"يرقد على فراش المرض بأنف شبه مهشم بالكامل بعدما تعرض لكسور كبيرة في العظام وخضع لعملية جراحية عاجلة لإنقاذه"، وإلى جواره ليس ببعيد "يستلقي آخر في وضعية مشابهة بعدما أصيب بجروح قطعية في الرأس"، وحتى لا تذهب بتفكيرك إلى وقوع مشاجرة أو حرب شوارع بين مجموعة من البلطجية نوضح أن تلك الحالات لأطباء تعرضوا لاعتداءات عنيفة على مدى اليومين الأخيرين في القاهرة.
في الحي الشعبي بقلب القاهرة تقع مستشفى الساحل التعليمي بروض الفرج، حيث تعرض الطبيب بقسم الطوارئ الدكتور محمد عوض يوسف لاعتداء همجي من قبل بعض البلطجية بسبب عدم وجود سرير رعاية مركزة، وأصيب الطبيب بكسور في عظام الأنف وخضع لعملية جراحية عاجلة، كما قام البلطجية بتحطيم بعض الاجهزة والمستلزمات.
وبعد ساعات من الواقعة الأولى، اعتدى مرافقو المرضى فجر أمس السبت على مستشفى ناصر العام بشبرا الخيمة، وأسفر الاعتداء عن إصابة طبيب مقيم جراحة محمد عبد الفتاح بجرح قطعي فى فروة الرأس، مع وجود تلفيات عديدة بالمستشفى.
وأدانت نقابة الأطباء الواقعتين، مؤكدة أن تكرار حوادث الاعتداء على الأطباء والمنشآت الطبية هي النتاج الطبيعى لعدم قيام السلطات المختصة باتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية الأطباء أثناء تأدية عملهم، وكذلك نتاج لحملة التحريض الموجهة من بعض أجهزة الإعلام ضد الأطباء.
وفي هذا السياق، قال الدكتور إيهاب الطاهر أمين عام نقابة الاطباء، إن الاعتداء على الأطباء ينذر بعواقب سلبية خطيرة على المنظومة الطبية في مصر، مشددا على أن النقابة ستتخذ كامل أدواتها للدفاع عن المنتسبين إليها.
ولفت الطاهر إلى أن المستشار القانوني للنقابة يتابع قضية التعدي على الأطباء، وتوفر النقابة لذويها جميع صور الدعم القانوني، مشيرًا إلى أن الأمن نجح فى ضبط البلطجية الذين اعتدوا على طبيب الساحل، وبعد التحقيق معهم أمرت النيابة بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، الأمر نفسه حدث فى الواقعة الثانية بعد اعتداء المرافقين على أطباء مستشفى ناصر العام، حيث صدر بحق المتهمين حكم حبس مماثل.
ونشرت نقابة أطباء مصر على موقعها الرسمي مقطع فيديو تعريفي للأطباء بالإجراءات الواجب اتباعها في حال تعرضهم للاعتداء.
أما الدكتورة منى مينا، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، فاعتبرت الاعتداء على الأطباء يهدد حياة المصريين، وشددت على أن قانون التأمين الصحي الجديد أهمل حقوق الأطباء بشكل كبير.
وقالت منى مينا إن وقف هذه المهزلة ضرورة ملحة، وجددت تأكيدها على أن قوانين الصحة الجديدة تصدر الأزمات للمجتمع، وضربت المثل بانتزاع لقب أخصائي لخريجي العلوم الصحية ووصفته بالأمر "المقلق للغاية".
وتابعت: "قانون التأمين الصحى بعد صدور لائحته التنفيذية تماما كمن اهتم بالبوابة وأهمل البناء من الداخل، فنظام التأمين الصح يقوم بالأساس على فكرة طبيب الأسرة المدرب وفى مصر كلها لا يوجد سوى 1400 طبيب أسرة أكثر من ألف منهم خارج مصر! ولكى نطبق هذا النظام نحتاج لـ10 آلاف طبيب أسرة وهو طبيب ممارس عام حاصل على تدريب وكورسات في طب الأسرة".
