. تحقق هذا الأمل".
وأكد دويدار أن هذه الخطوة تعد بداية تاريخية لمصر في مجال استثمار ثروتها المعدنية المنتشرة بطول وعرض أرضها.. مشيرا إلى أنها تعني كسر حاجز التردد الذي كان يقف عقبة أمام هذا الأمر.. يمكن اعتبار هذه الاتفاقات وما سوف تحققه إضافة هائلة لخطة التنمية الشاملة القائمة على تعدد وتعظيم مصادر الدخل القومي.
ولفت الكاتب إلى أن هذا العبور الاقتصادي الشجاع تمثل في العقد الذي وقعته الشركة الوطنية للرمال السوداء.. هذه الشركة شاركت في تأسيسها مجموعة من المؤسسات والهيئات والبنوك الوطنية.. والطرف الثاني في العقد إحدي الشركات الاسترالية حيث ستقوم بمقتضاه بالاضطلاع بالأعمال الفنية لعملية فصل المواد المعدنية من هذه الرمال.. هذه الشركة ستتولي تركيب مصنعين في منطقة بحيرة البرلس التي تتواجد فيها هذه الرمال بوفرة.. يُخصص واحد منها لعملية الفصل والآخر لعملية التركيز للمعادن الاقتصادية.
وأكد أن هذا التحرك يأتي بعد النجاح الذي سبق وتم تحقيقه في استغلال واستثمار مناجم الذهب في منطقة البحر الأحمر، واختتم جلال دويدار مقاله قائلا "إن إقامة صناعات تستخدم فيها هذه الرمال يمكن أن يدر علي الدولة المصرية مليارات ومليارات من العملات الأجنبية.. الوصول إلى هذا الأمل ليس بعيدًا عن أيدينا خاصة أن العقول والخبرة الوطنية متوافرة.. إنها لا ينقصها سوى القيادة التي تقدم الدعم والمساندة والتشجيع والتحفيز".
وتحت عنوان "إسرائيل.. حارسها الوحيد" قال الكاتب ناجي قمحة، في عاموده "غداً.. أفضل" بصحيفة "الجمهورية"، إن إسرائيل اعترفت بأنها أول دولة في العالم تستخدم طائرة الشبح أمريكية الصنع طراز إف 35 في عمليات حربية لم تحدد القيادة العسكرية الإسرائيلية مسرحها ولكن المفترض أن تكون الأراضي السورية التي أصبحت بالفعل ميداناً فسيحاً تجرب فيه الدول الأجنبية أحدث أسلحتها سراً وعلانية ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية التي شاركت مع حليفتها إسرائيل وتابعاتها الأوروبيات في تنفيذ مخططات تدمير الجيوش العربية القوية ومنها الجيش العربي السوري حتي تنفرد إسرائيل بالسيادة المطلقة في المنطقة العربية تحقيقاً لهدف أمريكي تاريخي يجعل من إسرائيل الدولة المزروعة في الشرق الأوسط حارساً أميناً وحيداً علي المصالح الأمريكية الضخمة في المنطقة لأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تثق في أي شريك عربي لها في المنطقة.
وأضاف قمحة أن الولايات المتحدة تضع كل ثقتها في إسرائيل وتمنحها أحدث ما أنتجته ترسانة السلاح الأمريكية وتلزم الصمت أمام الأسلحة النووية التي ساعدت إسرائيل علي امتلاكها بينما تقيم العالم ولا تقعده حيال التجارب النووية في إيران وكوريا الشمالية وغيرها من الدول التي لا تحمل اسم إسرائيل.. ولا تحصل منفردة مثلها علي أحدث طراز من "الشبح"!
أما الكاتب مرسي عطا الله، فقد تناول القضية الفلسطينية وخاصة مبدأ حق العودة، وقال، في ا"كل يوم" بصحيفة "الأهرام"، إنه مهما قيل عن مبادرات علي طريق صنع السلام الكامل والشامل والدائم تظل قضية حق العودة مسألة أكبر وأعمق من أن يراها الرئيس دونالد ترامب شيئا من الماضي طالما أن أصحاب القضية مازالوا متمسكين بالحق الذي أقرته جميع مقررات الشرعية الدولية وبالتالي نحن إزاء مشكلة قانونية وسياسية يصعب تجاوزها أو الالتفاف عليها!
وأضاف الكاتب "ربما يكون ضروريا ومفيدا أن نعيد قراءة قرار الأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948 الذي ينص بوضوح علي حق الراغبين في العودة إلي بيوتهم والعيش في سلام مع جيرانهم على أن يدفع لهؤلاء ولأولئك الذين لا يرغبون في العودة التعويض المناسب عن ممتلكاتهم ثم إن القرار رقم 242 لعام 1967 ينص بوضوح وجلاء على ضرورة إيجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين أما القرار رقم 338 لعام 1973 فيطالب بالبدء فورا في تنفيذ القرار رقم 242 بكل بنوده وفي مقدمتها إيجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين".
وأوضح أن مسألة العودة المرتبطة بأهم قضايا الحل النهائي وهي قضية اللاجئين لم يتم إغفالها في أي مرحلة بما في ذلك اتفاق أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين عام 1973 الذي ينص على أن تتم مناقشة قضية اللاجئين في مفاوضات التسوية النهائية التي تشمل قضايا أخري مثل القدس والحدود والمستوطنات والمياه.
وأشار إلى أن اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل المعروف باسم اتفاق وادي عربة عام 1996 تضمن نصًا على سعي الطرفين لحل مشكلات الصراع العربي الإسرائيلي في إطار لجنة مشتركة مع مصر والفلسطينيين وكانت مشكلة اللاجئين علي رأس أولويات هذه المشكلات، مؤكدًا أننا إزاء قضية بشأن حق لن يموت مهما طال الزمن!
واختتم الكاتب مرسي عطا الله مقاله قائلا "إن صفة اللاجئ لها تعريف محدد أقرته وكالة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين» أونروا «بأنه كل إنسان كان يقيم بصفة دائمة في الأرض التي قامت عليها دولة إسرائيل في الفترة ما بين أول يونيو 1946 وحتى 15 مايو 1948 وفقد مسكنه ومصدر رزقه في حرب عام 1948".