الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

صناعات من التراث العريق يحييها شهر رمضان بعد اندثارها

صناعة الفخار
صناعة الفخار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يُحيي شهر رمضان التراث العريق الذي افتقده الكثير من المواطنين؛ مثل النحاس والفخار والخيامية وغيرها من الصناعات اليدوية التي اعتاد عليها الجميع؛ حيث تنتعش في شهر الصيام؛ خاصة ان الاقبال يبدو واضحا عليها في شوارع مصر القديمة والغورية؛ ليبدو الزحام على قرية الفخار؛ وتنتعش صناعة "القلل والزير" لارتواء الصائم.
وما أن تطأ قدمك بمنطقة مصر القديمة حتى تشعر بتلك الراحة التي لا يمكن أن توصف بكلمة، خطوات قليلة حتى تكون في جبل الفخار بين عبق التاريخ، حيث تجد الكثير من الورش التي تعمل في صناعة الفخار فقط، تلك الحرفة التي أوشكت على الاندثار، وذكرت في القرآن الكريم في سورة الرحمن "خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ".
واستمرت صناعة الفخار وتطويره يومًا بعد يوم عبر عصور الخلافة الإسلامية، ففي عصر الدولة الأموية كانت تصنع الأواني والأكواب من الفخار، وفي عهد الدولة العباسية شجعوا صناعة الفخار والخزن لتستمر حتى وقتنا هذا.
يُشير محمود السيد، أحد صانعي الفخار في منطقة الفسطاط بمصر القديمة، إلى أن شهر رمضان ينتظره كل عام؛ لارتفاع نسبة الدخل والاقبال على شراء المنتحات؛ لافتًا إلى ان منطقة الفسطاط من المناطق الرئيسية التي يوجد بها صناعة الفخار منذ فترات طويلة، وتعرف بـ"جبل الفخار"، نظًرا لوجود كل شيوخ الحرفة بالمنطقة.
وأكد أن الفخار من الصناعات التراثية والتي ارتبطت بمصر القديمة من الدولة الفرعونية وذات ارتباط قوي بشهر رمضان؛ لما فيها من تراث روحي يرتبط به؛ حتي وقتنا هذا، ومازال الفخار له رونقه الخاص ويقبل عليه السائحين من كل مكان، متابعًا: "بشتغل في المهنة من 42 سنة، وورثتها عن أبويا وجدي، والفخار أساسه الطينة اللى بتيجي من أسوان، ومن هنا بتبدأ الصنعة".
ولفت إلى أن الطينة، وهي العنصر الأساسي للعمل، يتم إدخالها في مطاحن كي تصبح ناعمة تمامًا "وبعدها يتم عجنها وتدويرها حتي تصبح خالية من الشوائب"، مشيرًا إلى أنه يتم وضع الصلصال على الدولاب الخاص بتشكيل الفخار، ويتم تشكيل العديد من الأشكال، ورسمها ثم إدخالها في الفرن، وتركها في الهواء بعض الوقت وهكذا يمكنك أن تحصل علي الفخار.
وأضاف "من المهن الجميلة اللي محدش مقدرها ولا حاسس بقيمتها"، موضحًا أن تلك المهنة أوشكت على الاندثار، نظرًا لعدم التوعية أو الاهتمام بها "المهنة أخدت من عمرنا كتير، والإيد اللي حبتها واتعودت عليها من الصعب انها تتخلى عنها، مفيش اهتمام بيها بس احنا اللى بنحيها، والصنعة هتفضل مستمرة".
واختتم عم محمود كلماته "السياح لما بيزورا المنطقة بينبهروا بالفخار المصري، علي الرغم ان هناك في تحف واشكال كتير من الفخار الا ان المصري له طبعه الخاص، اللي يجذب الإنسان من أول مرة"، متمنيًا أن تقوم الدولة بتنبني تلك المهن وعمل ورش خاصة بها من أجل الحفاظ علي التراث المصري.