الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

على خطى اللاجئين في أوروبا.. "القادمون الجدد" مشروع إعلامي تتبناه 4 صحف أوروبية.. و"لوموند" و"الجارديان" و"الباييس" و"دير شبيجل" تجمع شهادات الناجين من قوارب الموت وتواجه "الفقر المنظم"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قامت أربع صحف أوروبية، وهى «لوموند» الفرنسية»، «ذى جارديان» البريطانية، «الباييس» الإسبانية و«دير شبيجل» الألمانية، بتتبع مسارات اللاجئين عبر بلدانهم ضمن مشروع إعلامى مهم اسمه «القادمون الجدد».
المشروع انطلقت به صحيفة «ذا جارديان» مع جملة من مراسليها الذين قاموا بالتنقل عبر ربوع المملكة المتحدة حيث التقوا بـ٣٨٥١٧ شخصا من طالبى اللجوء السياسى فى البلد. وفى إطار هذا المشروع نقل العديد من المراسلين شهادات كثيرة ومؤثرة لأشخاض اضطروا لمغادرة بلدانهم الأصلية بسبب الظروف الأمنية الصعبة وروايات أليمة عن وضعهم الحالى مثل: اللاجئ الأفغانى سعيد وابنه والى، اللذان فقدا بقية العائلة فى طريق الهجرة بين الحدود التركية والإيرانية إثر إطلاق للنيران، ويعيشان حاليا فى شقة تنعدم فيها أدنى شروط الحياة «فى الصباح وبعد مرافقة والى إلى المدرسة يعود سعيد وبقى جالسا وحده، ليس لديه مذياع، ولا جهاز كمبيوتر أو هاتف نقال. وحين لا يتحمل هدوء الشقة يخرج فى شوارع دربى ويعد الدقائق حتى نهاية اليوم وموعد الذهاب لاسترجاع ابنه من المدرسة، تحسن والى فى الإنجليزية ويساعد والده فى الترجمة له، هو يحب المدرسة وله ٨ أصدقاء الآن ويريد أن يصبح طبيبا، هل سينجح فى ذلك؟. تتساءل صحيفة «ذا جارديان» مشيرة إلى أن طلب اللجوء الذى تقدم به المزارع الأفغانى تم رفضه من قبل السلطات البريطانية التى تعتبر أفغانستان بلدا آمنا!. 
هكذا توالت سلسلة من التقارير ضمن هذا المشروع الإعلامى تتبع عبرها الصحفيون مسارات مختلفة للاجئين من عدة جنسيات بدءًا من رواية هجرتهم وما اجتازوه من مخاطر إلى ظروفهم المعيشية وكذا الخطوات الإدارية ورحلة الحصول عن وثيقة اللجوء فى بلد الاستقبال. وأثمر المشروع عن تقارير مفصلة ودقيقة وروايات مأساوية لظروف اللاجئين، ففى بريطانيا مثلا يمنع على اللاجئ ممارسة أى مهنة ويحصل على إعانة مادية بسيطة بقيمة ٢٤ يورو للشخص كل أسبوع لا تكفى للعيش، وهو ما اعتبرته «ذا جارديان» بـ«الفقر المنظم» الذى يعصف بالعائلات ويتسبب فى هشاشة العلاقة بين الآباء وأطفالهم وفى الرسوب المدرسى، وفى تقرير مصور كشفت الصحيفة البريطانية أن بعض اللاجئين من دون مأوى يستعملون حافلات الليل لينام أطفالهم فيها.
أما فى إسبانيا سلطت «الباييس» الضوء على قصص مثيرة للانتباه وكان لها صدى واسع لدى الرأى العام الإسبانى، مثل: قصة المغربى سعيد الغورى «الذى شارك فى إعادة بعث الحياة فى قرية إسبانية عدد سكانها ٨٠ نسمة: بفضله وزوجته وابنه بقيت مدرسة القرية مفتوحة». وفى إطار المشروع نقلت «الباييس» كذلك قصة فريق كرة القدم المختلط «روح أفريقيا» المتواجد فى جنوب الأندلس، والمكون جميعه من أفراد اللاجئين الأفارقة الذين نزلوا ذات يوم على الشواطئ الإسبانية من قوارب الموت، وذكرت الباييس أن بعض أعضاء الفريق يعيشون على المهن الصغيرة مثل غسل السيارات، مع الشعور اليومى بالخوف من ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية.
وركزت الباييس فى تقاريرها على البيروقراطية التى يواجهها هؤلاء اللاجئون ومعاناتهم مع الإدارة الإسبانية التى حسب «الباييس» لا تراعى أصلا أن هؤلاء جازفوا بحياتهم وعانوا كثيرا قبل الوصول لطلب ترخيص الإقامة.
من جهتها، تتابع «دير شبيجل» الألمانية منذ سنوات الشابة السورية رؤى التى هربت من الحرب التى حرمتها من دراسة الطب، لكن شاءت الأقدار أن يتحقق حلمها فى ألمانيا بعض أن تفوقت على ٩٩ رجلا فى امتحان الاجتياز وكمترشحة حرة لدراسة الطب فى جامعة ألمانية وهى التى التقطها فريق بحارة ألمانى فى عرض المتوسط بعد ثلاثة أيام من غرق القارب الذى كان يقلها فى رحلة الموت والهروب من الحرب التى تتابعها معها اليوم الصحيفة الألمانية وكان آخرها تلقيها خبر وفاة أعز أصدقائها فى دمشق. 
وفى مقال « لوموند» الفرنسية فإن عزيمة بعض اللاجئين فى ألمانيا ليست العامل الوحيد فى نجاة العديد منهم وفق «دير شبيجل»، حيث ساهمت السلطات الألمانية كذلك فى توفير الظروف «العقلانية» لاستقبال اللاجئين، وذلك بفضل السياسة التى انتهجتها على المدى الطويل بإدماجهم فى المجال التعليم مثلا والاستثمار فى الأيدى العاملة، وستتمكن بذلك ألمانيا مع مطلع ٢٠٢٥ تغطية نقص ٣٥٠٠ معلم فى المدارس الابتدائية بفضل المعلمين اللاجئين الذين يتم تدريبهم حاليا ضمن «برنامج المعلمين اللاجئين».