السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

شوقي الشيخ.. "أب روحي" للدواعش

الشافعي مجد، العضو
الشافعي مجد، العضو السابق في التنظيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن تغيير الأسماء، وليس النهج، هو التكتيك السائد لدى التنظيمات الإرهابية، عندما تتعرض لضربات أمنية موجعة، ولذا يربط البعض جذور نشأة "داعش" بـ"تنظيم الشوقيين" التكفيري.
وعاد اسم "الشوقيين" للأضواء مع اعترافات أدلى بها الشافعي مجد، العضو السابق في التنظيم، التي كشف فيها أنه كان في المجموعة، التي قتلت المقدم أحمد علاء، الضابط في أمن الدولة سابقًا. 
وأضاف "مجد"، في 20 مايو خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "العاشرة مساء" المذاع عبر فضائية "دريم"، أن أحداث قرية كحك بمحافظة الفيوم مشهورة جدًا، ومات فيها الكثير من أعضاء الشوقيين في عام 1990 خلال مواجهتهم رجال الشرطة.

ومعروف أن مؤسس "تنظيم الشوقيين"، المهندس شوقي الشيخ، كان من قادة "الجماعة الإسلامية"، وسرعان ما انشق عنها، ورغم مقتله في 1990، إلا أن أفكاره التكفيرية، لم تمت معه، ووصلت إلى "عقول الدواعش".
واعتقل شوقي الشيخ، في بداية عام 1981، ووقتها كان قياديا بارزا في الجماعة الإسلامية، قبل أن يُطلق سراحه عقب اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، ليؤسس جماعة "الشوقيين" التي كفّرت كل من هم خارجها: حكامًا ومحكومين، بل إن الشيخ اعتبر أن مهمته الأولى تصفية الجماعات الإسلامية الأخرى.
وارتكز فكر "الشوقيين" على تكفير الحاكم والمجتمع والدعوة إلى الخلافة الإسلامية بالقوة، واعتبروا أنفسهم في حالة حرب مع أهالي قرية "كحك" في الفيوم، التي كانت معقلا لهذا التنظيم التكفيري، وقاموا بتكفير سكانها، فالذي لا يحتك بهم هو من وجهة نظرهم "كافر مسالم"، والذي يحتك بهم "كافر محارب".
وحسب تقرير نشرته "الحياة" اللندنية في 25 سبتمبر 2014، فإن الشوقيين بدأوا محاربة من سموهم الكفار المحاربين في قرية "كحك"، وقطعوا أشجار الزيتون التي يمتلكونها وكل ما هو مثمر، وذبحوا مواشيهم وأحرقوا محاصيلهم في الحقول، ومول التنظيم في البداية عملياته من سرقة الدراجات النارية والسيارات، ثم اتجه إلى السطو المسلح على محلات الذهب، التي يمتلكها الأقباط استنادًا إلى الفتوى التي أطلقها شوقي الشيخ، وأحل فيها الأموال، ما عدا أموال أعضاء التنظيم، باعتبار الآخرين كفارًا.
ومثلما يحدث في كل التنظيمات الإرهابية، فقد دبت الخلافات داخل تنظيم الشوقيين، فاختلف عبدالله خليفة مع قائده شوقي الشيخ، وشكل تنظيما مستقلا، كما وقع انشقاق آخر في صفوف مجموعة خليفة بخروج محمود صالح وعلي عبدالوهاب ورمضان مصطفى وعلي فايد ميهوب. وحين وقع الصدام بين الشرطة والشوقيين في قرية كحك في إبريل 1990، فر عبدالوهاب ورمضان وميهوب وكونوا مجموعة بدأت عمليات السطو المسلح على محلات الذهب. 

ورغم ما سبق، وصف مراقبون انشقاق شوقي الشيخ عن الجماعة الإسلامية بأشهر الانشقاقات وأكثرها دموية في تاريخ الانشقاقات بين الجماعات الراديكالية، إذ ارتبط بتصفيات جسدية نفذها أنصار شوقي الشيخ، الذي أصدر فتوى بأن الأب الروحي للجماعة الإسلامية عمر عبد الرحمن، الذي توفي لاحقا في سجن بالولايات المتحدة، خرج عن دين الإسلام، وأن دمه مباح، ومن يأتي برأسه سيدخل الجنة. 
وفي إبريل 1990، قتل شوقي في مواجهات عنيفة بين الشرطة، وعناصر تنظيمه في شوارع قرية كحك، وتم اعتقال عدد كبير من أعضاء التنظيم التكفيري، فيما نفذ الفارون منهم أعمال انتقامية، وعمليات سطو على محلات الذهب المملوكة للمسيحيين، ثم تورط اثنان من الفارين، في قتل اثنين من المهندسين الزراعيين، لسرقة متعلقاتهما، ولما توصلت المباحث الجنائية للمتهمين، وتأكدت أنهما من أتباع شوقي الشيخ، تولى جهاز أمن الدولة حينها الأمر، وتوجه المقدم أحمد علاء ضابط أمن الدولة سابقا، في العام 1991 إلى منزل الشابين، وتعرض حينها الضابط للقتل بطريقة شنيعة، بزعم إساءة معاملة نساء المنزلين.

وعقب ثورة 25 يناير، خرج بعض عناصر تنظيم "الشوقيين" من السجون، وأرادوا أن يعيدوا النشاط التكفيري، ولكن في أماكن بعيدة عن المناطق السكنية، لأنهم في السابق استغلوا الجهل والفقر في قرية كحك والقرى الأخرى المحيطة في مركز إبشواي بالفيوم، إلا أنه خلال الفترة من التسعينيات، وحتى ثورة يناير، زادت نسبة التعليم في القرية، ولم يعد بمقدور التكفيريين خداع أهالي القرية، وتجنيد عناصر متطرفة جديدة بسهولة.
وتشير روايات متداولة، إلى أن "الشوقيين" كانت محطة رئيسية على طريق تأسيس داعش، لأن مؤسس التنظيم شوقى الشيخ التقى خلال سنوات اعتقاله في بداية الثمانينيات "نجيب عبدالفتاح إسماعيل"، ابن القيادي الإخواني عبدالفتاح إسماعيل، الذي نُفذ فيه حكم إعدام عام 1965 مع سيد قطب.
ويبدو أن فترة الاعتقال كانت كلمة السر في ظهور الشوقيين، حيث تأثر الشيخ بأفكار نجيب المتطرفة، التي استلهمها من أبيه، والقطبيين بصفة عامة، ولذا انشق عن الجماعة الإسلامية وأسس تنظيمًا خاصًا به.
ولم يقف الأمر عند ما سبق، ففي تقرير نشرته "المصري اليوم" في فبراير 2017، قال الباحث في شئون الجماعات الإسلامية ماهر فرغلي، إنه في العام 2004، وعلى خلفية تفجيرات طابا في سيناء، تم إلقاء القبض على عشرات الأشخاص المشتبه بهم، وكان بينهم الشاب السيناوي توفيق فريج زيادة، الذي احتك عن قرب بالشوقيين والتكفيريين داخل السجن واقتنع بأفكارهم، وسرعان ما أقنع رفيقيه بالسجن محمد عفيفي ومحمد هارون بالانضمام لتنظيم "التوحيد والجهاد" المتطرف، الذي كان موجودا في سيناء وقت التفجيرات، والذي شكل نواة تنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي بايع فيما بعد تنظيم داعش الإرهابي.