الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

السيسي ومهاتير محمد والشباب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
• خلال اللقاء الأخير للرئيس السيسى مع الشباب وحواره معهم قال: «عاوز أقول كلمة افهموها كويس.. مهاتير محمد عنده 90 سنة جابوه تانى بعد 20 سنة»، ولم يشرح الرئيس للشباب ماذا يقصد من وراء هذه العبارة وترك للحاضرين فى هذا اللقاء خاصة الشباب استخلاص ما يريدونه من وراء فهم وتحليل هذه العبارة التى يعى الرئيس معناها والهدف من وراء الاستشهاد بها فى هذا اللقاء.
• وكنت أتمنى أن يشرح الرئيس للشباب ماذا يقصد من وراء هذه العبارة والإشارة إلى سن مهاتير محمد البالغ من العمر 90 عامًا وعودته إلى رئاسة وزراء ماليزيا من جديد بعد أن ترك المناصب الرسمية لمدة 20 عامًا.
• والحكاية ببساطة أن مهاتير محمد تولى رئاسة وزراء ماليزيا فى عام 1981 حتى2003 وتعد أطول فترة لرئيس وزراء فى ماليزيا وهو من مواليد 10 يوليو 1925 ولعب دورًا بارزًا فى تقدم بلاده والنهضة الاقتصادية لها وامتد تأثيره إلى آسيا وغالبية دول العالم وبعد أكثر من 15 عامًا من اعتزاله العمل السياسى والمناصب العامة ترشح فى الانتخابات ضمن تحالف جبهة الأمل وفازت بالأغلبية وتولى تشكيل الحكومة ورئاستها من جديد بناء على رغبة شعبية.
• وفوز مهاتير محمد بالأغلبية لم يأت باختيار الشيوخ والكبار من أبناء ماليزيا ولكن باختيار شباب ماليزيا الذين شعروا بمدى الحاجة إلى مهاتير محمد من جديد ولم ترتفع أصوات تعلن أن الشباب أولى بتولى المناصب ورئاسة الحكومة وكفاية على الكبار والشيوخ وغيرها من الكلمات والشعارات التى تتردد كثيرا على أرض مصر وخلال الحوارات والمنتديات الشبابية.
• ولعل من أكبر مساوىء 25يناير 2011 أن شعارات إزاحة الكبار من المناصب أصبحت هى الشعارات البارزة وخاصة فى وسائل الإعلام وتطرق البعض فى رفع هذه الشعارات ليعلن ويطالب بإطلاق الرصاص على الشيوخ والكبار أو إيداعهم المصحات الطبية والنفسية باعتبارهم العقبة الكبرى أمام تولى الشباب المواقع القيادية فى مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية.
• وللأسف الشديد فقد تم تعديل بعض القوانين والتشريعات لمنح الشباب فرصة التمثيل السياسى والبرلمانى وخفض سن الترشح فى مجلس النواب ليصبح 25عامًا بدلًا من 30عامًا، واعتقد أصحاب هذا التعديل أنه الحل السحرى لمشاكل الشباب حتى كشفت الممارسة البرلمانية داخل مجلس النواب بعد مرور 3 سنوات أن هذا التعديل لم يكن فى محله وأصبح السؤال الدائر على ألسنة الرأى العام الشباب فين داخل مجلس النواب.
• فالرئيس السيسى عندما قال فى جلسة الحوار مع الشباب «افهموها كويس» كان هدفه أن يفسر الشباب معانى هذه العبارة جيدا وأن النجاح الحقيقى للشباب وهم بجوار الكبار لكى يستمدوا منهم الخبرة وليس بإزاحة الكبار من المناصب والمواقع وأن درس شباب ماليزيا بعودة مهاتير محمد لرئاسة الحكومة وهو فى سن 90عامًا لأبلغ مثال ودليل على حسن اختيار الشباب الماليزي.
• فالرئيس السيسى هو أكثر رؤساء مصر يمنح فرصًا عديدة للشباب لتولى المواقع والمناصب وهو أكثر رؤساء مصر حوارًا مع الشباب والاستماع إليهم ولكنه استشعر وجود أصوات بين الشباب تدعو إلى الانفراد بالساحة السياسية والبرلمانية وإزاحة الكبار من المواقع مما دعاه لإطلاق هذه العبارة.
• وكنت أتمنى ألا يقف الرئيس السيسى عند حد ذكر هذه العبارة دون شرح لها أو تفسير عن الهدف من وراء الاستشهاد بها لأننى أعتقد أن عددًا كبيرًا ممن شاركوا فى هذا اللقاء لم يفهموا هذه العبارة جيدًا واختلفت التفسيرات حولها وتباينت ردود الفعل بشأن هذه العبارة خاصة أن هناك مئات المصريين مثل مهاتير محمد مطلوب استدعاؤهم للساحة وعودتهم للمشهد المصرى.
• فعودة مهاتير محمد لرئاسة حكومة ماليزيا فى سن 92 وبعد 20سنة من اعتزال العمل السياسى لم تكن مجرد رسالة لشعب ماليزيا فقط بل هى رسالة لشعوب العالم خاصة دول العالم الثالث ومنها مصر التى تواجه تحديات عديدة أمنية وسياسية واقتصادية تحتاج لقيادات وطنية واعية بمخاطر هذه المرحلة دون النظر إلى أعمارهم أو سنوات ابتعادهم عن المشهد فيا ترى أنا فهمت العبارة كويس أم لا؟