سيدة مسنة تظهر على ملامح وجهها التى امتلأت بالتجاعيد، علامات الحزن واليأس، لا تدرى بنفسها من شدة الإرهاق، تتجول فى الشوارع لبيع المناديل الورقية، حتى يتملك منها التعب، فتجلس على أحد الأرصفة وتخلد للنوم، حتى يأتى زبون لإيقاظها، ليشترى منها «باكو مناديل» ويساعدها بمبلغ مالي، تتمكن به من الإنفاق على نجلها المعاق وعلاجه. تقول السيدة سميرة، البالغة من العمر ٥٠ عاما لـ«البوابة»: «أنا مقيمة فى منطقة أبوقتادة، أجلس هنا لبيع علب المناديل لأن معاشى ٣٥٠ جنيها فقط، ولا يكفى للمعيشة ولإيجار المسكن، وأنا لدى ولدان، أحدهما معاق ذهنيا، والآخر يجهز لعرسه، وتركنا وذهب ليكوَّن نفسه، وأنا رغم المرض، أعمل من أجل المال، للإنفاق على نجلى المعاق وعلى نفسي». متابعة: «لا أملك إلا المعاش، الذى لا يكفى ليومين، والغرفة التى أسكن فيها أنا وابني، لا يوجد بها أى مفروشات أو أثاث، وبنام أنا وهو على مرتبة على الأرض، وحلمى أشترى سريرا ننام عليه، وأريد أن يساعدنى أهل الخير، بأى مبلغ كل شهر من أجل مصاريف نجلى المريض».
