السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

باحث فرنسي: واشنطن وضعت طهران في مرمى النيران

روحاني وترامب
روحاني وترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الباحث بالمعهد الفرنسى للشرق الأقصى المتواجد بأربيل بوريس جايمس، أن الولايات المتحدة الأمريكية تراجعت عن دعمها لرئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى بعد أن فقدت السيطرة على سياستها فى العراق أمام الهيمنة الإيرانية على مختلف الأطياف السياسية فى بلاد الرافدين كما أن نتائج الانتخابات الأخيرة التى جاءت لصالح زعيم التيار الوطنى مقتدى الصدر المناهض للسياستين الأمريكية والإيرانية معا جعلت واشنطن لا تفصح بأى سياسة واضحة فى العراق عكس السياسة التى تنتهجها حاليا مع إيران.
وأوضح الباحث الفرنسى فى حوار له مع جريدة «لوفيجارو» أن ذلك يعنى احتمال إعادة رسم خارطة جديدة فى الشرق الأقصى بات مستبعدا لكن لا يعنى أن المنطقة لن تشهد تفاقما للأزمات.
وقال بوريس جايمس إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك أى استراتيجية حالية فى العراق خصوصا بعد فشل استفتاء استقلال كردستان العراق وتراجع حليفها رئيس الوزراء حيدر العبادى إثر الانتخابات الأخيرة وهو ما اعتبره تناقضا بين خطاب واشنطن شديد اللهجة تجاه إيران وتنصلها من مسئوليتها فى العراق، أمر سيؤدي؛ حسب حديثه؛ إلى زيادة الوضع تعقيدا ولا يخدم مصالح فرنسا والاتحاد الأوروبى المتمسكين بمبادئ الاستقرار.
وفى تحليل له على الرهانات الأمريكية والكردية والتركية فى المنطقة يشير جايمس إلى أنه بالرغم من دحر داعش فى العراق وانتقال التنظيم الإرهابى إلى العمل السري، فإن آثار التوتر بين السلطة والسكان المحليين المتضررين من الحرب ما زالت عميقة ولا تبشر بأى نتائج طيبة لا سيما بين الأطراف المسيحية والسنية من جهة والشيعة من جهة أخرى وبدأت تظهر هذه الآثار من خلال سلسلة اغتيالات ستليها حتما هجمات، ويقابل هذا هيمنة الحزب الديمقراطى الكردى فى الشمال، ويكتفى الأكراد حاليا بمحاولة الحفاظ على الحدود الحالية لدول المنطقة بسبب خطر داعش تاركين جانبا مشروع تدويل قضيتهم للاستقلال، ملاحظا أن القوى الكردية فى المنطقة حققت خطوات مهمة من وجهة نظر سياسية تمنحها الشرعية، لا سيما بعد استجابتها لمعطيات الظرف الجيواستراتيجى العام فى المنطقة ومشاركتها فى محاربة تنظيم داعش الإرهابي. وهو الأمر الذى لا يتماشى مع مصالح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى يركز جهوده على محاصرة خصمه فى سوريا حزب الاتحاد الديمقراطى المهيمن على منطقة الإدارة الكردية فى شمال سوريا والمنضوى تحت راية حزب العمال الكردى فى تركيا والموالى لإيديولوجيته الفيدرالية الديمقراطية، حيث تعتبر المنطقة الكردية فى سوريا نقطة لجوء المعارضة الكردية فى تركيا، لذلك يرى جايمس أن تركيز أردوغان على شمال سوريا يعبر عن إرادته فى فرض التوتر السياسى والعسكرى لوضع المجتمع التركى فى صفه من خلال خلق الصراع والتعبئة القومية لصالحه وهو ما يعتبره المحلل خيارا جيواستراتيجيا ويخدم مصالحه الانتخابية. وحدها الولايات المتحدة قادرة على إفشال مشروعه فى حال وضعها خطوطا حمراء فى سوريا خصوصا، حيث يفسر جايمس توقف أردوغان عند حدود عفرين فى غزوته دليلا على أنه «يعرف حدوده».